17 نوفمبر، 2024 12:46 ص
Search
Close this search box.

الماسونية (12).. عائلة روتشيلد دعمت الدول وتحكمت في الصراعات

الماسونية (12).. عائلة روتشيلد دعمت الدول وتحكمت في الصراعات

 

خاص: إعداد- سماح عادل

في هذه الحلقة سوف نحكي عن عائلة روتشيلد بالتفصيل.

عائلة روتشيلد..

هي عائلة يهودية ثرية أصلها من فرانكفورت، تأسست على يد ماير أمشيل روتشيلد (1744-1812)، وهو يهودي محكمة كان يعمل لدى لاندغريفية هسن كاسل في مدينة فرانكفورت الحرة والإمبراطورية الرومانية المقدسة وأسس عمله المصرفي في القرن الثامن عشر. على عكس معظم يهود المحاكم الذين سبقوه، تمكن روتشيلد من تأسيس عائلة مصرفية دولية وتوريث ثروته لأبنائه الخمسة الذين أسسوا نشاطات تجارية في لندن وباريس وفرانكفورت وفيينا ونابولي. ترقت العائلة إلى مرتبة العائلات النبيلة في الإمبراطورية الرومانية المقدسة والمملكة المتحدة. يبدأ تاريخ العائلة الموثق في القرن السادس عشر في فرانكفورت. اشتق اسمها من منزل العائلة (روتشيلد) الذي بناه إسحاق إلشانان باشاراش في فرانكفورت عام 1567.[6][7]

خلال القرن التاسع عشر، امتلكت عائلة روتشيلد أكبر ثروة خاصة في العالم وكذلك في تاريخ العالم الحديث. تراجعت ثروة العائلة خلال القرن العشرين وتم تقسيمها بين العديد من أجيال الأبناء والأحفاد، تغطي اهتماماتهم اليوم مجموعة متنوعة من المجالات بما في ذلك الخدمات المالية والعقارات والتعدين والطاقة والزراعة وصناعة النبيذ والمنظمات غير الربحية، تزين مبانيهم المناظر الطبيعية في شمال غرب أوروبا.

تأسيس العائلة..

قام تاجر العملات القديمة ماجيراشيل (أمشيل) روتشيلد عام 1821 م بتنظيم العائلة ونشرها في خمس دول أوروبية، حيث أرسل أولاده الخمسة إلى إنجلترا، وفرنسا، وإيطاليا، وألمانيا، والنمسا، فقد استدعى أمشيل (ماجيراشيل) روتشيلد أولاده الخمسة وأوكل لهم مهمة العمل في أهم بلدان العالم آنذاك، كما قام بتأسيس مؤسسة مالية لكل فرع للعائلة في تلك الدول مع تأمين ترابط وثيق بينها، فقد وضع قواعد تسمح بتبادل المعلومات ونقل الخبرات بسرعة عالية بين هذه الفروع مما يحقق أقصى درجات الفائدة والربح. وكانت ألمانيا من نصيب (أتسليم) والنمسا من نصيب (سالمون) وحاز (ناتان) على بريطانيا و(جيمز) على فرنسا أما (كارل) فكان الفاتيكان من نصيبه، وأخبرهم أبوهم بأن القيادة السرية قد اتخذت قراراً بتسليم القيادة لواحد منهم يطلعون على اسمه فيما بعد.

كما وضع قواعد صارمة لضمان ترابط العائلة واستمرارها فكان الرجال لا يتزوجون إلا من يهوديات، ولابد أن يكنَّ من عائلات ذات ثراء ومكانة. بينما تسمح القواعد بزواج البنات من غير اليهود، وذلك على أساس أن معظم الثروة تنتقل إلى الرجال، وبالتالي تظل الثروة في مجملها في أيد يهودية.

الحروب النابليونية..

كانت عائلة روتشيلد تمتلك ثروة كبيرة قبل بداية الحروب النابليونية (1803-1815)، وقد كانت هذه الأسرة متفوقة في مجال تجارة السبائك في ذلك الوقت. من لندن عام 1813 إلى عام 1815، كان لـ ناثان ماير روتشيلد دورٌ فعال في تمويل المجهود الحربي البريطاني بمفرده تقريبا، إذ نظم شحنة السبائك إلى جيوش آرثر ويلزلي في جميع أنحاء أوروبا، بالإضافة إلى دفع الإعانات المالية البريطانية إلى حلفائهم. في عام 1815 قدم روتشيلد 9.8 مليون جنيه إسترليني (نحو 566 مليون جنيه إسترليني في عام 1815، وما يعادل 717 مليون يورو أو 869 مليون دولار أمريكي اليوم) إلى قروض الإعانة للدول المتحالفة مع بريطانيا.

ساعد الإخوة في تنسيق أنشطة روتشيلد في جميع أنحاء القارة، وطورت الأسرة شبكة من الوكلاء لنقل الذهب عبر أوروبا التي مزقتها الحرب. كان على العائلة أيضًا تزويد ناثان روتشيلد مرارا وتكرارا بالمعلومات السياسية والمالية قبل بقية أقرانه، وهذا ما منحه ميزة في الأسواق وجعل من منزل روتشيلد أكثر قيمة بالنسبة للحكومة البريطانية.

مكَّنت شبكة العائلة ناثان من تلقي أخبار انتصار ويلينغتون في معركة واترلو في لندن قبل يوم كامل من إعلان الرسائل الرسمية للحكومة. لكن لم تكن الفوائد المالية المحتملة من ضمن اهتمامات روتشيلد الأولى؛ فأخذ الأخبار على الفور إلى الحكومة. ووفقًا لحسابات ناثان روتشيلد فإن الانخفاض المستقبلي للاقتراض الحكومي الذي أحدثه السلام سيخلق ارتدادًا في سندات الحكومة البريطانية بعد استقرار يدوم لمدة عامين، والذي سينهي إعادة هيكلة الاقتصاد المحلي بعد الحرب.

اشترى ناثان على الفور سوق السندات الحكومية ثم انتظر لمدة عامين وباع السندات في السوق عام 1817 للحصول على ربح 40%. ووُصف هذا التصرف بأنه واحد من أكثر التحركات جرأةً في التاريخ المالي، إذ بدا في ذلك الوقت سعرًا مرتفعًا للغاية. وبالنظر إلى القوة المالية الهائلة التي كانت تحت تصرف عائلة روتشيلد، كان هذا الربح مبلغًا ضخمًا.

بدأ ناثان ماير روتشيلد عمله في مانشستر عام 1806 ونقله تدريجيًا إلى لندن، وحصل عام 1809 على مكان في سانت سويثين لين، مدينة لندن، وأسس شركة روتشيلد وشركاؤه في عام 1811. وفي عام 1818.

دبّر روتشيلد قرضا بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني (أي ما يعادل 370 مليون جنيه إسترليني في عام 2019) للحكومة البروسية، وشكّل إصدار السندات للقروض الحكومية الدعامة الأساسية لأعمال مصرفه. لقد اكتسب مركزا قويا في مدينة لندن وبحلول عام 1825-1826 تمكّن من توفير ما يكفي من المال لبنك إنجلترا حتى استطاع تجنب أزمة سيولة في السوق.

التمويل الدولي..

كانت شركات روتشيلد المصرفية العائلية رائدة في مجال التمويل الدولي المرتفع خلال نشوء النظام الصناعي في أوروبا وكانت مفيدة في دعم أنظمة السكك الحديدية في جميع أنحاء العالم وفي التمويل الحكومي المعقد لمشاريع كبيرة مثل قناة السويس. اشترت الأسرة خلال القرن التاسع عشر، نسبةً كبيرةً من العقارات في مايفير، لندن.

شاركت عائلة روتشيلد بشكل مباشر في استقلال البرازيل عن البرتغال في أوائل القرن التاسع عشر، مقابل دفع الحكومة البرازيلية تعويضا ماليا قدره مليوني جنيه إسترليني لمملكة البرتغال لقبولها استقلال البرازيل. وفي عام 1825، جمع ناثان روتشيلد 2.000.000 جنيه إسترليني، وشارك بالفعل في دفع هذا التعويض المالي بمبلغ 1.000.000 جنيه إسترليني في عام 1824.

تشمل الشركات الكبرى التي تعود إلى القرن التاسع عشر والتي تأسست من قبل عائلة روتشيلد ما يلي:

  • مجموعة آر إس إيه للتأمين.
  • شركة السكك الحديدية الشمالية.
  • مجموعة ريو تينتو.
  • إيراميت (1880).
  • إميريس (1880).
  • دي بيرز (1888).

مولت الأسرة رئيس الوزراء سيسيل رودس في إنشاء مستعمرة رودسيا الجنوبية. سيطرت العائلة على شركة ريو تينتو للتعدين في أواخر الثمانينيات من القرن التاسع عشر.

اتصلت الحكومة اليابانية بعائلات لندن وباريس الثرية للحصول على تمويل خلال الحرب الروسية اليابانية. وبلغ إجمالي المبلغ المدفوع من قبل لندن في سندات الحرب اليابانية نحو 11.5 مليون جنيه إسترليني (أي ما يعادل 1.03 مليار جنيه إسترليني في 2012).

رفاهية مبالغ فيها..

أصبح اسم روتشيلد مرادفا لمفهومي المُغالاة والثروة العظيمة. وقد اشتهرت الأسرة بجمعها للأعمال الفنية وقصورها وأعمالها الخيرية. وبحلول نهاية القرن، كانت العائلة تمتلك بأدنى التقديرات، أكثر من 41 قصرا، اتسمت هذه القصور برفاهية لا مثيل لها حتى عند أغنى العائلات المالكة. ادعى وزير الخزانة البريطاني لويد جورج، في عام 1909، أن ناثان، اللورد روتشيلد كان أقوى رجل في بريطانيا.

أُغلق منزل فرانكفورت أبوابه في عام 1901 بعد أكثر من قرن من العمل دون وريث له.  وفي عام 1989، عادت العائلة، عندما أنشأت شركة روتشيلد وشركاؤه بالإضافة إلى بنك روتشيلد إيه جي، مكتبا مصرفيًا نيابيا في فرانكفورت.

الفرع البريطاني..

تأسست عائلة روتشيلد المتخصصة بالأعمال المصرفية في المملكة المتحدة عام 1798 على يد ناثان ماير روتشيلد (1777-1836)، الذي استقر أولاً في مانشستر ثم انتقل إلى لندن. أسس ناثان ماير فون روتشيلد، الابن الثالث لماير أمشيل روتشيلد (1744-1812)، لأول مرة نشاطا تجاريا في مجال الغزل والنسيج في مانشستر ومن هناك استمر في إنشاء بنك إن إم روتشيلد وأولاده في لندن.

لعب بنك لندن التابع لعائلة روتشيلد خلال الجزء الأول من القرن التاسع عشر دورا رائدا في إدارة وتمويل الإعانات التي حولتها الحكومة البريطانية إلى حلفائها خلال الحروب النابليونية من خلال إنشاء شبكة من الوكلاء، وتمكن البنك من توفير الأموال لجيوش آرثر ويلزلي في البرتغال وإسبانيا، وبالتالي تمويل الحروب. شكّل توفير التمويل المبتكر للمشاريع الحكومية دعامة أساسية لأعمال البنك في وقت لاحق من القرن.

استلم ناثان ماير الأكبر، نجل ليونيل دي روتشيلد (1808-1879)، إدارة فرع البنك في لندن. سيطر ليوبولد دي روتشيلد (1845–1917) على إرث رودس بعد وفاته في عام 1902 وساعد في إعداد مشروع رودس للمنح الدراسية في جامعة أكسفورد. وفي عام 1873، انضمت عائلة روتشيلد في فرنسا وشركة روتشيلد وشركاؤه في لندن إلى مستثمرين آخرين للحصول على مناجم النحاس ريو تينتو التابعة للحكومة الإسبانية. أعاد المُلاّك الجدد هيكلة الشركة وحوّلوها إلى عمل مربح.

وبحلول عام 1905، بلغت حصة روتشيلد في ريو تينتو أكثر من 30%.  في عام 1887، أقرضت البنوك المصرفية الفرنسية والبريطانية روتشيلد الأموال واستثمرت في مناجم دي بيرز للألماس في جنوب أفريقيا، لتصبح لاحقًا أكبر مساهميها.

بقي بنك لندن المصرفي تحت إدارة ليونيل ناثان دي روتشيلد (1882-1942) وشقيقه أنتوني غوستاف دي روتشيلد (1887-1961)، ثم انتقلت الإدارة إلى السير إيفلين دي روتشيلد (مواليد 1931). وفي عام 2003، بعد تقاعد السير إيفلين كمدير لشركة روتشيلد وشركاؤه، اندمجت الشركات المالية البريطانية والفرنسية تحت إدارة ديفيد رينيه دي روتشيلد.

 دولة يهودية في فلسطين..

تبنت عائلة روتشيلد فكرة إقامة دولة يهودية في فلسطين لسببين:

أولاً: هجرة مجموعات كبيرة من اليهود إلى أوروبا، وهذه المجموعات رفضت الاندماج في مجتمعاتها الجديدة، وبالتالي بدأت تتولد مجموعة من المشاكل تجاههم، فكان لا بد من حل لدفع هذه المجموعات بعيدا عن مناطق المصالح الاستثمارية لبيت روتشيلد.

ثانياً: ظهور التقرير النهائي لمؤتمرات الدول الاستعمارية الكبرى في عام 1907 م، والمعروف باسم تقرير بانرمان –وهو رئيس وزراء بريطانيا حينئذ- الذي يقرر أن منطقة شمال أفريقيا وشرق البحر المتوسط هي الوريث المحتمل للحضارة الحديثة.

وعد بلفور..

كان «ليونيل روتشيلد» (1868-1937 م) هو المسؤول عن فروع إنكلترا، وزعيم الطائفة اليهودية في إنجلترا وتقرب إليه كل من حاييم وايزمان – عضو منظمة وعصابة الهاجاناه وأول رئيس لإسرائيل فيما بعد- وناحوم سوكولوف ونجحا في إقناعه في السعي لدى حكومة بريطانيا لمساعدة اليهود في بناء وطن قومي لهم في فلسطين، ولم يتردد ليونيل بل سعى بالإضافة لاستصدار وعد بلفور إلى إنشاء فيلق يهودي داخل الجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى، وقام «جيمس أرماند روتشيلد» (1878-1957 م) بجمع المتطوعين له ثم تولى رئاسة هيئة الهجرة إلى فلسطين والتي تسمي بالوكالة اليهودية وتولّى والده تمويل المشاريع الاقتصادية في فلسطين ومنها مبنى الكنيست الإسرائيلي الحالي في القدس. تم إصدار وعد بلفور بعد تقديم عائله روتشيلد مساعدة مالية ضخمة لبريطانيا التي كانت على وشك اعلان هزيمتها على يد الألمان وكذلك أثرت على الحكومات الأوربية بشكل عام.

تمويل هجرة اليهود إلى فلسطين..

كان «إدموند روتشيلد» (1845-1934 م) رئيس الفرع الفرنسي من أكبر الممولين للهجرة اليهودية إلى فلسطين، فقام بتمويلها وحمايتها سواء سياسيا أو عسكريا، ثم تولى حفيده ويسمى على اسمه «إدموند روتشيلد» (من مواليد 1926 م) رئاسة لجنة التضامن مع إسرائيل عام 1967، وقدّم استثمارات ضخمة لإسرائيل خلال فترة الخمسينيات والستينيات.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة