شاهدت المقطع الذي أثار ردود أفعال عراقية متضاربة حول تصوير المرأة العراقية كمدبرة منزل (خادمة) أو لاتهامها بالسرقة بدافع عنصري… وتعليقي حول الموضوع أبينه فيما يلي؛
في البدء مهنة مدبرة المنزل ليست معيبة بحق الإنسان، هي مهنة شريفة كبقية المهن والعراقيين بصورة عامة عملوا بمهن كثيرة في بلدان المهجر، في أرشيف قناة الجزيرة على يوتيوب هنالك تقرير يوثق معاناة اللاجئين العراقيين في عمان في تسعينيات القرن الماضي ومعظم النساء اللاتي ظهرن في ذلك التقرير كن يعملن بمهن بيع السجائر والمناديل على الأرصفة، الأمر ذاته في سوريا وإيران ودول أخرى. فهذه حقيقة لا أعرف لماذا ننكرها ونشعر بالعار من ذكرها بدل أن تشعر حكوماتنا بذلك العار. أليس العمل شرفا؟!
العراقيون يستذكرون دائما العمالة المصرية التي اكتسحت السوق في السبعينيات والثمانينيات، وأصبحت هنالك عبارات دارجة عندما يكون الحديث عن القمل وقساوته، مثلا ” شنو أني مصري حتى أعمل بهكذا طريقة” أو ” اجرلك مصري !” وما شابه، فهل هذا جائز لمن يعترض على تصوير أبناء بلده بمهنة العامل أو مدبرة المنزل. لماذا نفخر عندما نلعب أدوار الفئة المترفة أو المتسلطة ونشعر بالخزي عندما نلعب أدوار الطبقة الكادحة، أي الدورين أقرب لواقع الشعب العراقي؟!
أيضا، المراد من المشهد تأنيب الشعوب التي تتخذ من الحروب التي يفتعلها أفراد مصدر لديمومة الأحقاد والكراهية وتغذيتها… وهذه غاية نبيلة تستحق السيناريست هبة مشاري الثناء عليها.
وأخيرا، ماذا لو عكسنا الأدوار، وظهرت الكويتية بدور مدبرة المنزل الوفية الأمينة والتي ترفض التخوين بدافع العنصرية في مقابل أن تلعب العراقية دور سيدة المنزل المفترية، والعنصرية في تعاملها مع مدبرة المنزل، هل سيكون هذا مقبولا بالنسبة لبعض العراقيين، الجواب نعم؛ فالذي يفخر بغدر صدام بأشقائه، ويبرر ما ارتكبه النظام بحق الكويت؛ هذا إنسان مستبد وطاغية صغير ينتظر فرصته…