22 نوفمبر، 2024 11:11 م
Search
Close this search box.

الامل والعمل لو افترقا اصبحا افيون وغوغاء

الامل والعمل لو افترقا اصبحا افيون وغوغاء

الامل يترسخ في عقل وقلب الانسان ويحرك بقية الجوارح عمليا لكي يتحقق على ارض الواقع ، الامل يكون عقيدة في الدين وحياة في مواكبة الحياة ، مهما كانت شرعية الامل ( شرعي او غير شرعي ) لابد منه فان افترق عن العمل وبقينا نتغنى بالامل وندافع عن الامل فانه يصبح افيون لكي يخدر عقولنا ويفصلنا عن الواقع الذي نعيش فيه ، واذا انجزنا اعمالنا من دون امل فان هذه الاعمال تكون غوغاء واشبه باليانصيب اي ضربة حظ وفوائدها دنيوية وقتية وبالنتيجة لا يكون له طعم او منفعة مجتمعية التي تتجسد من خلال شخصية العامل عندما يكون عمله مع الامل يصبح عمل رصين .

وعلى المستوى العقيدة الامل المهم في حياة البشرية جميعا هو امل ظهور المنقذ ، هذا الامل لكل الديانات والمذاهب ولكن في تفاصيله اختلاف ، وبعيدا عن هذا المبحث احدد مقالي عن امل الشيعة الاثنى عشرية .

هل نحن نتعايش مع امل الظهور بشكل يتفق والمطلوب منا شرعا ؟ ولو اخضعنا عقولنا لبعض الاسئلة فهل نحن قادرون على الاجابة ؟ اجمع كل المسلمين ان من علامات ظهوره هي ان تملا الارض ظلما وجورا ويظهر ليملاها عدلا واحسانا ، وندعو بتعجيل ظهوره ، فهل تحققت هذه العلامة ونحن نعيش الظلم ؟ وهل من يقترف الظلم حتى يعجل من ظهور الامام امر صحيح ؟ او السكوت على الظلم حتى نعجل ظهوره فهل هذا تصرف صحيح؟ ولو ظهر الامام ماذا تنتظر ان يتحقق؟ هل الانتقام من الاعداء ؟ هل تحقيق العدالة من خلال ملء الفراغ التشريعي ؟

ومن جانب اخر نحن الشيعة المعروف عنا نعمل بالتقية ، وفي نفس الوقت نردد حديث افضل الجهاد قول كلمة حق عند سلطان جائر ، فهل التقية تمنع قول الحق ؟ من يستطيع ان يضع هذه المفاهيم في معايير يمكن ان نحققها على ارض الواقع .

ان لم تعتقد بامل ظهور المهدي فانت ضال عن طريق الحق ، ولكن كيف تعمل وتعيش الامل ؟ ان كنت تنتظر المهدي لتحقيق العدالة حققها انت ضمن الحيز الذي تعمل فيه ضمن عملك بان تعطي استحقاق العمل ، تحقق العدالة في تعاملك مع عائلتك وارحامك ومجتمعك ، اما انني اردد وبصوت عال وبتكرار كثير اللهم عجل الفرج فهذا لا يجعل سرعة تحقيق الامل ، عندما تعيش الامل في قلبك فان الله عز وجل يعلم ما في نفوسنا وهذا هو التجسيد الصحيح للامل بشكل معنوي ايماني عقائدي ، واما على المستوى العملي هو كما ذكرت انفا .

القصص والمعاجز والرؤيا ارى من الافضل ان لا تتكئ على هكذا مفاهيم لانها سهلة الرد ، السيد ابو القاسم الخوئي قدس لا يرى ان الرقعة التي وردت من الناحية المقدسة الى الشيخ المفيد لا تعتبر حجة على الطرف الاخر ، وهذا هو العالم الحقيقي الذي ينظر الى الامور بطريقة علمية .

التلاعب بالمفردات اللغوية لا تنفع في ظل هذه الظروف ، اياك ان تكون من المنتظرين ، وسيقولون لك لا نقصد بان تنتظر وتترك العمل ، اذا ما المقصود من الانتظار ؟ الكلمة التي لا ترافقها قرينة يستغلها الاخر استغلالا سيئا ، الا يكفيكم اكاذيب القوم على الامامية بانهم يجلسون عند باب السرداب لانتظار ظهور المهدي .

الركون الى الياس يقتل الامل وقد تبرر عملك بانك تؤمن بالامل ولكن من المرتبة الثالثة وهي في القلب من حديث من راى منكم منكرا ، في القلب وهو اضعف الايمان انه حديث اشبه بالتخدير لا يوجد هكذا تبرير .

قيل للامام الصادق عليه السلام شخصان طلب منهم ظالم ان يسبا الامام علي عليه السلام فرفض احدهما وضرب عنقه ووافق الثاني فما حكمهما قال عليه السلام الاول استعجل الجنة والثاني تفقه بالدين ، لا اعلم مدى صحة الرواية ، ولكن انت لمن ترى الافضلية عند الله عز وجل؟

أحدث المقالات