يبدو ان برنو “منكاش” الذي أذهل سلاح الجو الأمريكي بإسقاط احدى الطائرات الهليكوبتر أبان إحداث سقوط القزم عام 2003, سينطلق مجددا الى ميدان الحرب بعد ان فرضت ابواق الحرب المتصاعدة في عراقنا المذبوح من الفاو الى زاخو, ان يستجيب ذلك الفلاح البسيط الى النداء المقدس, غير ان مشهد التصوير قد سيكون في رقعة جغرافية أخرى وحسب ما تقتضيه التدابير والخطط الأمنية, فربما ستكون الانبار او صلاح الدين او نينوى او سامراء وربما بغداد في المستقبل القريب!!!
حقيقة ان ما يذاع وينتشر في فضاء العراق السياسي من ارقام يتشابه كثيرا مع مراسيم “فوت بيها ” , مع الاختلاف في الافتقاد الى شخصية متشابهة تقترب من مميزات وهمزات الصحاف الذي يجيد الكذب لدرجة اقناع الاخرين بل في التأثير على نفسه واقناعها , عما ما متوفر الان من نسخ سياسة تتقن الكذب لكنها لا تستطيع تمريرها على عقل ساذج بسيط, والسؤال هنا ,.. هل مازال العراق يمتلك متسع من الوقت للاستمرار في تضليل الاخرين وخداعهم بشعوذة الارقام والتصريحات؟؟؟
قطعا ما يحدث الان في ارض المعركة الدائرة مابين قواتنا العسكرية وقوى الارهاب , يؤشر الى تداعيات خطيرة وكبيرة لا يمكن اختزالها او تغطيتها بتصريح صحفي تحت عنوان الحسم والتقدم واندثار المسخ البشري المتمثل بتنظيم القاعدة من ارض العراق, فما اختفى وخفي في صحراء الانبار بدء بالظهور على مساحات الخارطة العراقية بشكل اكثر تشظيا , وما يحدث الان في استهداف الخاصرة الهشة لمحيط بغداد , يؤكد ان المسار الاستراتيجي للقوى المتطرفة تمتلك ادوات الاختيار في صناعة المكان والزمان , فأذا ما كان هناك تحضير عسكري سلطوي صحيح وكما تلوح به الحكومة العراقية عبر الكثير من دكاكين الاعلام من تقدم ميداني في ارض المعركة مرفقا بتفاصيل القتلى والضربات الجوية , فأين نجد الجواب الشافي لتلك الاشكاليات ؟؟,ام ان التفسير المنطقي لما يحدث الان اذا ما كشف عنه سيسهم في انخفاض المنسوب الانتخابي وانتهاء عصر الولايات ؟؟, فأذا ما استمر الحراك وفق مقتضيات الصندوق والتأمل في ديباجة سانت ليغو المبهذل , دون الالتفات الى متطلبات المرحلة من تحضير وطني وتخطيط استراتيجي ورؤية سياسية سنجد انفسنا حتما نبرهن نظرية الطباق الثلاثة في فرضية انجلز ,القائمة على ان تكون الدورة الثالثة للحركة الايدلوجية نتاج لمرحلتين سابقتين , وبالتالي سنجد اننا ننتقل من تنظيم بعثي الى اسلامي الى اسلاموي.