18 ديسمبر، 2024 8:36 م

وحضرت الحكمة بل عينها

وحضرت الحكمة بل عينها

ها هي إعادة العلاقات بين الدولتين المسلمتين، دولة المملكة العربية السعودية و دولة إيران الإسلامية تنبعث من عين الحكمة في وقتها و من مكانها المنبثقة من توجيه شريعتنا السمحة “فالصلح خير”. فالكل يعلم سواء كان مسلما أم غير ذلك أن ديننا الحنيف هو منهاج حياة البشر كلهم و باليقين و مَنْ يخرج عن ذلك هلك، لأنه مفروض من السماء و لن تستطيع أي محاولة بشرية كانت أو ستكون في الأرض تعويضه و تغييره وكل يوم تبوء بالفشل رغم التعنت و محاولة التشويش و التدليس.
إن مدة هذه القطيعة المدبرة كانت لا شك مثابة ذخرا لأعداء البلدين و خسارة في نفس الوقت لتنميتهما و تطورهما أكثر فأكثر و تعزيز الأمن والاستقرار في ربوع الشرق الأوسط كله و ما تطمح إليه شعوب المنطقة من تحقيق المصالح المشتركة و إزالة حدة التوتر الشبحي المصطنع بالمنطقة و لتسترد بها الأمة الإسلامية أمنها المفقود نتيجة التدخلات الأجنبية وتعزز استقرار المنطقة و فتح صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الجارين بتوطيد التعاون الإيجابي البناء مما يجعل تظافر الجهود لتوحيد الرأي للمنطقة في كل المجالات و إنهاء النزاعات الإقليمية كافة بالحوار والطرق الدبلوماسية وفتح الباب للإسهام في معالجة القضايا والأزمات العالقة بعيدا على شبح الاقتتال و الحروب، و سد الباب على كل تدخل خارجي و سحب البساط من تحت بعض الدول التي كانت تبحث عن حلول عسكرية.
إن هذه المبادرة جاءت في وقتها كلبنة أضيفت لسابقاتها مرورا بقمة لم الشمل بالجزائر و فعاليات كأس العالم في قطر، كما صرح به السيد فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي ” يأتي استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المملكة و إيران، انطلاقا من رؤية المملكة القائمة على تفضيل الحلول السياسية و الحوار، وحرصها على تكريس ذلك في المنطقة بجمع دول المنطقة بمصير واحد، وقواسم مشتركة، تجعل من الضرورة أن نتشارك سويا لبناء أنموذجٍ للازدهار والاستقرار لتنعم به شعوبنا” و تفعيل تعاون كل ما يخدم صالح البلدين و الشعبين كالاتفاقية العامة الموقعة بين البلدين في 1998 للتعاون في مجال الاقتصاد والتجارة والاستثمار والتقنية والعلوم والثقافة والرياضة والشباب بازدهار المنطقة و جعلها قطبا في ميزان المعادلة.
فما أحوجنا إلى نشر السلام و الاستقرار من ربوع أرض انبعثت منها الحضارة الخالدة التي جاءت نبراس التسامح و العدل و السلام للبشرية قاطبة و كم هي المعمورة تواقة لهذا في الوقت الراهن.