هذا ماقاله صدام حسين وذلك في معرض رده على سؤال للدكتور الراحل وميض عمر نظمي خلال استقباله له ضمن وفد ممن يسمون انفسهم معارضة الداخل في عام 1998 .
فقال صدام ((لقد خدعنا في الحربين على ايران والكويت وقد سدت جميع الابواب بوجهنا لاصلاح التبعات. )).
نعم هكذا يتحدث قائد وزعيم نظام يدعي انه عصاره الفكر القومي الثوري ..!!
ببساطة يقول انه خدع منتشيا بغباءه وعلى خطى حكام زمن الصبيان اواخر العهدين العباسي والفاطمي.
ذلك الغباء المصحوب بالرعونة اديا الى وقوع حربين كلفتا العراق وفي اقل التقديرات :
* مقتل350 الف جندي
* وفاة 500 الف مدني جراء تداعيات الحصار .
* خسائر مالية تقدر ب1200 مليار دولار بما فيها تعويضات حرب الكويت .
* خسرت الدولة العراقية 4% من اراضيها السيادية لصالح ايران والكويت .
هكذا هي تبعات ان يحكم البلد ( الرئيس المخدوع ) الذي أثبت هو نفسه بانه غبي وجاهل في الاستراتيجيات وشاطر في التكتيك ..التكتيك فقط من اجل استمرار بقاءه في السلطة .
وطبيعي ان حظنا ،نحن العراقيين ، ان يتولى السلطة امثال هؤلاء الذين يعيشون في عمق وساوس ثقافة الشرق المتخمة بالاحلام ..احلام القداسة والزعامة المجردة من الواقعية وفي موقع المسؤولية حيث ينبغي ان تحكم البلدان بالواقعية السياسية وفي عصر الحداثة والعولمة ومابعدها .
يواصل ( الرئيس المخدوع ) بخيلاءه ليعترف عام 2000 وبعد فوات الاوان ليخبر جلاسه قائلا : جائني في عام 1979 سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي ومانع سعيد العتيبه وزير النفط الاماراتي وعرضوا عليه فكرة الحرب على ايران وثورتها لانها ستشكل خطرا على المصالح العربية ..
وببساطه وبلا خوف من رادع يردعه . ، يخبرنا الرئيس المخدوع ان هذين الوزيرين خدعاه واوقعاه في الفخ .
هو لم يطلب منا كشعب وامة ان نسامحه وان يتعهد بان لا يكرر مرة اخرى ( لعبة الخديعة ) .
لم يقم بالاعتذار لانه ( وببساطة ايضا ) هو يعلم بانه وعبر تكتيكاته الترويضية الدموية ، نجح في عزل الشعب ككتلة ذات تاثير ،واشغل الامة في ( لهاث الحصة التموينية ) لكي تشبع بطون عيالها وفي ذروة الحصار المأساوية .
اما اهل العقل والرجاحة واهل الضمير والكرامة. فالرئيس التكتيكي نجح كذلك في قطع رؤوسهم وابقى على ( عزت الدوري وطه الجزراوي) كسعدانين ،خليلين وونيسين ومستشارين، يكتبان له القرآن بدمه وبناء على نصيحة واعظ السلاطين ،شيخه عبد الغفار العباسي ، ليعود مرة اخرى ليخدع نفسه ان كتابة القران ستنجيه وسينتصر على اعداءه .
وفي سياق المثل السخيف ( يا فرعون من الذي فرعنك؟ قال لأنه ليس هناك من قال لي ..لا ) ومن خلال استقصائي وبحثي في مذكرات مسؤولي نظامه ، كان صدام حسين يخطط لغزو الكويت وسورية لو استتب له الامر .
وهذه المرة ليس تحت طائلة الخداع وانما من اجل ان يكتب جورج گالوي وعبد الباري عطوان وطلال سلمان وبرهان غليون وليث شبيلات وو..وبعد ان يستلموا كوبونات النفط ( والله صدام حسين زعيم قوي… رجل ..عندو كرامه ..) .
وفي تلك اللحظه يخبر طارق عزيز الرئيس ( سيادتك اليوم مضرب الامثال بالشجاعة ..) .
وبعدها سيعود الرئيس مهزوما، مختبئا خلف ( قداسة الشرق الحالمة ) وليتحدث عن ام المعارك الثالثة ، فيما الامة العراقية تثخن جراحها وتواصل اللهاث متشحطة بدمها خلف (مكرمات) اشباع البطون .