18 ديسمبر، 2024 10:18 م

الفكر الصدري/ العلاقة مع الرب

الفكر الصدري/ العلاقة مع الرب

” أن كل تلك العلاقات سواء قلنا بصحتها أم لا.. فإنها تحتاج الى ديمومة وتواصل وعطاء من الطرفين على الرغم من أنه غير محتاج لأحد على الإطلاق فتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. إلا إن (الصديق) إذا رأى من صديقه صدا ونفورا وعدم تقرب وابتعادا وما من ألفة ولا تعاون بينه وبين صديقه فلا محالة ستهتز الصداقة مع تكرار ذلك والاستمرار على الجفاء. فلا أنت تتعاون معه ولا تتودد إليه ولا تريد مجالسته لا في شدة ولا في رخاء.. أفتدوم الصداقة؟؟!! أم ستضمحل كما هو المتعارف ولو تدريجيا!؟”
هذا ما كتبه الصدر في تغريدته الاخيرة[1]. بعد ان اشار الى طبيعة العلاقات بين الانسان والرب. فقد تكون العلاقة صداقة او حب او علاقة المحتاج او المهتدي او الضال..
ويبدو لي، حسب فهمي ان البث الثقافي والفكري والعقائدي الصدري من “الشهيدين الصدرين” والسيد مقتدى الصدر، قد تميز بالنقاط التالية:
1️⃣ محاولة “الربط المباشر” بالله , فضلا عن وجود تعبد للفرد، الحاصل بشكل وراثي او تلقائي.
وقد ذكر الشهيد الصدر في لقاء الحنانة (1997) انه يربط الانسان بالله، ثم يتخذ الفرد طريقه نحو التكامل. وهذا يختلف عن الشائع في العالم، فهم يربطون الانسان بالوسائل والطرق العبادية، حتى يفقدوا الصلة مع الله بسبب ذلك.
2️⃣ تفعيل العقل في فهم الدين وما يتعلق به.
3️⃣ ضخ الشعور بالايمان بالقوة الالهية. لايجاد صفة التوكل ثم الشجاعة ثم الحركية…
مثلا: الشهيد الصدري قد قال ما مضمونه: ان امريكا لديها المال والسلاح..ونحن لدينا الله.
وهذا احد الامثلة الكثيرة التي يدفع بها الصدر اتباعه نحو الشجاعة والتحدي والاتكال على الغيب.
4️⃣ حسن الظن بالله.
5️⃣ التصدي للاصلاح…
وللحديث بقية..
▪️▪️▪️الهوامش▪️▪️▪️
[1] نشر القائد مقتدى الصدر هذا في موقعه على تويتر قبل ايام. وهذه تتمة التغريدة:
ولا يقال إن ذلك مطرد في الصداقة البشرية ولا يمكن قياسها مع الخالق.
فالجواب يكون على عدة مستويات:
أولا: إن الصداقة مع الله قد كانت خيار الفرد.
ثانيأ: فإن لم تك كذلك، فهو قد اختار غيرها كالحب.. وهو لا يدوم من دون تضحية وعطاء.
أو اختار غير ذلك كالربوبية والخالقية فيكون الاندماج ودوام العلاقة مطلوبا بصورة أوضح.
ثالثا: إن أي علاقة بين أي فردين أو مع الخالق أو بين مجموعتين أو بين بلدين بل حتى بينك وبين نفسك.. فإنها تحتاج الى سقي وري وعطاء من كلا الطرفين.
أفلا تعطي لنفسك قسطا من الراحة أو الطعام أو بعض الرياضات النفسية أو حتى قراءة القرآن أو حتى سماع (الموسيقى) لجلب الطاقة الإيجابية كما
يعبرون عنها بالإصطلاح الحديث!؟
كذلك علاقتك مع أفراد عائلتك أو عشيرتك أو قريتك أو بلدك أو ما شاكل ذلك. فكذلك علاقتك مع خالقك وربك.. فإن وجد منك تقربا تقرب إليك كما ورد في
الكثير من الأحاديث، منها: (عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال إذا دنا العبد الى الله تدنى الله إليه ومن تقرب إليه شبرا تقرب إليه ذراعا ومن تقرب إليه
ذراعا تقرب إليه باعا ومن أتاة مشيا جاءة هرولة ومن ذكرة في ملا ذكرة في ملا أشرف ومن شكرة شكرة في مقام أسنى ومن دعاة بغير لحن أجابة ومن
استغفره غفر له) وغيرها من الأحاديث والروايات فراجع عزيزي القارى.
والنتيجة: إن لم يتقرب العبد مرارا وتكرارا وهو قادر على التقرب وما منعه من ذلك غير نفسه الأمارة بالسوء، فهجر الصلاة والذكر وابتعد عن الطاعات
واقترب من المعاصي وترك الأحكام وفعل الفواحش وأكثر من الكذب والظلم والفساد والله لا يحب الفساد. ماذا تكون النتيجة؟:
ابتعاد الله عنه: بلاءات متتالية كالفقر والسجن والمرض وإذا عمت المعصية عم البلاء: فأوبئة وفيضانات وزلازل وبراكين أو حتى الحروب.
وكل تلك البلاءات ليست من باب الانتقام، بل هي:
أولأ: بلاء دنيوي زائل ليبعدك عن البلاء الأخروي الدائم.
ثانيا: تذكير وتنبيه.
ثالثا: عقوبة خالقية أو ربانية أو نفسية.. أفلم تعاقب نفسك بنفسك سابقا؟
مع العلم إن المحب يرتجى منه العطاء الأكثر لمحبوبه.. كما إن المحبوب سيبتلي المحب أكثر ليذكره بحبه ويرجعه لكنفه فهو يحب أن يسمع صوته بل يشتاق لسماع صوت عبده في الرخاء قبل الشدة حتى ورد: (إن الله عز وجل ليؤخر إجابة المؤمن شوقا إلى دعائه، ويقول: صوت أحب أن أسمعه. ويعجل دعاء المنافق، ويقول: صوت أكرهه).
فلا تتماد في العصيان.. ثم إذا ما ابتلاك جزعت وفزعت وابتعدت.. إياك ثم إياك. فالرحمة تحتاج إلى وعاء نظيف وإلى متلق مرهف الحس كثير الحب.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولأهل (المعصية) فإن الله تعالى يقول: أهل معصيتي لا أويسهم من رحمتي فإن تابوا فأنا حبيبهم وإن مرضوا فأنا طبيبهم وإن لم يتوبوا أداويهم بالمحن والمصائب ل(أطهرهم) من الذنوب والمعاصي.
فهو الرحيم بعباده والعادل في عقوبته والغافر لذنوب عباده: فمن تاب وطاب فالجنة مأواه.
فارجعوا الى الله وتوبوا إليه ولا تكونوا من العاصين والغافلين.. وخطوة من العبد والباقي على الرب.
العبد المحتاج لرحمة ربه
مقتدى الصدر.