5 نوفمبر، 2024 6:24 م
Search
Close this search box.

القتل من الإيمان!!

الأديان تملي سلوكيات بشعة ذات وحشية عالية وإفتراسية فائقة , فحالما يتوهم المنتمي لدين بأن دينه هو الدين الأقوم والأصوب , وما يدين به غيره كفر وخروج عن إرادة وطاعة الرب الذي يعبد , وينتمي إليه وفقا لأهوائه ورغائبه وأمارات السوء التي فيه , فالقتل سيكون سبيله للتقرب إلى ذلك الرب الذي لا يراه.
ولا يختلف دين أو معتقد عن غيره في هذا السلوك الفظيع المريع , وحتى العقائد الدنيوية بأنواعها تسلك ذات الطريق , فالأحزاب المختلفة تتماحق , وأنظمة الحكم والكراسي , فاي إختلاف يؤجج سلوكيات الإنقضاض والإفتراس اللازمة لمحق الآخر , وتأمين الإنفرادية والقدرة على الهيمنة والسطو والإستبداد.
وفي واقع أمة الإسلام , فالمسلم يقتل المسلم لإختلاف في التأويل والتفسير , خصوصا عندما يؤدي ذلك لتأسيس الجماعات والطوائف والمذاهب , والعديد من الأحداث المأساوية والتداعيات الكارثية , نجمت عن التشبث بما يرى فلان ويفسر علان , وكل أدرى وأعلم , وهو من أجهل الجاهلين في قاموس التطورات وتوافد المعلومات مع توالي القرون والعقود.
فما كنا نعرفه قبل عقود أصبح لا قيمة له ولا معنى في الوقت الحاضر , ولو نظرنا لأي علم لتبين لنا أن مسيرة التغير والإدراك المعرفي تطورت وتوسعت , فبدى ما كان له قيمة خاويا وخاليا من عناصر القوة والتفاعل مع متطلبات العصر.
ترى لماذا القتل سلطان , وتعبير عن الإيمان؟
البشر مخلوق غابي الطباع , ووجد في الأديان ضالته للتعبير عن نزعات النفس الأمارة بالسوء والبغضاء والكراهية العمياء والتصرفات الحمقاء , فالدين شماعة يعلق عليها مساوءه وآثامه وخطاياه , ويحرر نفسه من المسؤولية وتعذيب الضمير.
وأي سلوك دموي بإسم الدين يكون فظيعا وفي ذروة البشاعة والقسوة والتوحس المطلق , لأنه يكتسب معاني طقوسية ومميزات إيمانية معززة بتأكيدات أمرية تسمى بالفتاوى , والكثير من القائمين على ممارسة القتل الشنيع لأبناء دينهم , يقلدون اساطين الوهم والتصورات المنحرفة التي يدينون بها ويتعبدون في محرابها , ويرون قتل الآخر المختلف من ضرورات الدين القويم.
فالمسلم ما أشجعه وأسرعه وأغربه في صولته على المسلم , بعد أن يكفّره ويزندقه كما يحلو له , ويدفعه الذين يقلدهم من أدعياء الدين وتجاره , وهم يسبّحون بما يغنمون.
وما أعجب وأغرب ما يقوم به المأديَنون!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات