17 نوفمبر، 2024 1:42 م
Search
Close this search box.

واشنطن واهدافها في السيطرة على العالم

واشنطن واهدافها في السيطرة على العالم

تستمر الولايات المتحدة بفبركة الاحداث وخداع العالم بتعاملاتها من منطلق كونها شرطي العالم بعد ان ادخلت اوربا واتحادها في ارباك وصولا لتفكيك وحدتها واتحادها، وجاءت مغادرة بريطانيا من هذا الباب وعلى هذا الاساس ومن ينظر لحقيقة الامور يجد او يشعر بان اوربا في طريقها لتسليم نفسها لامريكا وهذا ما يظهر على الارض من تصرفاتها خاصة بعد الحرب الروسيه الاوكرانية التي ضعضعت الاتحاد الاوربي ووضعته امام ازمات متلاحقة، ولنستعرض بعض الشيء كيف تشكل العالم الجديد بعد الحرب العالمية الاولى، وكان الصراع الشيوعي الراسمالي والحرب الباردة في ظل نشوء الامم المتحدة ومنظماتها الدولية وفشلت محاولة قيام نظام يعتمد على النظام والقانون الدولي الى نظام يقوم على الردع والقوة من قبل الدول المتسلحة نوويا، ونشبت حروب الوكالة في العديد من دول العالم في شرق اسيا والشرق الاوسط، وبعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الحرب الباردة بسقوط جدار برلين وحلف وارشو وامتلاك الهند وباكستان واسرائيل السلاح النووي وبقيت واشنطن تتسيد العالم متبنية العولمة في كل شيء من السلع والبضائع حتى القيم الانسانية وصولا لوقوع احداث البرجين العالميين في 11 سبتمبر 2001 وظهر الفاعل او اللاعب الجديد على الساحة الدولية لاعب بلا ارض محددة وبلا عاصمة وبلا شعب معرف وبلا حكومة انهم الجماعات الارهابية المسلحة لتخريب كل ما تناله ايديهم في هذا العالم، وعمت الفوضى ثم ظهور داعش الارهابية و(دولة الخرافة) في العراق وسوريا ثم سرعان ما فشلت وانهارت وانتشر ارهابيوها في ارجاء هذا العالم.
وفي ظل هذه المتغيرات لم تتحقق اهداف واشنطن وافكارها في قيادة العالم كما خططت وارادت خاصة في عهد جورج بوش الابن، وفشل الحرب على العراق وكذلك فشلت واشنطن في افغانستان، واعقبهم اوباما وترامب الذي باشر بالانسحاب من العالم وترك الامور لحلفائهم ليتولوا امورهم، ثم جاء بايدن ليقرر الانسحاب من افغانستان والشرق الاوسط ثم انتشار فايروس ليحصد الملايين من الارواح في هذا العالم وبلا طائرات وقاذفات حربية مقاتلة لتتغير الاحوال وما تجده في المساء لا تجده في الصباح، وبالعكس وملايين السياسيين يحللون العلاقات والاحداث الدولية على قدم وساق واستقر الناس يتعايشون مع الواقع والاوضاع الجديدة وعادت المدارس والجامعات تفتح ابوابها والمعامل تعمل والماكنات تدور مع عجلة الحياة الجديدة، والكل عاد لعمله متقابلين وجها لوجه بعيد عن الادوات الافتراضية والرقمية، وبدأ البحث عن نظام عالمي جديد والحرب الباردة والصراع بين الصين والولايات المتحدة بعد ان برزت الصين قوة صاعدة تهدد واشنطن باقتصادها وهي التي اتهمت بفايروس كورونا، واليوم تبرز كقوة عالمية عظمى في هذا العالم المتسارع الاحداث
فإن الصين الآن لديها سيارات كهربائية وأقمار صناعية وشركات عملاقة ومشروع كوني الحزام والطريق. الغريب أن الولايات المتحدة هى التى أشهرت الصين كقوة عظمى وبات التنافس بينهما ياخذ منحنى انعكس على النظام الدولي نتيجة هذا التنافس.

احتواء الصين ومحاصرتها

الصين هي المنافس الفعلي للولايات المتحدة، والمرشحة لتحل محلها كقوة اقتصادية عالمية، والعلم تحكمه اليوم لغة المصالح والمال، ومن لديه المال والاقتصاد يتحكم بالقرار السياسي العالمي وكل الصراعات والحروب في واقعها وحقيقتها تتحرك بهذه الاتجاهات وعلى هذا الاساس تحركت واشنطن لاحتواء الصين منذ عهد باراك اوباما عام 2012 ومحاولة تطويقها عسكريا خاصة من البحر بالتعاون مع بريطانيا واستراليا، بالاضافة الى حلف الناتو والقواعد الامريكية التي تنتشر في استراليا واليابان وكوريا الجنوبية والفلبين، وتشديد سيطرتها على المحيطين الهادي والهندي وجنوب اسيا لاحكام الحصار على الصين لمنع صعودها الذي اصبح يهدد الاقتصاد الامريكي وينافسها عالميا وعلى نفس الطريقه وبنفس الاليات والسلوك والتوجهات والسناريوهات استعملت مع روسيا ودفعها بكل الطرق لدخول الحرب مع اوكرانيا مستعملة ذراعها العسكرية المتمثل بحلف الناتو، والصين تدرك جيدا وبوضوح ان الغرب يريد اضعاف روسيا وتدمير نفوذها لياتي الدور عليها؛ كل هذه التحركات والحروب التي تشنها واشنطن وحلفاؤها لزعزعة الامن والسلام العالمي وتهديد مستقبل الشعوب الامنة انطلاقا من مركزها المالي والعسكري وهي تمتص دماء الشعوب من خلال شركاتها المتضخمة والكبرى واقراضها الحكومات وسيطرتها على التجارة العالمية والبنوك وسائر الحركات والنشاطات الاقتصادية في العالم، واكبر دليل ما يحدث اليوم من ارتفاع سعر الدولار بشكل فاحش في العديد من الدول خاصة في الشرق الاوسط ومنها العراق.. هكذا هي امريكا تفرض زعامتها وقوتها وسيادتها على العالم وكل ما يجري بين اوكرانيا وروسيا هو بسبب الاستفزازات الامريكية لها وهي حليفة الصين وما تقوم به والجزء الاهم منه هو تحييد ومحاصرة الطاقة الروسية وعزلها لتدخل هي كلاعب اساسي لبيع منتوجاتها وباسعار مرتفعة وواشنطن تورط اوربا قسرا في هذه الحرب لارتباطها في اتفاقية دفاع مشترك تتمثل بحلف الناتو، واعتقد ان العالم اليوم يقف على اعتاب عملية كبرى لترتيب موازين القوى في العالم واعادة ترتيب المطبخ السياسي العالمي، وهذا يظهر في الجموح الغربي الذي احدث انقلابا كاملا في المؤسسات السياسية الدولية والمؤسسات والمنظمات الاخرى، بعد ان تمكنت واشنطن وحلفاؤها التابعون من تغيير طبيعة هذه المؤسسات وحولتها الى منظمات سياسية تابعة سواء كانت هذه المنظمات ثقافية او اجتماعية او انسانية، والعالم اليوم اصبح في امس الحاجة الى عودة هذه المؤسسات والمنظمات الى طبيعتها بعد ان اصبحت واشنطن مصنعا متطورا لصناعة الازمات التي تعتاش عليها.

نظرة الشعوب الى امريكا واوربا

ان كل الممارسات والسياسات الامريكية وحتى الاوربية اتجاه الدول خاصة دول الشرق الاوسط والعالم العربي والاسلامي صار ينظر لها بعين الريبة بعد ان كانت اوربا تدعو وباصرار الى ان تنبع الديمقراطية والتحرر والسيادة والاستقلال من داخل الدول ومنها دول الشرق الاوسط، وكان هذا هو موقف الاتحاد الاوربي الذي اصبحت ملامحه في الافق تتغير بعد ان باتت واشنطن تلوح باحتلال الدول والبلدان وشن الحروب عليها باسم الديمقراطية وحقوق الانسان يساندها الناتو في كل هذه العمليات والحروب، والعراق النموذج المخيف والمرعب للعالم بعد بعد ان احتلته واشنطن وحلفاؤها في الناتو، وكان الثمن الدمار والدم والرعب الذي دفعه العراقيون وما زالوا يدفعونه من مصيرهم وامنهم وسلمهم وحاضرهم ومستقبلهم، واليوم تنظر الشعوب والدول ومنها الدول العربية والاسلامية الى التغيرات والتحولات السلبية التي تحصل في اوربا بحذر وتخوف وريبة بعد ان كانت هذه الشعوب الحرة تعلق امال كبيرة وكثيرة في حقوق الانسان والديمقراطية على الموقف الاوربي ومساندته يوم كانت فرنسا قائدة الاتحاد الاوربي تتقاطع مع سياسة امريكا التي اصبحت تهدد اوربا وتلوح لها بعصاها الغليضة.. ان ارادة الخروج عن طوعها وارادتها بعد ان تفوقت عليها واشنطن اقتصاديا وتمكنت من قيادة العالم الرأسمالي، بفعل زيادة الإنفاق العسكري، منذ الحرب العالمية الأولى، وبفعل عدم تعرض أمريكا الشمالية إلى أي حرب على أراضيها، ما خلق تغييرا لصالحها في ميزان القوى الاقتصادي، لا يزال مستمرًّا، بل ازداد حدة بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، ثم التحقت الصين بحلبة المنافسة الرأسمالية، لتهتز مكانة الولايات المتحدة، كقاطرة للاقتصاد الرأسمالي العالمي..

الازمات الاوربية
وشنطن ولندن تعملان بشكل متناغم ومشترك لاسقاط السوق الاوربية المشتركة وتفكيك الاتحاد الاوربي وتدمير وحدة اوربا، وبالفعل بدأت اوربا تفقد الكثير من اسواقها وتزداد ازماتها، والمخابرات الامريكية والبريطانية تقوم بعمليات عسكرية في اوكرانيا، وتقوم باشعال الحرب فيها من اجل اضعاف اوربا وموقفها الذي اصبح تابعا لامريكا في اكثر الاحوال والاحداث الدولية؛ لذلك نلاحظ ان اوربا ومن عهد انجيلا ماركل وماكرون تحاول البحث والتخطيط لصياغة ستراتجية سياسية اقتصادية وامنية اوربية خاصة بها وهذا يزعج واشتطن ويثير مخاوفها على الرغم من تحمل اوربا حماقات واشنطن خاصة فرنسا والمانيا لديهم الكثير من المخاوف والشكوك من المواقف الامريكية اتجاه اوربا ويتضح ان اوربا غير قادرة على الاستقلال عن القرار الامريكي؛ كونها تجد صعوبة في تحقيق ذلك وهي تشعر جيدا بالابتزاز الامريكي لها كونها ضعيفة امام الموقف الامريكي وزجها في الحرب الاوكرانية هي حرب اقتصاد تستنزف اوربا وتزعزع اقتصادها وامنها وكل هذا احد الاهداف الامريكية التي تصب بهذا الاتجاه وكل ما يجري لاوربا في هذه الحرب يصب في الصالح الامريكي افتصاديا وسياسيا لفرض هيمنتها على العالم، واوربا تدرك جيدا ان برنامج العقوبات على روسيا ليس في صالحها بل يدرك الاوربيون جميعا فشل هذه العقوبات وهم يتخوفون من امتداد الحرب وبشكل مفاجئ الى دول البلطيق، لان اوروبا وبالذات روسيا تدرك ان واشنطن صنعت المستنقع الاوكراني لاغراق روسيا فيه واضعاف اوربا وفرض سيطرتها على القرار الاوربي ومصادرته بعد ان ظهر ضعف القيادات الاوربيه امام الولايات المتحده الامريكية، واصبحت اوربا امام مشكلة من يحدد بوصلة السياسة لها، وكل مراكز التحليلات السياسية والسياسيين يدركون جيدا موقف فرنسا والمانيا اللتين كانتا لا تريدان النزاع مع روسيا بل كان هناك تنسيق كبير معها، وهذا ما فعلته فرنسا خاصة في عهد ماكرون لكن يظهر اليوم ان العالم يتغير بسرعة وبشدة وبحاجة الى قادة على مستوى من هذا التغير والاحداث والازمات التي تتسارع بتغير السياسة والمواقف السياسية العالمية وبشكل خاص التغير في اوربا التي باتت تحكمها نخب ضعيفة امام واشنطن والاتحاد الوربي يرى نفسه متورطا بالحرب مع روسيا وهو يساق بعصا واشنطن باتجاه هذه الحرب.

العلاقات الصينية الروسية
الصين وروسيا واصدقاؤهم يدركون اهداف واشنطن في اوكرانيا هو اضعاف روسيا التي هي حليف الصين، وهذه العلاقة تخفف من الضغوطات والعقوبات الامريكية عليها، علما ان العدائية الامريكية لروسيا تدفع بوتين للدفاع عن امنه القومي، وروسيا صاحبة قدرة عسكرية كبيرة وهي مستعده للرد على امريكا وحلفائها الاوربيين والصمود امام العقوبات والمقاطعات الاقتصادية في الوقت الحاضر لما تملكه من المعادن ولديها اكبر احتياطي من الذهب والالمنيوم واحتياطي مالي كبير بحدود 700 مليار دولار وتصطف معها الصين، وهناك تعاون لا محدود وتنسيق عالي بين الاثنين ويتعاملان بنوع من التوازن والكياسة من اجل المناورة، لان الصين لا تريد اثارة الحفيظة الامريكية بتعاونها ودعمها لحليفها الروسي والطاقة هي حجر الزاوية بين هذا التعاون الصيني الروسي، والصين داعم قوي وحقيقي للصناعات الاستراتجية الروسية، وهذا التقارب والتعاون والتحالف الروسي الصين في حقيقته هو ضد النظام العالمي الامريكي، وتدرك واشنطن ذلك وتعمل على كسره واختراقه وتفكيكه كما تعمل على تفكيك الاتحاد الاوربي في نفس الوقت، وفرنسا تدرك جيدا هذا الموضوع، ومن عهد انجيلا ماركل وهناك تفاهم فرنسي الماني بهذا الخصوص وان لم يعلن، واوربا على علم ان واشنطن تريد وضع اوكرانيا كسكين في الخاصرة الروسية وتعمل على اشعال الحروب في اوربا حروب طويلة الامد، وهذه هي واحدة من لعب المصالح الامريكية على طرفي الاطلسي، والكل يتساءل عن وجود حلف الناتو ولمن بعد ان تفكك حلف وارشو والرئيس الفرنسي قالها بكل صراحة وفي العلن نحن من سيدفع الثمن بعد ان دفعت امريكا روسيا الى خيار الحرب الذي لم تترك واشنطن لها غير هذا الخيار العسكري للدفاع عن نفسها امام كل هذا التهديد الغربي، لان الاطماع الامريكية تعمل على تدمير النظام الدولي والاستقرار العالمي الذي تتوجس منه اوربا الكثير وان اكثر دول الاتحاد الاوربي على علم بهذا المخطط الامريكي الهادف الى تقوية اقتصادها بتفعيل دور شركاتها ومصانعها العسكرية على حساب اوربا والصين وروسيا وعلى حساب السلام والامن والتعاون الدولي.

التضخم والعقوبات
هناك تضخم كبير في امريكا وهي تشعر بالتورط غير المعلن وهي تضخ ملايين بل مليارات الدولارت في الحرب الاوكرانيا وهذا الضرر انعكس بالضرورة على اوربا، والحقيقة ان كل هذه العقوبات التي تفرضها واشنطن تؤدي الى خضوع الدول ومحاولات انتزاع سيادتها من قبل واشنطن، علما ان امريكا تمارس هذه العقوبات حتى على اوربا، واذكر بتهديد بوش الابن فرنسا بالعقوبات ابان رفض فرنسا المشاركة في اعلان الحرب على العراق واحتلاله ابان حكم جاك شيراك والكل ينظر الى عدم توازن واشنطن في قراراتها وسلوكياتها السياسية والعسكرية والفوضى في الشرق الاوسط خير دليل على هذه السياسة وعلى الرغم من كل هذه السطوة الامريكية وعصاها الغليظة نشعر بخلاف في المواقف العربية اتجاه سياسة واشنطن وان تكن غير معلنة لكن واضحة المعالم والمؤشرات اتجاه القرارات الامريكية التي تفرض، وياتي هذا الاختلاف بسبب ان بعض هذه الدول العربية ترى ان روسيا في موقع الدفاع عن نفسها امام حصار الناتو، والعديد من الدول العربية لا تطرح او تظهر وجهة نظرها بسبب الهيمنة الامريكية عليها؛ ما يمنعها من اتخاذ مواقفها بصوت عال وبصراحة ومن دون مجاملة والحقيقة ان العرب وجميع دول الشرق الاوسط يشعرون ان الحرب التي اشعلتها واشنطن في اوكرانيا بدفع الروس لها كرها ستؤثر على الشرق الاوسط وبشكل مباشر، والكل يعرف كيف مرت العشرين سنة الاخيرة على المنطقة وكيف اشعلت واشنطن الحرب الاقتصادية عليها عقدين يجسدان عصر الاستحواذ والسيطرة على اكثر دول الشرق الاوسط وعلى منابع البترول والمعادن فيها لتامين مصالحها، وهذا تؤكده الفوضى التي تضرب المنطقة والحروب البينية بين دولها ومشاكل الفقر والارهاب فيها وامريكا وحلفاؤها يقاتلون بدماء الشعوب من اجل مصالحها.

قانون امريكا..
واشنطن تقول: الغزو الروسي لاوكرانيا غير قانوني والسؤال المدوي هل كان غزو واشنطن للعراق وتدميره والرجوع به الى ما قبل الثورة الصناعية كما اعلنوا عن هذا الغزو الذي دمر وطنا وشعبا تدميرا اقتصاديا واجتماعيا وانسانيا وثقافيا واسقاط اكبر دولة مؤسسات في الشرق الاوسط قانونيا وهل كان تدمير ليبيا واحتلالها وقتل رئيسها قانونيا هل كانت الحرب الارهابية على سوريا قانونية، وبايدن يصرح ويقول: سوف نحقق الامن والسلام باضعاف روسيا ومحاصرتها وفرض العقوبات عليها، اي امن وسلام يتحقق باضاعف روسيا ومحاصرتها؟! والكل يتساءل متى كانت روسيا عنصر تهديد للسلام العالمي والامن الدولي؟! هل كل هذا الدمار والخراب والاضطرابات في الشرق الاوسط الجديد وما يسمى بالربيع العربي هو بسبب روسيا او من اعمالها؟! والكل يدرك ومطلع ويعلم ماذا عمل ترامب باوربا من اهانات وفرض اتاوات عليها وعلى بعض الدول العربية، امريكا اليوم تريد الانفراد والاستحواذ على صنع القرار العالمي، وهي تقود حمله عالمية لتطويق روسيا من كل الجهات الاقتصادية والسياسية محاولة مصادرة قرارها لدولي في مجلس الامن والامم المتحدة والعالم برمته يدرك الصورة اللا اخلاقية التامرية التي اعدتها واشنطن ضد روسيا وهي نفس الصورة التي اعدتها وحاولت ممارستها مع كوبا من اجل تدميرها لكن فشلت ولاسباب وعوامل معروفة ومثل هذا صنعته في العراق وسوريا وليبيا من خلال صناعتها لما يسمى بالربيع العربي وللارهاب ونموذجها تنظيم القاعدة وداعش الارهابي.

السلام والديمقراطية الامريكية
مهما فعلت واشنطن ليس بامكانها اخفاء جرائمها ضد العراق وليبيا وسوريا، ومازالت اثار قنابلها الذرية تدمر الاجيال في اليابان ومثلها السرطانات في العراق وكارثة ملجأ العامرية نموذج للجرائم الامريكية، واليوم تتحدث واشنطن عن الامن والسلام الدولي والدفاع عن حقوق الانسان والديمقراطية في العالم، وهي تمارس كل الطرق غير الشرعية وغير النزيهة لشيطنة روسيا التي تدافع عن امنها القومي وسلامة مواطنيها والحقيقة ان كل الشعوب والدول التي تنشد التحرر والسلام والاستقلال والافلات من القبضة الامريكية تدرك ان كل الشعارات الانسانية والديمقراطية والعدل والانصاف التي ترفعها واشنطن تسقط امام مصالح الولايات المتحده الامريكية وان حقيقية الكيل بمكيالين وازدواجية المعاير عند روسيا وحلفائها اصبحت على المحك، اين كانت هذه المعاير من الفلسطينيين والليبيين والعراقيين والكثير من دول وشعوب العالم الثالث؟! اين امريكا من كل هذه المشاكل والكوارث وحقوق الانسان وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني؟!

توسيع الناتو
منذ انهيار الاتحاد السوفيتي والناتو يتوسع شرقا ودخلت كل دول حلف وارشو الحلف الاطلسي وحاصره الناتو اقصى الشمال الغربي عدا اوكرانيا واذا انضمت اوكرانيا سوف يتم الحصار والاقفال على روسيا بالكامل وفي هذا الحال ستمنع روسيا المرور بالبحار الدافئة، والغرب يريد بانضمام اوكرانيا للناتو دق اخر مسمار في نعش الامن القومي الروسي، وفي الحقيقة ان الناتو لم يكن توسعه وهيمنته على روسيا فقط بعد ان تحول الى قوة عسكرية كبيرة جدا فقد اصبح يذهب الى اكثر دول العالم ومنها العراق ليبيا افغانستان يوغسلافيا، وهذا يظهر ان حقيقة وجود الناتو ليس كقوه دفاعية بل حلف لدول هجومية تحتل العالم اليوم فهو يذهب لمحاصرة روسيا والصين وكوريا وكل الدول والشعوب التواقة للتحرر والسلام والدفاع عن سيادتها وحماية ثروتها، واليوم يوجد اكثر من 25 الف جندي من الناتو داخل اوكرانيا لتدريب الجيش الاوكراني ليصبح امتدادا للناتو، واوكرانيا شاركت في احتلال العراق مع الناتو باعتبارها جزءا غير معلن من الناتو، وفي الحقيقة روسيا على علم بهذه الحرب التي تحاك ضدها وهم يسمون نشاطات روسيا ونهوضها بالظاهرة البوتينية ويعتبرونها خطرا على الغرب وواشنطن بشكل خاص، وامريكا تعمل وتعد للسيطرة الكاملة على اقتصاد العالم وكسر التوازنات فيه وروسيا والصين ومن معهم لم يقفوا مكتوفي الايدي اتجاه هذه التحولات الخطيرة التي تعمل واشنطن على تنفيذها وهي تدفع بالناتو ليصبح على حدود روسيا ومحاصرتها لتصبح في متناول مخططاتها، واوكرانيا ضحية السياسات الامريكية وارهابها الدولي واوكرانيا وقعت في الفخ الامريكي البريطاني والماكنة الاعلامية الامريكية وحلفاؤها تحاول تضليل الراي العام بخصوص الحرب الروسية الاوكرانية بعد ان اعدت واشنطن العدة لتوسيع حلف الناتو، والرئيس بوتين اعلن عن هذا النهج الامريكي وحذر العالم عام 2007 من هذا التوسع غير المقبول للناتو لانه يشكل مخاطر كبرى على الامن القومي الروسي وحدود روسيا وكان شعور الروس ومعلوماتهم دقيقة حول مخطط ادخال اوكرانيا الحلف، وبالفعل دخلت اوكرانيا لعبة الناتو وقامت واشنطن بتعزيز الاسطول الحربي الاوكراني بعد ان اعتبرته عملا استفزازيا لها وعلى هذا الاساس طالب بوتين اوربا بايقاف زحف الناتو باتجاه حدودها، لقد عملت واشنطن على اجبار الروس على دخول الحرب دفاعا عن حدودها لتصرح بعدها واشنطن: ان اوكرانيا وامنها وسلامة اراضيها خط احمر لدى واشنطن بعد ان اجلست واشنطن اوكرانيا في حضنها من خلال الناتو لتجر روسيا الى هذه الحرب والغرب لايريد ان ترجع روسيا الى قوة عالمية مثلما كانت.

أحدث المقالات