حالتنا النفسية تستعبدها آلية الإسقاط والتبرير , التي تقيدنا وتمنعنا من الفعل والمبادرة , وكأننا لا نريد غير التبعية للآخر وحسب.
ونؤمن بأفعالنا وتكرار سلوكنا بأننا بلا إرادة ورؤية وقدرة على الإنطلاق.
وكل ما ندّعيه , أنهم هم السبب , أما نحن فأبرياء من كل خطيئة وإثم وسوء.
وهذا كذب ورياء!
فجميعنا وعبر الأجيال مذنبون بحق أنفسنا وأوطاننا وأمتنا ولغتنا!
فعلى مدى قرن كامل فشلنا في تحقيق التقارب والتفاعل المشترك اللازم للحفاظ على مصالحنا , وبناء مسيرتنا الحضارية المعاصرة.
فنحن أمة ثرية تبدد ثرواتها في مشاريع الضياع والخسران.
وأمة ذكية تصدر عقولها للأمم الأخرى.
وأمة واحدة ونسعى إلى التفتت والتفتت والإنتحار.
وأمة عاقلة وتسعى إلى الجنون.
وأمة عارفة عالمة وتستثمر في الجهل والأمية.
نحن أمة راقية وجسّدنا أقسى وأفظع أساليب التأخر والإندحار.
ونحن كل شيئ وما أنجزنا شيئا.
فأين العيب؟
إنه فينا جميعا!
نعم العيب فينا , وما علينا إلا أن نلوم أنفسنا ونعاقبها , ولا يحق لنا أن نتهم الآخرين , لأنهم يغارون على أوطانهم وأمتهم ويسعون من أجل مصالحهم وتطلعاتهم.
فلماذا أنكرنا أوطاننا وأمتنا وتجاهلنا مصالحنا , وآمنا بعقيدة داحس والغبراء؟!
إن الحقيقة المرة التي تطغى على وجودنا بأكمله , أننا لا نريد أن نكون ولهذا ترانا نتكلم بلسان الذين إندرسوا قبل مئات السنين , ولا نعرف الكلام بلساننا والتفكير بعقولنا.
وكل ما نقوله وندعيه , أباطيل وأكاذيب!
فكيف يكون مَن لا يريد أن يكون؟
وكيف ينجح في الإمتحان مَن لا يقرأ؟
وعندما يرسب يلوم المعلم والكتاب ومَن حوله!
وهذا ما نفعله ونوثقه في كتاباتنا وأشعارنا وخطبنا وأغانينا وكل ما يمكنه التعبير عنا!
فلكي نمشي علينا أن ننهض ونستقيم ونمتلك إرادة الخطو نحو الهدف.
فهل سننتصر على أنفسنا التي لا تريد ونعلن بصدق أننا نريد؟!!