18 ديسمبر، 2024 11:05 م

من دهينة ابو علي الى إحاطة ” بلاسخارت ” في مجلس الامن الدولي

من دهينة ابو علي الى إحاطة ” بلاسخارت ” في مجلس الامن الدولي

هل هي بالمفهوم العام شعارات وندوات وتأملات أم هي اصلاحات ثورية لا تخشى الاحزاب الحاكمة وهيمنتها على سلطة اتخاذ القرار ؟ سؤال مطروح في الشارع العراقي , ايها الشعب ، ضرب مثل فاستمعوا له ، ان الذين تدعون من السياسيين لن يخلقوا اصلاحاً حقيقياً ولو اجتمعوا له ، ضعف الطالب والمطلوب ، وما نراه بين الفينة والاخرى من نزوات اصلاحية لا تعدو كونها “فنتازيا ” موسمية ، دون ان تحققها خرط القتاد وحيتان الفساد وفقدان الثقة على كافة المستويات…ان الطبقة السياسية في العراق “سنة وشيعة وكرد ” وصلوا الى طريق مسدود والعراق الآن يعيش ازمة حقيقية ولا يمكن للحكومة ان تستمر ولا البرلمان بموقفه الحالي يستطيع ان يعبر عن الشعب  ويمثله وهو الذي انتخبه واوصله الى سدة الحكم  والى السلطة , لان البرلمان نفسه عبارة عن بالوعة للفساد و” الكومشينات “. وارتفاع حاجز الدولار الى ما فوق “170” دون ان يعقد مجلس النواب جلسة لتدارس الوضع الاقتصادي الخطير الذي يمر به الشعب العراقي , وغير خافٍ على المتابع اللبيب للمشهد السياسي العراقي ، وممثلي مسرحه السياسي الذين يثيرون الشفقة والسخرية من جهة ، ويبعثون على الاسف والاسى ، ويجعلونا نتوجس خيفة وخطراً محدقاً,  من جهة اخرى اذا استمر هذا الصنف من المنتحلين للدور السياسي في تصدر المشهد وادارة العملية السياسية في البلاد . عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة بشأن الوضع في العراق قبل ايام قليلة ,ورأت مبعوثة الأمين العام للامم المتحدة إلى العراق “جينين بلاسخات ” التي تجولت في اغلب ارجاء المعمورة قبل “الاحاطة ” وصولاً للنجف الاشرف ولمرجعيتها وتذوقت حلاوة ودهينة ابو علي الشهيرة في سوق النجف الاشرف , وعادت بعد تناولها الدهينة الى اروقة مجلس الامن وتطرقت الى امور شتى وبعبارة وتلخيص ادق وفحوى ولب الاحاطة تتلخص بما يلي ” اصبح الفساد في العراق “منظمة ” والاصلاحات فشلت ” , وقد صدقت في قولها , ان السياسيين العراقيين وصلوا الى طريق مسدود في الاصلاحات , منوهة إلى ان “الفساد تحول إلى منظومة في العراق على مر السنين”. مستطردة أن “التغيير الحقيقي الذي يحدث فارقاً في حياة جميع المواطنين سيستغرق الكثير من الوقت ويستوجب اصلاحات اقتصادية واجتماعية هيكلية ومؤسسات أكثر متانة على شتى المستويات”.بلاسخارت أكدت حاجة العراق إلى “اصلاح مالي واقتصادي يشعر به الجميع، وقد تأخر هذا الاصلاح”، مشيرة إلى أن الارتفاع الكبير لسعر صرف الدولار في السوق الموازية “يضغط على النساء والرجال في العراق بشكل يومي”.وشددت ضرورة اقرار “الميزانية الفيدرالية في أسرع وقت ممكن، وإلا فإن الأوضاع ستتدهور أكثر فأكثر”، محذرة من أي “تدابير تؤدي إلى ضغوط إضافية على الوظائف الحكومية”. في هذا الشأن قالت إن “هناك حاجة إلى الحد من مستوى البطالة، لكن هذا لا يعني زيادة الأعباء الواقعة على القطاع العام، كما أن الاعتماد على النفط سيجعل الاقتصاد العراقي أكثر عرضة للصدمات الخارجية، لذلك ينبغي للعراق أن يعطي الأولوية للتنوع الاقتصادي المستدام ولجعل القطاع الخاص أكثر قدرة على توفير وظائف جديدة”. نريد  تذكير المتصدّين للعمل السياسي في العراق ، ونزولاً عند طلب الاخوة القراء الذين يراسلونا على الخاص للتركيز على الوضع العراقي ، يمكن ان يتكرر نفس السيناريو في العراق “انتفاضة كبيرة ” واظنه سيتكرر عاجلا ام آجلاً اذا لم يتداركه اهل الحل والعقد واصحاب الكلمة العليا قبل ان يبادر غيرهم لان كل العوامل متاحة والمقدمات حاضرة ، فقد بلغ حجم الكذب والفساد والفضائح والمصائب وضياع دماء الشهداء وتضحيات المجاهدين ، بلغت مبلغاً اخرج الناس من الدين والعقيدة والاخلاق والقوانين والاعراف ، ولم يعد الشعب يعترف بالهوية ولا الوطنية ولا التاريخ والجغرافيا والثقافة والحضارة للعراق.