كتبت – سماح عادل وسعد عبد العزيز :
الترجمة من وإلى اللغة العبرية أمر شائك.. فهي ترجمة محملة بكثير من الإتهامات خاصة مع استمرار وتعقد الصراع العربي الإسرائيلي. يرى المعارضون أنها إحدى وسائل التطبيع الثقافي مع إسرائيل، في حين يعتبرونها المترجمين والمؤيدين للترجمة وسيلة لكشف الآخر ومعرفة خباياه وأسراره.
مؤخراً.. أثيرت ضجة – لم تحظ بنصيبها الإعلامي المعهود – داخل الأوساط الثقافية، المصرية منها خاصة، حول مشاركة دولة إسرائيل فاعليات “معرض القاهرة الدولي للكتاب” في دورته الـ48 للعام 2017، حيث نشرت أحدى صفحات شبكة التواصل الإجتماعي “فيس بوك” تدعى “سفارة إسرائيل في مصر” خبراً يفيد بمشاركة إسرائيل فاعليات معرض القاهرة للكتاب على مستوى غير رسمي عبر كتب تاريخية وتحقيقات عن زعماء إسرائيل والصراع العربي الإسرائيلي، إضافة إلى تراجم قليلة معظمها للكاتب والمترجم “عمر زكريا خليل” الذي طرح هذا العام الطبعة الأولى لترجمة “معبر مندلباوم” للكاتبة داليا كوهين قنوهل، والطبعة الثانية لكتاب “الف ليلة دوت كوم” لمحلل الشؤون العربية جاكي حوجي، والطبعة الثانية لكتاب “بين القاهرة والقدس” للسفير الإسرائيلي الأسبق دافيد سلطان”.. مما دفع (كتابات) إلى فتح ملف الترجمة العربية من وإلي اللغة العبرية ومدى إرتباطها بقضية التطبيع الثقافي مع إسرائيل، وطرح كل إشكاليات وملابسات ذلك الملف للمناقشة الموضوعية الحرة…
من منطلق “أعرف عدوك”
في البداية يوضح المترجم الفلسطيني “شحادة ناطور”، والذي يعمل منذ سنوات مترجماً في المحاكم المركزية بمدن “حيفا وعكا والناصرة والخضيرة”، في حديثه لـ(كتابات)، قائلاً: أن “هناك عدد كبير من المترجمين عندنا من العبرية للعربية”، وأنه قام شخصياً بترجمة سلسلة كتب علمية لطلاب المدارس من العبرية للعربية وهي “سلسلة العالم العجيب” قام بإصدارها وتوزيعها شقيقه الشيخ “سميح ناطور” ولاقت إنتشاراً واسعاً منذ عقد السبعينيات، وأيضاً ديوان الشاعر “حاييم نحمان بياليك” الذي ترجمه شقيقه الأديب “سلمان ناطور”. مضيفاً بانه اثناء إحدى مناقشاته في “منتدى واتا الحضاري” اقر بأنه “حين نقرأ أدب العدو نفهم كيف يعش ويفكر، وكيف يتعامل مع ضوائقه الشخصية أو مع الآخر”، مشيراً إلى انه من الناس الذين يؤيدون ترجمة كل ما يمكن ترجمته من الأدب العبري، “حتى لو لم أكن متفقاً مع النص أو صاحبه”، مؤكداً على انه “على الجانب الآخر هناك العديد من دور النشر التي تكرس جهودها لترجمة الأدب العربي إلى العبرية وبالعكس، على سبيل المثال دار النشر “الأندلس” التي ترجمت الكثير من الأدب الفلسطيني والعربي، وهناك أيضاً دور نشر تعمل على ترجمة ونشر الأدب العبري، منها دار المشرق التابعة للدكتور محمد عباسي”.
ويشير الباحث العراقي “عبد الوهاب محمد الجبوري”، إلى آخر الإحصائيات عن هذا الموضوع، والتي أقرت بأن الإسرائيليين يترجمون سنوياً حوالي مائة كتاب عربي بينما يترجم العرب أحد عشر كتاباً إسرائيلياً فقط، وأرجع قلة الترجمة العربية، في مقالة له على موقع “ديوان العرب”، إلى عدة أسباب أهمها إبتعاد المؤسسة الثقافية العربية الرسمية عن نشاط الترجمة من العبرية حتى لا تتهم بالتطبيع، وضعف أجور الترجمة بالنسبة للأفراد ما لم تتولى هذا الموضوع مؤسسات الدولة كما كان يحدث في العراق قبل الإحتلال، حيث كانت الدولة تشجع الترجمة من وإلى العبرية مقابل مبالغ نقدية مغرية.
وقد ترجم “الجبوري” عن العبرية أكثر من 55 كتاباً وأكثر من 20 دراسة عسكرية وأمنية، منها “تشويه صورة العربي في الأدب الصهيوني – دور الجيش العراقي في حرب تشرين 1973 – منظمة بني بريت الصهيونية – سلامة الأمة ونبوءة الثورة ليعقوب تلمون”.
المصريون.. أكثر العرب خوفاً من العبرية
اما الكاتب الفلسطيني “أحمد أبو مطر”، والمقيم بمدينة أوسلو، فيؤكد على أن الضجة حول ما يسمى “بالتطبيع الثقافي مع إسرائيل” تشتعل أكثر في الأوساط الثقافية المصرية، حيث يرفض الكتاب والأدباء المصريين ترجمة أعمالهم إلى العبرية خوفاً من الوصم والرفض الذي سيتعرضون له، أمثال “عبد الحكيم قاسم ومحمد البساطي وإبراهيم عبد المجيد” الذي وافق بالفعل على ترجمة روايته “لا أحد ينام في الإسكندرية” ثم تراجع بعد حدوث ضجة. ويذكر أبو مطر، في مقالة له على “موقع إيلاف”، ان من الكتاب الذين وافقوا على ترجمة أعمالهم الأدبية للعبرية الروائي المغربي “محمد شكري”، الذي ترجمت له رواية “الخبز الحافي”.
ويرى مطر أن ردود الفعل في أوساط المثقفين المصريين مرهونة بالظروف السياسية، لأنه “تمت في السابق ترجمة روايات لنجيب محفوظ ويوسف القعيد ودواوين شعرية لمحمود درويش للعبرية وغيرهم ولم تثر هذه الضجة مطلقاً، في نفس الوقت الذي أوضح فيه موقف يوسف القعيد والذي لا يرفض ترجمة الأدب العبري لكنه ضد المشاركة في ذلك مع إسرائيليين، لذلك رفض سابقاً تقاضي حقوقه المادية من دار النشر “مفراس” الإسرائيلية التابعة للحزب الشيوعي الإسرائيلي “راكاح” رغم نصيحة الكاتب الراحل إميل حبيبي والشاعر سميح القاسم له بإستلام مكافأته المالية والتبرع بها للإنتفاضة الفلسطينية، لأن موافقته هذه تعني التعامل مع السفارة الإسرائيلية في القاهرة لإستلام المكافأة منها وهذا ما يرفضه بشكل قاطع”.
ويتسائل مطر “هل هناك تطبيع جديد ستضيفه الترجمة أكثر من التطبيع الذي من خلاله يعمل حوالي 25000 عامل مصري داخل دولة إسرائيل، كما كشفت مصادر برلمانية مصرية وأكّده جهاد عقل مسئول العمال العرب في نقابة العمال الإسرائيليين “الهستدروت”؟!”.
بالنسبة لمؤسسات الدولة دعا رئيس المركز القومي للترجمة في مصر الدكتور “أنور مغيث”، في حوار له مع “البوابة نيوز” القاهرية عام 2014، إلى عقد حوار مجتمعي للوصول إلى صيغة مثلى للتخلص من مشكلة الخوف من التطبيع مع إسرائيل، وكسر هذه العقدة حتى يقوم المترجمون بنقل الأعمال العبرية إلى اللغة العربية، مؤكداً على أن المركز بصدد إصدار كتب عبرية تحتوي على وثائق عن حرب أكتوبر. ملفتاً إلى أنه يميل إلى ترجمة الكتب الإسرائيلية إلى العربية، حتى لو كان ذلك عن طريق الحصول على حقوق الملكية الفكرية من دور النشر الإسرائيلية، بإعتبار أن الهدف الأساسي من وراء ذلك معرفة طريقة التفكير الإسرائيلية.
أزمة “ألف ليلة دوت كوم”
في العام الفائت أثارت النسخة العربية من كتاب “ألف ليلة دوت كوم” المترجم عن العبرية للصحفي الإسرائيلي من أصل عراقي “جاكي حوجي”، ضجة بين المثقفين والإعلاميين في مصر وإسرائيل بعد طرحه في معرض “القاهرة الدولي للكتاب”. وصلت الضجة إلى البرلمان المصري وطالب النائب “محمد المسعود” بمصادرة الكتاب وفتح تحقيق عن كيفية تداوله بالمعرض، وصدر الكتاب عن دار نشر معاريف الإسرائيلية عام 2011، وترجمه المترجم المصري “عمرو زكريا” على نفقته الخاصة عن دار “إمدكو برس” للنشر والتوزيع وأكاديمية “آفاق”.
من جانبه يقول المترجم والكاتب المصري “عمرو زكريا”، في حديثه الخاص لـ(كتابات)، إن: “الهجوم على ترجماتي مرتبط بكل ما هو مرتبط بإسرائيل من قريب أو بعيد، لي 3 كتب جديدة يتم بيعها في المعرض كل عام، ولا أعلم لماذا ثارت الضجة حول “كتاب ألف ليلة دوت كوم” في العام الفائت وأيضاً في هذا العام”. ويرى ان “التطبيع وجدواه شأن سياسي، وأعتقد أنه قد فشل، فمصر والدول العربية مارست المقاطعة ضد إسرائيل لسنوات طويلة.. وهذا لم يزحزحها عن موقفها، فهي لم تمارس التطبيع مع الدول العربية كي تخسر شيئاً، لكن لو كانت هناك علاقات إقتصادية وثقافية طبيعية لفترة ثم بعدها تهدد بقطع هذه العلاقات لكان ذلك مؤثراً عليها بصورة أكبر تدفعها لتغيير مواقفها، إنما الترجمة ليست تطبيعاً، الترجمة إظهار افكار الطرف الآخر، أو ما يكتبه الطرف الآخر عنك”. مشيراً إلى إن “الحضارة الغربية قامت على ترجمة الثقافة العربية، والعرب ترجموا الحضارة اليونانية.. أنا أنتقي الكتب التي اترجمها لتكون مفيدة، الترجمة مفيدة في السلم والحرب”.
إدانة من ناحية وتشجيع من ناحية أخرى
يوضح زكريا مدى تأثير إتهامات التطبيع عليه كمترجم قائلاً: “اكيد يزعجني ذلك الإتهام.. من المفروض أن يحكم على الشخص بإنتاجه، أتساءل هل في كتبي ما يضر الامن القومي العربي لكي اتعرض إلى مثل ذلك الهجوم، مع العلم أن كتابي الذي أثيرت حوله الضجة محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية احتفى به وألتقطت له صورة مع مؤلفه ومع نسخة الكتاب التي ترجمتها”. مواصلاً: “وبالمناسبة ترجمت رواية ستنشر في العراق قريباً، اسمها “الصور التي على الحائط”، تدور احداثها عن يهود العراق في الثلاثينيات لأديبة عراقية الأصل، تتناول حياة اليهود في الحي اليهودي قبل أحداث الفرهود، وحالتهم الإجتماعية، ومكانة المرأة بينهم وعلاقة هؤلاء اليهود بالصهيونية وهجرة البعض إلى إسرائيل، والرواية مبنية على قصة حقيقية، ومآساة إنسانية كبيرة، الكاتبة “تسيونيت فاتال كوبرفاسر” معتمدة في سردها الروائي على مصادر حقيقية”.
وعن جماهيرية ترجماته للكتب الإسرائيلية بين القراء المصريون، يؤكد عمرو زكريا، لـ(كتابات)، بقوله: “لقد أصدرت 18 كتاب منذ تخرجت في قسم اللغات الشرقية بكلية الآداب في جامعة القاهرة عام 1993 وحتى الآن، وترجماتي شملت مختلف الموضوعات سياسة ودينية وحتى قواميس، قرائي من المتخصصين والمثقفين”. مشيراً إلى انه لاقى تشجيعاً شبه رسمي من بعض مؤسسات الدولة المصرية، “اهديت نسخ من بعض ترجماتي لأكاديمية ناصر العسكرية والكلية البحرية، وقد أعطاني قائد القوات البحرية شهادة تقدير على ما أقوم به من ترجمات، فأنا أعمل على إماطة اللثام عن إسرائيل”. مضيفاً “بالتأكيد هناك شغف بإسرائيل.. فأنا أعمل في المجال منذ 20 سنة، وأنا من أنصار السلام مع إسرائيل، وكثيراً ما ألقيت محاضرات للتعريف باليهودية وإسرائيل في ندوات عامة وأخرى تابعة لوزارة الخارجية المصرية”.
ورداً على إستفسار عن مدى اهتمام القراء الذين لا يناصرون السلام مع اسرائيل بالقراءة عنها ومعرفة الآخر والذين يعتبرونه عدواً، قال زكريا: “بالتأكيد، معظم القراء هكذا.. وفي النهاية كل شخص حر في افكاره. الغريب ان الفلسطينيين أنفسهم لا يتصرفون مثلنا في شأن التعرف على إسرائيل، فهم اكثر سعياً منا لذلك”. اما عن مصير النبذ داخل الأوساط الثقافية الذي تعرض له بعض الأسماء الأدبية العربية سابقاً مثل الكاتب المسرحي الراحل علي سالم، يعلق: “اعتقد ان دوري كمترجم واكاديمي عرض الحقائق والحكم للقارئ.. كما انني لا ادعو إلى حب أو كراهية، ومهنياً انا مستقل حمدا لله”. مؤكداً على عدم مقابلته لأي صعوبات مع دور النشر، “علي العكس.. المشكلة بالنسبة لدار النشر هي موافقة المؤلف على ترجمة عمله، وأنا استطيع إحضارها وبالتالي استطيع الترجمة، عندما ثار هذا الشو الإعلامي على الكتاب تراجعت الدار، مما وضعني في حرج مع المؤلف وقرائي الذين إنتظروه، فقمت بطباعته على حسابي الخاص، وإعطائه لشركة توزيع لتوزيعه في المعرض، وبعدما اشتدت موجة الإنتقاد، سحبته نهائيًا”. ففي الوقت الحالي يتوقف امر الترجمة عن العبرية على مهارة المترجم ذاته ومدى علاقاته بالمؤلفين الإسرائيليين “لأن حقوق الملكية الفكرية تحكم ذلك، لا يستطيع المترجم الحصول على رقم إيداع وترقيم دولي للكتاب دون موافقة من المؤلف، أو يكون الكتاب قد مر عليه 50 سنة”.
لذا لم يفكر زكريا في إصدار ترجماته من العبرية عن طريق المركز القومي للترجمة، لان “المركز القومي للترجمة لا يترجم الكتب بدون الحصول على موافقة الناشر، ونظرًا لعدم الرغبة في الإتصال بإسرائيل لإعتبار ذلك تطبيعًا، يقومون بترجمة الكتب التي مرت عليها خمسون سنة.. فهل هذا ما نحتاجه الآن في الصراع مع إسرائيل أن نعرف ماذا فعلت منذ خمسين سنة؟!.. وقد حاول أساتذة العبرية مرارًا إثناءهم عن هذا القرار لكن دون جدوى، وقد يترجمون الكتب الإسرائيلية لكن عن لغة ثالثة، أي كتاب يصدر بالعبرية قد تم ترجمته إلى الإنجليزية، فنترجم النص الإنجليزي إلى العربية، وهذا يفقد الكتاب الكثير من المعاني”. ويرى ان مصر ليست هي الوحيدة بين الدول العربية التي ترفض الإنفتاح على إسرائيل ثقافياً، فهناك “مصر والأردن لهم علاقات رسمية مع إسرائيل، وفي الأردن هناك إتفاقيات مع مراكز الدراسات والجامعات الإسرائيلية”. اما عن موقف الشعوب العربية ذاتها “فصعب ان احكم على الشعوب، لكن الأردن اكثر إنفتاحاً منا في مصر على الثقافة الإسرائيلية وما يتعلق بإسرائيل”.
زكريا: مرجعية تزمت الوسط الثقافي المصري بقايا تأثير القومية العربية
ويقر المترجم المصري عن العبرية “عمرو زكريا”، بان مرجعية صلابة وتزمت الوسط الثقافي المصري تجاه رفضه الترجمة عن العبرية أو حتى الإقتراب من الأدب والفكر الإسرائيلي، “للاسف بسبب تأثير فكر القومية العربية، وأيضاً لعدم وجود معرفة ودراسة حقيقية بجوهر الصراع مع إسرائيل.. انا اهتم بمصلحة بلدي في المقام الاول ثم يأتي الجميع بعدها، انا اسمع الفلسطينيين من حركتي فتح وحماس يتحدثون في الإذاعات الإسرائيلية”.
جدير بالذكر أن من الكتب التي ترجمها عمر زكريا، “الآثار اليهودية في مصر – الأعياد اليهودية – اليسار المصري والصراع العربي الإسرائيلي – بنو إسرائيل النشأة والتطور الديني – أسرار التطبيع بين ومصر وإسرائيل – الصهيونية في مائة عام – العلاقات الإسرائيلية الآسيوية – إسرائيل وإفريقيا”.
وبالنسبة لإسرائيل نجد إهتمام كبيراً للترجمة من العربية، أحد المراكز البحثية واسمه مركز «ديان» فى جامعة تل أبيب مهمته الوحيدة هى ترجمة كل ما يصدر عن الصحف العربية يومياً وتلخيصها من أجل سهولة الإطلاع عليها، كما تذكر صحيفة “معاريف” أن “ساسون سوميخ”، وهو باحث فى الأدب العربى الحديث، وناقد إسرائيلى مهم من أصول عراقية كتب دراسات عن الأديبين المصريين نجيب محفوظ ويوسف إدريس.
كما تحتفي الصحف الإسرائيلية بذلك، فقد نشرت جريدة “ايديعوت احرنوت” مؤخراً خبراً عن إستضافة الأردن ورشة عمل خاصة بعنوان “مستقبل اللغة العبرية في العالم العربي: تحديات وفرص”، بمشاركة أساتذة وطلاب من مصر والعراق والسعودية والأردن، وقد إنعقدت ورشة العمل في العاصمة الأردنية بدعوة من مركز الدراسات الإسرائيلية في عمان، برئاسة الدكتور “عبد الله صوالحة”، مع العلم أن المركز يلقى الدعم والتمويل من المعهد الإسرائيلي في واشنطن.
وذكرت الصحيفة أن تدريس اللغة العبرية قد بدأ في مصر خلال الستينيات من القرن الماضي، وبها حالياً 13 جامعة تقوم بتدريس اللغة العبرية، ويبلغ عدد الخريجين بها 2500 سنوياً، أما في العراق فقد بدأ تدريس العبرية بها عام 1969 وفي السعودية عام 1994، وفي الأردن تم تأسيس قسم اللغات السامية عام 2000 وذلك بجامعة اليرموك.
نشر موقع “مكوميت” الإسرئيلي عن ترجمة الرواية العبرية “تشحلة وحزقيل” للكاتب الإسرائيلي “ألموج بيهار”، في نسخة عربية من أعمال المترجم المصري “نائل الطوخى” عن دار الكتب خان للنشر، وهي ترجمة صدرت بالتزامن مع الدورة الـ٤٧ من معرض القاهرة الدولي للكتاب.
صحيفة “أهارتس” في مقالة بعنوان “انظروا عربي يتحدث العبرية”، يقول الكاتب: “لماذا نتفاجأ من اللغة العبرية التي تتحدث بها هبة حمدي أبو سيف في نشرة أخبار القناة العاشرة، والتي يتحدث بها منير محمود لإذاعة الجيش الإسرائيلي؟.. لأن لغتهما العبرية تلك تزيل الحدود القائمة بين الأعداء، أما اللغة المضحكة، التي كانت تصدر عن الإذاعة المصرية بالعبرية خلال الستينيات فكنا قد تعودنا عليها. فاللغة العبرية لتلك الإذاعة وضعت حواجز واضحة تفصل بيننا وبين العرب ورسخت ما كنا نعرفه دوما: وهو أننا جيدون، وهم مدعاة للسخرية. هذا ما ينبغي أن يكون بين الأعداء. إلى أن ظهرت هبة حمدي أبو سيف على شاشة التلفزيون الإسرائيلي، لقد كانت الحدود الفاصلة قوية راسخة وهي في الحقيقة قوضتها بعض الشيء، لكن لغتها العبرية الطليقة لن تمحو تماماً مئة عام من الكراهية المتبادل”.
مضيفاً “إن هبة حمدي ومنير محمود يختلفان عن صورة العربي التي لقنونا إياها في المدارس، التي عرفنا فيها ما طبيعة العربي دون أن نتعرف على شخص عربي واحد. ووفقاً لبحث أجراه البروفيسور أدير كوهين عام 1985، فإن العربي في أدب الطفل لدينا هو شخص متخلف ومتوحش وغادر”.