على الرغم من مرور 20 عاماً على ما شهده العراق من أحداث متلاحقة لتحقيق مايسمى بالتحول من الديكتاتورية الى الديمقراطية ، الا انه لم يجني طوال السنين التي مضت سوى المضي باتجاه التدهور والانزلاق ، فكم حكومة تعاقبت على ادارة الدولة ولم تحقق ربع ما وعدت به في اجنداتها على ارض الواقع بل على العكس مانجده هو فقط زيادة تعقيد المشهد السياسي والعودة الى المربع الاول.
المشكلة في العراق ليست بالحكومات بل بالاشخاص الذين هم عبارة عن حجارة شطرنج يتم فقط تحريكهم وتغييرهم من منصب الى اخر دون القدوم بأي تيارات أو وجوه جديدة تحمل فكر يسعى لخلق التغيير المطلوب وحتى ان وجد الجديد فإنه يحمل نفس الافكار القديمة التي تدار بها الدولة ، وهنا لا يجب أن نرجع اسباب ذلك الى المواطن الذي لم يحسن الاختيار انما الى استشراء الفساد وحيتانه والذين يسيطرون على كل مفاصل الدولة من الانتخابات الى تقاسم السلطة والمناصب لارضاء الفرقاء ، دون اي شعور وطني تجاه متطلبات الشعب .
الديكتاتورية مازالت متأصلة وموجودة في مفاصل الدولة ، لأنها توجد مع وجود المتشبثين بالكراسي والسلطة والذين ليس من مصلحتهم فرغ اماكنهم لغيرهم حتى لا تتكشف العايبهم ومخططاتهم التي تهدف لتحقيق مصالحهم الخاصة .
ووصلت الديكتاتورية وسياسة الرجل الواحد اليوم الى الرئاسات الثلاث وتعدت ممارساتها على المواطنين الى الشركاء في العملية السياسية ، وهذا ينذر بتدهور المشهد السياسي وتتضعضع اركانه ، في ظل ازمات سياسية واقتصادية واجتماعية وامنية تشهدها الدولة .