بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ }[ الاحزاب 53]
قبل البدء في شرح الاية المباركة اتعرض لموضوع غاية في الاهمية هو {الخلوة والاختلاط}ما الفرق بينهما .؟ تعريف الخلوة هي أن ينفرد رجل بامرأة أجنبية عنه، في غيبة عن أعين الناس. ولا تتحقق الخلوة؟ إذا كان معهما رجل آخر أو أكثر أو امرأة أخرى أو أكثر: فلا حرج في ذلك إذا لم يكن هناك ريبة؛ لأن الخلوة تزول بوجود ثالث وأكثر.
أما في السفر: فليس للمرأة أن تسافر إلا مع ذي محرم.{ توضيح نقطة سفر المرأة} اهتمت الشريعة الإسلامية برعاية شؤون المرأة، أمًّا وأختًا وبنتًا وزوجة، واعتنت بها حضرًا وسفرًا، ومن مظاهر هذه العناية ما قرره الفقهاء ألا تسافر وحدها سفرًا طويلًا، بل يجب أن تكون فى صحبة زوجها أو ذي مَحرَم ,ذلك لقول النبى،(ص):«لا يَحِل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر يوما وليلة إلا مع ذى مَحرَم». الحكمة التى من أجلها اشتُرط الزوج أو المحرم فى سفر المرأة، تبين السبب هو للمحافظة على المرأة وحمايتها من المخاطر المتوقعة فى السفر..
هناء سفر يسمى السفر المأمون , ” الذي يكون فيه عدد من الرجال المأمون جانبهم في حمايتها والذود عنها لو تعرضت لاعتداء , مثل حملات الحج الى بيت الله الحرام او زيارة العتبات المقدسة, حيث يكون معها عدد من النساء قريناتها في السفر. لذا أجاز الفقهاء أن تسافر المرأة مع رفقة مأمونة لا يُخشى عليها من مع سافرت معهم وهي بدون محرم . وهناك احكام تجيز للمرأة الخلوة برجل مع نسوة اخريات لا محرم له فيهن لعدم المفسدة غالباً؛ لأن النساء يستحين من بعضهن بعضاً في ذلك”. وتنتفي كلمة خلوة مع عدد يزيد على اثنتين واكثر . على هذا ضابط الخلوة أن يكون الرجل والمرأة الأجنبيين وحدهما في مكان لا يراهما فيه أحد. واتفق الفقهاء على حرمة خلو الرجل بمرأة اجنبية لا ذات رحم محرم. هذه الحرمة مطلقة ,سواء أمنت الفتنة أم لم تؤمن…ولا يختلف الحكم الشرعي إذا كانت كبيرة في السن أو غير جميلة.
**اما الاختلاط: يطلق على حالة اجتماع الرجال بالنساء عامة ، في مكان واحد يمكنهم فيه الاتصال بالنظر أو الإشارة أو الكلام. بشكل .لا يمكن منعه مطلقاً، ولا بالإذن به مطلقاً، حتى يتبين المراد منه، أين ومتى وكيف يكون الاختلاط؟ .. الاختلاط يطلق تارة، يقصد به وجود نساء في مكان واحد مع الرجالً، ولكن بينهما مسافة تحقق الحشمة والستر والعفة، تؤدي الى سد مداخل الشيطان، حين تكون الاناث في ناحية والذكور في ناحية اخرى . هذا لا بأس به، وهذا يحصل في مسجد الرسول {ص} والان في العتبات المقدسة تم عزل النساء عن الرجال.
** ويطلق تارة أخرى حين ويحصل تداخل بين الرجال والنساء بحيث تسهل المماسة بالأجساد كما يحصل في التجمعات الكبيرة مثل الملاعب وقاعات الحفلات الغنائية وامثالها. فإن ذلك هو الاختلاط الممنوع،
اما نراه في واقعنا في الدوائر الحكومية والاسواق وسيارات النقل والجامعات وغيرها .. غالبا يكون اختلاط الرجال بالنساء بغير ضوابط، مما يكون الأنسان في أشد دواعي الفتنة والفساد، فهذا محرم، لا يخفي تحريمه على من عرف الفقه.
راي المرجعية العليا في الاختلاط : يجب المحافظة التامّة على ما هو واجب للمرأة تجاه الرجال الأجانب من حيث الحجاب وترك ترقيق الصوت عندما تستدعي الضرورة التكلّم مع الرجال الأجانب وعدم التطرّق إلى المواضيع التي لا يتناسب الحديث عنها وأخذ جانب الحشمة في الكلام والتحلّي بالحياء وغير ذلك ،ثم يقول المرجع الاعلى :الأولى الاجتناب عن المخالطة مطلقاً لما يلزمها عادةً من تجاوز الحدود الشرعيّة والآداب الاجتماعيّة التي ينبغي مراعاتها.
** هناك اختلاط يسمى اختلاط عفوي: يحصل في المتنـزهات والمعارض التي لا يكون فيها تزاحم ولا تبرّج ولا سفور .مثل حج بيت الله . او خروج النساء مع محارمهن مع وجود نساء اخريات ،وفي بعض الأعمال، كالزراعة ورعاية الماشية واعمال الدوائر الحكومية ونحو ذلك مما اعتادت عليه بعض المجتمعات البشرية في كثير من البلدان.
{ الخلاصة في الاختلاط}أن مجرد وجود الرجال والنساء في مكان واحد والتقائهم بشكل عفوي لم يكن ممنوعاً في الشريعة بإطلاق، ولا موجباً للإثم ..وقد اجتمع الرجال والنساء على عهد النبي {ص} في مسجده، وغيره، وكان النساء يخرجن إلى الأسواق وفيها الرجال، ويمشين في الطرقات مع سائر الناس، وهذا ليس مدعاةْ للفتنة، ولا ذريعة للفاحشة، (ما لم تشبه شائبة أخرى من تبرّج أو سفور او نية سيئة في نفس هذا وتلك) {{اما المحرم منه}} يمكن حصره في الصور الآتية:
أولاً: الاختلاط الذي يقع في حالة التزاحم وتماسّ الأجساد، فهو ظاهر المفسدة، وسببا للفتنة .ويؤدي الى التلذذ لدى البعض.
ثانياً: الاختلاط الذي يصاحبه تبرّج وسفور ووضع مكياج حاكي وتعطر لغرض جلب النفوس والانتباه بما يؤدي للفتنة حتى لو لم يكن فيه تزاحم وتماسّ للأجساد؛ لأن علة التحريم ليست في كونه اختلاطاً، وإنما في الاسباب من تبرج وسفور وفتنة وإغراء.
من أدلة تحريم الاختلاط: وردت رواية عن أبي أسيد أنه سمع النبي {ص} وهو خارج من المسجد وقد اختلط الرجال بالنساء في الطريق يقول للنساء: “استأخرن، فليس لكُنّ أن تحققن الطريق – أي تذهبن في وسط الطريق -، عليكن بحافات الطريق، فكانت المرأة تمشي في جانب طلبا لرضا الله ورسوله حتى إن ثوبها يتعلق بالجدار احيانا”.
بعد هذه الجولة من البحث في الخلوة والاختلاط ..ذكر المفسرون سبب نزول الآية: أن النبي (ص) لما تزوج ” زينب بنت جحش ” أولم للناس وليمة فخمة وزواجه من هذه المرأة كانت من أجل تحطيم سنة جاهلية كانت تحرم مطلقات الأدعياء فانزل الله تعالى حكما شرعيا على نبيه ان يتزوج مطلقة متبنيه .لتمحى هذه السنة الجاهلية التي كانت تعتبر الزواج بأيامى العبيد المحررين عيبا وعارا.” وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ”
يقول ” أنس بن مالك “، وكان خادما خاصا للنبي{ص}: أمرني النبي أن أدعو أصحابه للغداء فدعوتهم، فكانوا يأتون جماعة يأكلون ويخرجون، حتى قلت: يا رسول الله، لم يبق أحد فأمر برفع السماط، فرفع وتفرق القوم، إلا ثلاثة بقوا في بيت النبي يتحدثون .
فلما رأى النبي (ص) حديثهم طال، نهض ونهضت معه لعل القوم يلتفتون ويذهبون إلى بيوتهم، فخرج النبي{ص}وأتى حجرة عائشة، ثم رجع مرة أخرى وكنت معه، فرأيت القوم على جلستهم ، فنزلت الآية أعلاه وأفهمتهم كيفية التعامل مع هذه الحالات. وتبين بعض الروايات أن سائر الناس كانوا يأتون إلى بعض نساء النبي ويستعيرون أشياء حسب المتعارف والمعتاد، وبالرغم من أنهم لم يرتكبوا ذنبا لبساطة الحياة آنذاك، إلا أن الآية أعلاه نزلت لحفظ كرامة زوجات النبي{ص} وأمرت المؤمنين أنهم إن أرادوا أن يأخذوا من نساء النبي شيئا فليأخذوه من وراء حجاب.
هذا الأمر كان متعارفا عند العرب وكثيراَ من الناس أنهم إذا احتاجوا شيئا من لوازم الحياة يستعيرونها من جيرانهم ،واحيانا يأتون في وقت مناسب او غير مناسب، ويستعيرون من نساء النبي شيئا، ومن الواضح أهذا جعل نساء النبي عرضة لأنظار الناس – وإن كن يرتدين الحجاب الإسلامي – لكنه ليس بالأمر الحسن دخول بيته، ولذلك صدر أمر إلى الناس أن يأخذوا الأشياء من خلف حجاب..
ولنساء النبي{ص}حرمة تشريعية اخرى . جاء في قوله تعالى { وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا} نزلت في رجل من أصحاب النبي {ص}،قال: لئن قبض رسول الله {ص}لأنكحن عائشة .قال مقاتل: هو طلحة بن عبيد الله ويبدو ان بعض الصحابة قد شاهدوا عن كثب زوجاته . فجاء في رواية أن بعضهم قالوا: كيف تزوج النبي بعض نسائنا، أما والله لئن مات لنتزوج نساءه، فنزلت الآية أعلاه وحرمت الزواج بنساء النبي من بعده مطلقا، وأنهت هذه المؤامرة.
أصبح الاختلاط من الظواهر الواضحة في مجتمعنا، وظهرت من خلاله آثار سّلبية على {الفرد والأسرة والمجتمع} لا بدّ لنا من أن نعرف حقيقة موقف الإسلام من الاختلاط، وما هي الضّوابط الخاصّة به.
*** موقف الاسلام مع العفة والناموس{ما معنى الناموس} هي كلمة يونانية .اشتهرت عند العرب منها .الناموس الاكبر هو جبرائيل{ع} في رواية عن خديجة ان ابن عمها ورقة بن نوفل { رغم عدم صحتها} ولكن نأخذ منها دليل على الكلمة . قال: نزل عليه الناموس الاكبر.
*بما ان الكلمة يونانية نأخذ معناها من مصادر النصارى ,يقولون ان الكلمة تتكون من ثلاث حروف(ن م س) اصلها ثلاث كلمات الاولى تدلُّ على (ستر شيء) والثانية تدل(على لون معين) واللون حين تتسابق الهجن{الجمال}تركض فتضرب اقدامها بالأرض وغالبا تدوس على زرع فيتغير لونه بسبب الضغط عليه ..او حشائش فيها الوان من الورود .اما الثالثة {تدل على فساد شيء} والواضح أنّ جبريل {ع}سمي الناموس لأنه يأتي الأنبياء سراً مستور لا يشعر به غير النبي المرسل اليه.
وتطلق على حفرة الصائد كلمة ناموس كونه يستتر فيها حتى يصيد الطير. والناموسية {الكلة} التي تستر الانسان في نومه. ولذا يقال فلان ما عنده ناموس . فهو اما غير مستتر عن عيون الناس . او فقد شيء مستور واذا اطلقت على المرأة فأنها فقددت عفتها.
اما العفة فهي{ ضبط النفس عن الملذات الحيوانية} والعفة للرجل :من يكف نفسه عن الحرام ويعف لسانه عن البذاءة والحسد, وشتم الناس وتتبع عثرات غيره .جاء في القران عن الذين لا يستطيعون الهجرة وقت الشدة بانهم متعففون:{ لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ}.
** اذن العفة هي: خلق إيماني رفيع للمؤمن وغير المؤمن ،هي اخلاق تبعد الانسان عن سفاسف الأمور وخدش المروءة والحياء، العفة لذة وانتصار على الشهوات ـ العفة هي التمسك بالأفعال الجميلة والآداب الشريفة ـ العفة هي النزاهة والطهارة وغرس الفضائل في النفس .
جاء في رواية عن رسول الله{ص}قَالَ:”عِفُّوا عَنْ نِسَاءِ النَّاسِ، تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ، وَبَرُّوا آبَاءَكُمْ، تَبَرَّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ” قَالَ الإمامُ الصَّادق(ع) :” بَرُّوا آبَاءَكُمْ يَبَرَّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ ، وَ عِفُّوا عَنْ نِسَاءِ النَّاسِ تَعِفَّ نِسَاؤُكُمْ ”
“على أيّة حال الإسلام يعارض الاختلاط، ولا يعارض مشاركة المرأة في الحياة الاجتماعية مع التحفّظ على الستر. الإسلام يقول: لا لحبس المرأة بنفس الوقت لا للاختلاط، .سيرة المسلمين منذ زمن رسول الله(ص) قائمة على عدم منع النساء من المشاركة في الفعاليات العامّة، ولكن مع رعاية الحدود”.اما اذا استبيحت الحدود فيتبدل الحكم الى الحرمة . يقول تعالى { تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
** ما علاقة العين بالغريزة الجنسية :. هناك موضوع يتعلق بنفس الانسان وغريزته .. هي غضّ البصر عما لا يحلّ النظر إليه: قال تعالى: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لهمَ﴾ لان تركيز النظر يرتب ذنوب.
**ما الفرق بين النظرة المحرمة والنظرة الغير محرمة .؟ القول المأثور (النظرة الاولى لك والثانية عليك) ولكن هل يجوز إطالة النظرة الاولى والتمعن بحجة أنها لا زالت نظرة أولى جائزة كما يدَّعي البعض؟
الجواب: المقصود بالقول المذكور هو التفريق بين النظرتين كون الأولى نظرة عابرة بريئة لا يقصد بها التلذذ والشهوة ، بخلاف الثانية تكون مقصودة تقترن بنوع من التلذذ/هنا ورد في بعض النصوص عن الصادق (ع) قال «النظرة بعد النظرة تزرع في القلب شهوة ولصاحبها فتنة».
** اذن تحديد النظر على أساس العدد تجيز النظرة الأولى في أول حدوثها وربما تنقلب في حال استمرارها ، لأن الناظر لا تطاوعه نفسه من غض النظر عن المنظور اليها .. ورد سؤال الى مكتب المرجعية العليا عن حرمة النظر للمرأة لانه ترد عبارات غير واضحة مثل{الريبة والتلذذ والشهوة}؟ هل هذه كلها بمعنى واحد؟. .الجواب: التلذذ والشهوة يراد بهما التلذذ الجنسي الشهوي لا مطلق التلذذ ، هناك تلذذ يحصل للإنسان من خلال نظره الى المناظر الجميلة الخلابة فيشعر بلذة النظر لذلك المنظر , ولكن هناك ترابط وثيق في نظرة تتحول الى العقل ومنها الى الغريزة الجنسية عند الرجل والمرأة.. هنا تخرج النظرة البريئة عن هدفها وتتحول بفعل تركيز العين الى حالة مثيرة للجنس. اذن المراد بالريبة هو الخوف من الفتنة والوقوع في الحرام… اذن ما حد النظرة المحرمة؟ .الجواب: حدِّها – الاقصى هو ان يشعر الانسان بادنى درجة من الإحساس الجنسي..!
** هناك نظرة شرعية يجيزها الشارع المقدس: وهي النظرة الشرعية من قبل الرجل إلى المرأة التي يريد الزواج منها؟ هنا يجيز الاسلام لمن يريد ان يتزوج امرأة ان ينظر الى محاسنها والمحاسن التي يجيزها الاسلام للرجل هو ــ الوجه والشعر يعني تكشف راسها امامه ويجوز وقتها النظر رقبتها وشعرها وكفيها ومعصمها وان تمشي امامه ونحو ذلك ــ وان يشترط ذلك برضاها بشرط ان لا يكون بقصد التلذذ الشهوي وان علم انه يحصل بالنظر اليها قهرا.. ويجوز تكرار النظر اذا لم يحصل الاطلاع عليها بالنظرة الاولى .فان ذلك اهون ان يكون بعدها انفصال بسبب عدم التأكد من محاسن المرأة ونتائجها النفسية على الطرفين.
ما عدا ذلك تبين الآيات الكريمة بتوجيه المسلمين أن يغضوا أبصارهم عما يحرم او يكره النظر إليه، ويحفظوا فروجهم من العبث والانحلال الأخلاقي، وغض النظر دليل على كمال الإيمان وشدة الخوف من الله.
(**) ما علاقة النظر بالفروج لدى الرجل والمرأة .؟
بين العلم تهيج الرغبة الجنسية عند النساء والرجال على حد سواء وفقا لنظرة الريبة والشهوة , لان التركيز في النظر لبعضهما تؤدي الى الإثارة الجنسية في النفس في حالة تركيز النظر,لان النظرة ترسل اشارة الى المخ ومن خلال المخ المسيطر على الجسم كله تتحرك الهرمونات الذكرية عند الرجل والانثوية عند المراة وهي ترددات {معروفة من الجانبين}. يقول الرسول {ص} [يا معشر الشباب؛ من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج] المقصود به أن النكاح يؤدي الى حفظ العين والفرج عن الحرام. لذلك يقف الاسلام من بعض الاحتفالات التي لا تستوجب بالضرورة حضور المرأة فيها , لأنها ستقع بالمحذور.
وخير من مثل هذه الحالة الشاعر المصري الكبير احمد شوقي : قال: خَدَعوها بِقَولِهِم حَسناءُ ــ وَالغَواني يَغُرُّهُنَّ الثَناءُ / نَظرَةٌ فَابتِسامَةٌ فَسَلامٌ ـــ فَكَلامٌ فَمَوعِدٌ فَلِقاءُ.. الغواني : الغانية هي الامرأة الجميلة التي تستغني بحُسنها عن الزِّينة “* والغواني يغرُّهُنَّ الثناء*..
. بعض العوائل تعتبر نهاية الاسبوع مناسبة للتفسح وتقوم بممارسة غير شرعية هي مخالطة الرجال الاجانب بدون مبرر .في عطلة نهاية الأسبوع والمناسبات وعطلات السفر والاعياد والزيارات .. فيكون فيه السيطرة وغض النظر كما جاء في الاية امرا غير وارد .. يقول علماء الطب .. تلك الفترة تعتبر من أبرز أوقات تزداد فيها الرغبة الجنسية عند النساء والرجال؛ لأن الضغط الهرموني يصبح لديها غير الطبيعي، مما يجعل لديها صورة جميلة في مخيلتها. لم تجدها في علاقتها بشريكها من خلال النظر اليه.}. من هنا تتجلى روعة القرآن الكريم- حين يحافظ على العائلة وعفة المرأة والرجل , لان العقيدة لا يمكن ان تنمو ولا الام التي تعيش تلك الاجواء ان تربي جيلا من الابناء بتحملون مسؤولية الدين والمذهب والوطن ..الام مدرسة اذا اعددتها .. اعددت شعبا طيب الاعراق . لا يمكن لهذه المراة وذلك الرجل ان يقف امام الموجات التي يطلقون عليها مدنية التي تودي بالشباب بكلا الجنسين الى الرذيلة.
في كربلاء الحسين {ع} مدرسة للأصالة الدينية الشريفة .. لو اخذنا دروس من ثورة عاشوراء واهتدينا بها .. من تلك الصور , حين خرجت ام وهب ابن حباب الكلبي . منعها الحسين {ع} وارجعها للخيمة . والثانية حين خرجت زينب {ع} حين قتل علي الاكبر{ع} وهي تنادي وا ولداه وا علياه . ولما قربت من المصرع نادت وا اخاه وا حسيناه ..
الرابعة : حين حالوا بينه وبين رحله . هنا تجسد موقف ابي عبد الله {ع} قال فناداه شمر : ما تقول يابن فاطمة؟ قال : «أنا الذي اُقاتلكم ، والنّساء ليس عليهنّ جناح ، فامنعوا عتاتكم عن التعرّض لحرمي ما دمتُ حيّاً» .قال اقصدوني بنفسي واتركوا حرمي / قد حان حيني وقد لاحت لوائحه ــ فقال الشمر : لك ذلك. وقصده القوم واشتد القتال وقد اشتدّ به العطش فحمل من نحو الفرات وكانوا أربعة آلاف ، فكشفهم عن الماء وأقحم الفرس الماء فلمّا همَّ الفرس ليشرب قال الحسين (ع) : «أنت عطشان وأنا عطشان ، لا أشرب حتّى تشرب». فرفع الفرس رأسه كأنّه فهم الكلام ، ولمّا مدّ الحسين (ع) يده ليشرب ناداه رجل: أتلتذّ بالماء وقد هُتكت حرمك؟! فرمى الماء ولَم يشرب ، وقصد الخيمة .. فجمع النساء .
ثمّ إنّه ودّع عياله ثانياً ، وأمرهم بالصبر ولبس الأزر وقال : «استعدّوا للبلاء ، واعلموا أنّ الله تعالى حاميكم وحافظكم ، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير ، ويعذِّب عدوّكم بأنواع العذاب، ويعوّضكم عن هذه البليّة بأنواع النّعم ، فلا تشكوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص من قدركم» هنا عرفن انه اخر وداع .. اجتمعن عليه وتعلّقن بأطرافه ،هذه تقول اين يا حمانا .. وتلك تقول من لنا بعدك . وطفلة تطلب الماء ..
رد واعياله امن العطش يومن // اوصاح ابصوت للتوديع گومن//او مثل سرب القطا گامن يحومن// تطيح عليه وحدتهن وتعثر// اجت زينب وباجي الحرم يمه // وصارت للوداع عليه لمه /// يشم سكنه وهي كامت تشمه // وعلخد الورد ليلو يتنثرــــ والتفت الحسين {ع}إلى ابنته سكينة فرآها منحازة عن النساء وقد رفعت صوتها بالبكاء، فضمّها إلى صدره، وجعل يمسح دموعها بكمّه، وكان يحبّها حبّاً شديداً، وجعل يقول: سَيَطُولُ بَعْدِي يَا سُكِينَةُ فَاعْلِمِي //مِنْكِ البُكَاءُ إِذَا الحِمَامُ دَهَانِي // لّا تُحْرِقِي قَلْبِي بِدَمْعِكِ حَسْرَةً // مَا دَامَ مِنِّي الرُّوحُ فِي جُثْمَانِي //فَإِذَا قُتِلْتُ فَأَنْتِ أَوْلَى بِالذِي تَأْتِينَهُ يَا خِيَرَةَ النِّسْوَانِ ــــــ
يبويه انروح كل احنه فداياك دخذنه للحرب يحسين وياك
أهي غيبه يبويه واگعد اتناك وگولن سافر ويومين يسدر
يبويه گول لا تخفي عليّه هاذي روحتك يو بعد جيّه
يبويه ان كان رايح هاي هيّه اخذني اوياك عنّك مكدر اصبر