22 ديسمبر، 2024 11:38 ص

الدول تنتحر مثلما الأفراد ينتحرون!!
الدول تنجز إنتحارها بقادتها الذين يأخذونها إلى سقر , وكم من الدول إنتحرت لسذاجة قادتها وغفلتهم , وتوهمهم بأن الآخرين يريدون الخير لهم , فيتبعون ويخنعون , وينفذون أجندات الطامعين بهم والمتخذينهم وسائلَ لتحقيق مآربهم.
وما يجري في العالم من صراعات حامية , تنتحر فيها دولة إرتضت أن تكون ميدانا للدمار والخراب , ليتمكن الآخرون من الوصول إلى أهدافهم , فتراهم يمدونها بما لا يخطر على بال من الأسلحة والأعتدة , وتبدو كالنائمة أو السكرانة , المتوهمة بأن مَن يزودها بالسلاح والمال يريد لها الخير ويؤمّن مصالحها , وهي تحت أهوال الدمار والخراب الفظيع.
والعجيب في قادة الدول المنتحرة , أنهم يتمحنون في سلوكهم الخسراني , وتسيطر عليهم أوهام القوة والإنتصار , التي تشحنهم بها ماكنة الأحلام الدعائية المتوافقة مع غرائزهم وما فيهم , وقد شرّحتهم نفسيا , وتفاعلت معهم بآليات سلوكية للقضاء عليهم , ومحق وجودهم بعد أن تنتهي أدوارهم كما حصل لبعض قادة دول المنطقة , الذين نحروا أنفسهم وشعوبهم على صخرة أوهامهم التي غذتها أضاليل المفترسين لهم , وتلك عاهة سلوكية متكررة عبر العصور!!
وسلوك الإنتحار يؤدي إلى متوالية هندسية فجائعية ذات تداعيات متنامية , وتأثيرات خسرانية هائلة , يتحقق تعزيز إستلطافها والقبول بها , والتعايش المأساوي معها , وفقا لآليات يأتي في مقدمتها إستخدام الدين لتسويغها وتبرير مآلاتها العسيرة.
والتعافي من نوازع إنتحار أي دولة ووطن يتمثل بالتمكن من الإتيان بقيادة وطنية رشيدة , ذات مهارات سياسية تحافظ بموجبها على مصالح البلاد والعباد , وتحمي السيادة من التبعية والهوان.
فهل من قيادات تعز بها الأوطان؟!!