19 ديسمبر، 2024 12:25 ص

مفعولٌ عكسيٌ لإعتراض ايران لتسمية ” الخليج العربي ” .!؟

مفعولٌ عكسيٌ لإعتراض ايران لتسمية ” الخليج العربي ” .!؟

 لم يكن منتظرا ولا متوقّعاً أن تقوم وزارة الخارجية الإيرانية بإستدعاء السفير العراقي في طهران , احتجاجاً على اطلاق تسمية  دورة ” الخليج العربي ” على جولة مباريات كأس الخليج 25  التي تشارك فيها كافة دول مجلس التعاون الخليجي , وفي مدينة البصرة تحديداً ” التي لها ما لها من ابعادٍ قد نتطرّق لها لاحقاً ” . والى ذلك فالرأي العام العراقي يجهل رّدّ السفير العراقي على الإحتجاج الأيراني < ويكاد يغدو من المحال أن تعرض وتكشف الخارجية العراقية عن فحوى ذلك, بالرغم من انّ وزير الخارجية السيد فؤاد حسين ليس من الإطاريين بل من البرزانيين > , وقد يعود ذلك الى بروتوكولاتٍ شبه بالية .! , إنّما لا ضير في كشف الحقائق وإثبات الموقف الرسمي للدولة , وقد انتشر في وسائل الإعلام تعزيز احتجاج الخارجية الأيرانية بإحتجاجٍ آخرٍ من وزير الرياضة والشباب , وآخر من رئيس اتحاد الكرة الأيراني وملحقات اخرى , وكأنّ الحرب الأوكرانية اندلعت للتوّ .! , وتوسّعت دائرة الإعتراض لتشمل السيد مقتدى الصدر الذي الذي رفض الموقف الأيراني بشدة .

   قبل ان ننتقل الى مغزى وفحوى هذا الحدث الحديث والمفاجئ , فلا نزعم ولا ندّعي أنّ التصرّف الأيراني له علاقة ما بالتعمّد في إثارة المشاعر القومية والعاطفية للشعب الأيراني خلال فترة الغليان والإضطرابات والتظاهرات التي تعمّ معظم المدن الأيرانية والتي تنادي وتهتف بإسقاط النظام , وسنعتبر ذلك شأناً داخلياً لا شأن لنا فيه .!

   بتدرّجٍ غير متدرّجٍ او سواه ” لكنّه سريع ” , فهذا السلوك الأيراني المدروس ولا سيّما في توقيته , قد استفزَّمشاعر العراقيين , وانطلقت الردود المضادة والمتضادة  تملأ السوشيال ميديا على الأقلّ ولحدّ الآن , وما يوازي ذلك كتفاً الى كتفٍ في استفزاز مشاعر شعوب دول الخليج العربي , بجانب المواقف القومية الثابتة للدول العربية كافّة والتي لم تنفكّ يوما او ساعة بتسمية الخليج بالعربي بإسمه الحقيقي , وعبر مئات السنين , علماً أنّ الإستقراء المبكّر للحملة الإعلامية العربية المضادة للموقف الأيراني , فإنّها آخذة في الإنطلاق وسعة الإنتشار .

   لانودُّ ولا رغبةَ لنا في استخدام او اعادة استخدام إصطلاح < المضحك – المبكي > في ايّة مناسبةٍ او ظرفٍ سياسيٍ , لكنّه مقابل افتعال ازمةٍ من ايران على تسمية ” الخليج العربي ” على دول الخليج المشاركة في هذا ” المونديال ” القومي – الإقليمي المُصغّر , فالقيادة الأيرانية على علمٍ وادراكٍ مسبقين بأنّ كافة الأطالس والخرائط  وكتب التأريخ العربية ” من المحيط الهادر الى الخليج الثائر ” وغيرها من الموسوعات والمجلّدات العربية , فإنّما تعجّ وتضجّ بإصطلاح ومصطلح ” الخليج العربي ” وبما فيها وثائق وخرائط الدولة العثمانية , فهل جرى الإنتباه لذلك الآن فقط .!؟

   ليس بالمقدور الجزم أنَّ ردّ الفعل الأيراني المباغت , اذا ما كانَ له من أبعادٍ وجذورٍ مختبئة , بمعركة شرق البصرة في عام 1987 اثناء سنوات الحرب العراقية – الإيرانية ” والتي كانت اطول معركةٍ في التأريخ بعد الحرب العالمية الثانية , والتي من الناحية الفنيّة قد كسرت العمود الفقري للقوات الإيرانية , وكانت احدى الأسباب الستراتيجية لإضطرار ايران لوقف الحرب , ونفترض ونتمنّى أن لايكون لذلك ايّ ترسّبات سابقة بشأن تسمية ” الخليج العربي ” بعروبته .!