19 ديسمبر، 2024 12:47 ص

معركة الدولار مع البنك الفدرالي..!

معركة الدولار مع البنك الفدرالي..!

رغم كل الإجراءات المالية ،التي إتخذها محمد شياع السوداني رئيس مجلس الوزراء،إلاّ أنّ تخفيض سعر الدولار،ظل حُلُماً لفقراء العراق،إذْ إشتعلتْ أسواق العراق بإرتفاع ألأسعار،وصار المواطن بحيرة من أمره،البعض يعزو سبب هذا الإرتفاع والإنخفاض، هو تهرّيب العملة بالدولارالى إيران،وإجراءات البنك الأمريكي الفدرالي، بفرض عقوبات على البنوك الأهلية العراقية، التي تقوم بعملية التهريب،وغسل الأموال وغيرها لإيران ودول الجوار،إنّ لعبة الدولار،التي تمارسها الإدارة الأمريكية، مع حكومة السوداني،هدفها (سياسي)،في المقام الأول، والآخر لإخضاع ايران لعقوباتها الاقتصادية،وهي معركة حقيقية ، فمن سينتصر فيها..؟،فمنذ تسنم السوداني رئاسة الوزراء، والسفيرة الامريكية ببغداد ألينا روماونيسكي ،تواصل لقاءاتها مع السوداني،وتبلغّه تعليمات وإملاءات الإدارة الامريكية ،في المجالين السياسي والإقتصادي ، وتؤكد له دعم الادارة دعمها في هذين المجالين بقوّة، مقابل أنْ لا يخضع لسياسة إيران، وكي لاتحتويه  إدارتها، وتبعده عن العباءة الامريكية، وكي لاتضطر الى ماتقوم به الآن، في حصر معركة الدولار، في البنك المركزي العراقي فقط ، الذي يخضع للبنك الدولي ،وكي لايقوم العراق بخرق الحصار الدولي الاقتصادي على إيران،عن طريق ضخ المليارات من الدولارات، عن طريق البنوك الإسلامية الأهلية ،فهل نجحت سياسة إدارة بايدن في منع العراق، من التعامل المالي مع إيران، عن طريق البنوك الأهلية،أعتقد لهذه اللحظة ،لم تنجح أمريكا في فرض سياستها المالية ، بفرض العقوبات ومنع تهريب الدولار الى إيران، المعركة مستمرة، والدليل ، ان الدولار يتأرّجح بين الصعود والنزول،ولكن الى أي فترة زمنية يستطيع السيد السوداني الصمود ،أمام هذه المعركة لينتصر فيها، لاسيما وإن حكومته، تشهد صراعات سياسية داخل الإطار وخارجه، وفي مقدمتها معركة الفساد الكبرى، وماتسمّى (بسرقة القرن)، وهي معركة أخرى يواجهها السوداني وحكومته ، وربما أخطر من معركة الدولار، وربما تؤدي الى إسقاط حكومته، وفشلها في أكبر معركتين في آن واحد،وهناك من يتربّص لإسقاطها ، بل ويعمل بكل جهده لإسقاطها، وهو التيار الصدري، وخصوم الإطار، إذن نحن أمام منعطفات سياسية كبرى، في العراق، وأمام صراع أمريكي – إيراني،هذه الصراعات والمعارك، قد تؤدي الى إسقاط حكومة السوداني، التي تعمل جاهدة ، لمواجهة هذه التحديات المصيرية، لاسيما ويعتمد السوداني ،ليس على الإطار التنسيقي، الذي يريد أنْ يكبُّله بقراراته ،ويخضعه لها،بل يعتمد على تاريخه الشخصي ،وعلاقاته السياسية الجيدة ،مع الأحزاب المتحالفة معه في الحكومة ،كالحزب الديمقراطي الكردستاني وسيادة الحلبوسي،واللذان هما الآخران ،يواجهان أزمات سياسية داخل كل تحالف، فالديمقراطي يعيش أزمة خطيرة مع الاتحاد الوطني الكردستاني، وتحالف السيادة والحلبوسي يواجه صراع علني، مع (تجمّع الانبار) الذي يقوده جمال الكربولي ،وبعض شيوخ عشائر الأنبار،وربما ينجح بالتنسيق مع الإطار لإزاحة محمد الحلبوسي، عن رئاسة البرلمان ،وتنصيّب موالٍ للإطار التنسيقي،وربما يهيئون النائب السابق محمود المشهداني،إذن حكومة السوداني برمّتها ،تتعرض الى هزّات سياسية قوية جداً، يقودها خصوم كبار، مثل إدارة الرئيس بايدن ،والسيد مقتدى الصدر،وما نراه من معارك سياسية وإجراءات امريكية ، هو لتنفيذ أجندة أمريكية واضحة،خاصة بعد الترقّب العالمي، لتغييّرات جيوسياسية في المنطقة،منها وأبرزها ، التهديدات الإسرائيلية –الإمريكية، وفشل الإتفاق النووي الإيراني ، والتقارب التركي – السوري، وانهاء الحرب الروسية الأوكرانية، والتصعيد الأوروبي – الأمريكي ضد طهران، بدعم ثورة الشعب الإيراني والمعارضة الإيرانية ،في الداخل والخارج،هذه الوقائع والأحداث ،التي تعصف في منطقة الشرق الأوسط، هي من سيحدّد مستقبلها، والعراق في عين هذه العاصفة ومنطلقها، لهذا نرى تركيز الإدارة الامريكية على العراق، وإيلاؤه إهتمامها الأول في المنطقة،في جعله المحطة الاولى، لقطف ثمار الغزو الأمريكي،وفي مقابل ذلك تسعى دول الخليج العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية،لآبقاء العلاقة الأستراتيجية مع إدارة بايدن، التي شابها التوتّر الشديد في فترة ماضية، وإبقاء باب الحوار مفتوحاً معها، دون أن تغلقه ،وأمريكا تدرك جيداً، أن خسارة دول الخليج العربي، أن مصالحها الاستراتيجية ، والنفط العربي ، سيقلب أوضاعها رأساً على عقب،وخوفها الكبير، من إستدارة الدول العربية كلّها الى الصين، في تعاملاتها الاقتصادية والعسكرية والامنية والنفطية،خاصة بعد زيارة الرئيس الصيني للمملكة العربية السعودية مؤخراً، وحضور لافت لرؤساء وملوك عرب، في مؤتمر السعودية الأخير،إذن لابد أن تنجح إدارة الرئيس بايدن في معركة الدولار في العراق،وتضمن حضورها ونفوذها على السياسية المالية، التي يسيطر عليها البنك الفدرالي الامريكي والبنك الدولي، وما على السيد السوداني إلاّ الخضوع لعاصفة بايدن وادارته ، معركة الدولار بقيادة السفيرة رومانيسكي،وبهذا تضرب ادارة بايدن عصفورين بحجر واحد واحد، تمنع العراق من التعامل المالي مع ايران، وتضمن السيطرة على عدم تهريب الدولار لإيران خرقاً الحصار،أعتقد حكومة السوداني الان تعيش في أحرج أيامها أمام الشعب اولاً ،وأمام حليف الإطار التنسيقي إيران، الذي لايريد ان يضحّي بأيِ منهما ،ولهذا نرى أنّ معركة السوداني هذه ،هي الأصعب والأخطرالتي تواجهه الآن ، في وقت يتفّرج الجميع على هذه المعركة، حتى تحالفه الإطار التنسيقي،نراه شامتاً به، ومتجاهلاً لازمته ومعركته مع الدولار،بسبب عدم خضوع السوداني، لطلبات وقرارات الإطار، في تولي المناصب الحساسة ،وغيرها من الخلافات الاخرى، التي ظهرت على السطح ،بعد تولي السوداني رئاسة الحكومة ،وأزاء كل هذه الأوضاع  السياسية ،والصراعات السياسية، يبقى المواطن ،هو ضحيتها،وما صعود الدولار، الذي تعهد السوداني بتخفيضه ، إلاّ واحدة من  معاناة قاسية لهذا الشعب، في فشل الحكومات ،في قطاعات الكهرباء والزراعة والخدمات وحشود الخريجين العاطلين، وعجز الحكومات عن معالجة ملفاتهم العويصة، رغم وجود وفرة مالية عالية جداً تناهز ال(95) مليار دولار،وسبعين ألف طن من الذهب، كل هذه لم تشفع للشعب ،أن يتخطّى حاجز الفقرالمتواصل الصعود،أعتقد لن يتوقف الدولار عن الصعود، وربما سيتخطى ال(200)، في غضون أسابيع ،إذا لم تقف حكومة السوداني، موقف يخضع الدولار بإجراءات على الارض، وإجباره على النزول ،وبغيرها سيكون للشعب كلمة، في النزول الى الشارع في ثورة أخرى للجياع ،وهذا ما تخشاه حكومة السوداني والإطار التنسيقي ، لآنها يعتبر نهاية الإطار التنسيقي، وهو ما ينتظرهُ الكثير من خصومه، في المشهد السياسي العراقي المأزوم ، والمرشّح الى الكثير من التحوّلات السياسية في المدى المنظور،إنْ لم يصحّح الإطار التنسيقي ،مساره السياسي مع خصومه ، وفي مقدمتهم التيار الصدري ، وتنفيذ إتفاقاته قبل تشكيّل الحكومة مع الديمقراطي الكردستاني وتحالف السيادة …!