23 ديسمبر، 2024 4:00 م

اياد علاوي … قزم يدعي التعملق !

اياد علاوي … قزم يدعي التعملق !

جلب لنا التغيير السياسي في العراق في 2003 وجوه وشخصيات تميزت بصفات كثيرة ومحيرة منها الكذب والمراوغة واللف والدوران وفقدان الحجة وعدم القدرة على الاقناع ولم نستطع طيلة عقد من الزمن ان نفهم ماذا تريد وما هو برنامجها للنهوض بالعراق وكيف تتم عملية النهضة هذه واي طريق تسلك فالشعارات كثيرة والعبارات مكررة حد الملل والمواطن مل الوعود علاوة على فقدانه  الثقة بالساسة جميعهم لانهم ليسوا اهلا لهكذا مسؤوليات ومهام جسيمة تتطلب رجال ذو حزم واصحاب كلمة وحرص وصدق في التعامل وفي تنفيذ الوعود.

من هذه الشخصيات الطبيب اياد علاوي الذي امتهن السياسة مبكرا منذ شبابه وهناك الكثير مما يشاع عن مهماته القذرة مع حزب البعث ابان انتمائه له في القرن الماضي ومن ثم تركه ورحيله الى المنفى منذ السبعينيات وحتى عودته مع جوقة الاحتلال الاميركي للعراق. يتميز علاوي بكثرة الكلام وحبه للظهور اعلاميا والتبرير لما يجري في عراق اليوم. الجهوية والفئوية ودولة المؤسسات عبارات لطالما رددها في لقائاته المتكررة مع القنوات الفضائية من دون ان نرى ونلمس حقيقة تجنبه ومحاربته لهكذا توجهات على ارض الواقع فطيلة عقد من الزمن لو كان علاوي صادقا في عمله السياسي ومحاولته النهوض بالبلد والتصدي بحزم لكل ما يجري في العراق من فساد وخراب ودمار لما وصلنا الى ما هو عليه اليوم من خلافات وصراعات قضت على الاخضر واليابس في البلد. ظل علاوي اسير رغبة رئاسة الوزراء وربما كان تسنمه مبكرا وفي الفترة الانتقالية رئاسة وزراء العراق ولمدة ستة اشهر السبب الرئيسي في خراب هذا الرجل حيث لم يعد يرى نفسه الا رئيسا للوزراء او لا غير ولو كان علاوي نشطا ومهتما لبلده الذي ناضل من اجل اسقاط الدكتاتورية فيه كما يدعي لقبل العمل تحت اي عنوان وربما كان سيقطف ثمار هذا النشاط اليوم وربما كان علاوي هو الشخصية المحببة لدى العراقيين الذين ملوا توجهات وتخرصات احزاب الاسلام السياسي ولكنه للاسف الشديد اضاع رصيده لدى الجماهير عبر هفوات متكررة اهمها هفوته وخطائه الكبير في تحالفه مع القائمة العراقية تلك القائمة التي مثلت السنة العرب في الانتخابات الماضية وعلاوي بذلك ناقض نفسه وتوجهاته الوطنية المنفتحة على كل المكونات وبعد فوز القائمة في الانتخابات اضاع حق القائمة في تشكيل الحكومة وتنازل عن ذلك وهو خطا كبير دفع ثمنه العراق والعراقيين في ولاية ثانية فاشلة للمالكي فلم يشكل حكومة ولم ينسحب من العملية السياسية ولم يدخل البرلمان ككتلة معارضة لديها 91 مقعدا سوف يكون لها الشان الاكبر فيما لو شكلت معارضة قوية لسياسات الحكومة ولكنه لم يحضر للبرلمان ولم نر له اي تاثير على اعضاء هذه الكتلة لانهم طامعون بالمناصب والامتيازات لذلك اشتراهم المالكي بسهولة اما التبرير في اتفاقية اربيل فهذا لعمري اكبر استغفال تعرض له علاوي وبالتالي خرج من المولد بلا حمص فلا رئاسة الحكومة ولا رئاسة مجلس السياسات الاستراتيجية ولا شكل معارضة قوية ربما لو نجحت في عملها لنالت استحسان المواطن العراقي وحبه لهكذا قائمة.

اذا حري ب علاوي ان يرحل ويعتزل السياسة فلا فائدة في الاستمرار على هكذا منوال واما ما يشاع عن قائمته الوطنية هذه الايام فهم مجرد مقاولين وشيوخ عشائر واكاديميين معروفة توجهاتهم ومصنفة رغباتهم لم يعملوا بالسياسة قط واكثرهم من اصحاب الاموال والترف المعيشي من الذين لا يشعرون بفقراء العراق ولا معاناة طبقاته الاجتماعية يتكلمون الكلام الجميل المنمق الذي سرعان ما سينهار امام الامتيازات الكبيرة للنواب وامام المنافسة على مشاريع البناء والمناقصات التي سوف يحصلون عليها والتي سيعمرون بها ارصدتهم اسوة باسلافهم وبعد ذلك سيكون التبرير والاعتذار والخلافات السياسية بين الكتل مبررات جاهزة لاقناع المواطن العراقي المغلوب على امره.

ملاحظة: هذا المقال ليس جزء من حملة ضد الطبيب علاوي فهو من كاتب مستقل والموقع الاعلامي للسيد علاوي يعرف انني مستقل لانني طالبتهم سايقا بعدم نشر مقالاتي التي تتضمن نقدا بناءا ضد سياسات المالكي واسلوبه في ادارة الدولة في موقعهم كونهم حركة سياسية وانا انسان مستقل. 

كاتب مستقل