راقبت ناديا بهدوء امواج البحر وهي تتقدم وتنحسر عند قدميها الحافيتين..لفتت انتباهها بعض المخلوقات البحرية الصغيرة التي تغدو امامها جيئة وذهابا..غير ابهة لامبالية بوجودها وكأنها غير مرئية.كان يلف الكون سكون غريب..فلا صوت..إلا صوت تكسر الامواج على الشاطئ حتى النوارس صمتت احتراما لحزنها…غريب…غريب ان تعصف بي الافكار والهواجس…فلا يسمع لها صوت…فكرت ناديا…نظرت على مدى البصر فلم تر سوى لمعان اشعة الشمس على زرقة لامتناهية…وكأن الاف الكنوز العذراء تتحدى بدلال فرسان البحار..ذلك اللمعان الذهبي اعاد الى ذهنها ذكرى خصلات شقراء طفولية ملتوية…كانت تلتمع بشقاوة تحت الشمس قبل سنين خلت..لاتذكر عددها…بين الامواج…وتحت شمس تشرين…امتزجت وتداخلت الازمنة….رأت ناديا
نفسها على صفحة الماء ..طفلة صغيرة..تركض هربا من مربيتها التي تحاول اقناعها بتصفيف خصلات شعرها الذهبي…ورغم تكرار هذه المحاولة صباح كل يوم…فلا المربية يأست ولا الطفلة استسلمت…حسم صوت الاب نافذ الصبر هذه الجولة الصباحية المحببة على قلب كل ساكني المنزل ..مناديا ناديا لكي تنزل لتناول الفطور حتى لا تتأخر عن المدرسة..قفزت الشيطانة الصغيرة على السلالم تسبقها قهقهاتها…كان والداها يتناولان الفطور بهدوء…طبعت قبلة على وجنة والدتها…..وجلست بدون تفكير في حجر والدها…اليس من الافضل ان تجلسي في مكانك…استدركت الام…هم الاب ان يقول شيئا…ولكن ابتسامة رجاء اشرقت على وجه ملائكي معبود الجمت كلماته….دعيها …اليوم فقط…قال الاب…هذا مايحصل كل يوم…همهمت الام…