وضع ميسي ليلة البارحة ( كأس العالم ) تحت عباءته المهداة من امير قطر بكل ثبات فاسدلت قطر الستار على بطولة كأس العالم التي استمرت قرابة الشهر وحققت فيها اماني وخابت أخرى وسالت دموع فرح ودموع حزن كانت كافية لو جمعت لتشكيل بركة ماء صافي .. سعى البعض ونجح سعيه وسعى البعض الآخر وخاب لكن جميع الفرق حققت نجاحات على قدر سعيها وفيهم من رأى انه ظلم ومن اقتنع انه ضحية تفاهمات الكبار وفيهم من ضحك في ( عبه ) وذهبت الارجنتين بكاسها وفخارها وحمل قائدها لقب الأحسن وذهبت فرنسا بلقب الوصيف وهداف البطولة ورحلت البرتغال بخفي حنين تاركة دموع ( دونها ) على نجيل ملاعب قطر عله يسقي ماذبل منها وكنت خلال أيام البطولة اتابع ما تيسر لي من المباريات واحرص على الاطلاع لمايفوتني من خلال ما يكتبه الزميل عبد الجبار العتابي الذي كان منصفا في وصفه تماما إلا في ما يتعلق بحبيبه ( كريستيانو ) أو عدوه ( ليونيل ) إضافة إلى ( ملخص المباراة ) الذي تقدمه قناة الكأس عن كل مباراة . وباسدال قطر الستار على بطولة كأس العالم ليلة أمس تكون الحقبة التي تسيد فيها الملاعب رونالدو وميسي وتصدرا الأخبار الرياضية في كل العالم على مدار قرابة العقدين من السنين قد انصرمت وتحول الاثنان وماقدماه في صفحات التاريخ والتحقا ببيليه ومارادونا وكرويف وروسي وبلاتيني وغيرهم ، لكن هل يوقف هذا التحول الخلاف عليهما والتعصب لكل واحد منهما على حساب الاخر من قبل المتعصبين لكل منهما ؟ لا اظن وسيبقى الدون شاخصا في ابصار معجبيه ويقارن به كل من لامست قدمه المستديرة في مضامير اللعب وكذلك ميسي الذي توج مسيرتة بالاحسن واهدى بلده كأس البطولة التي إعادته للواجهة بقوة على عكس غريمه الذي عانى في الفترة الأخيرة مشاكل مع النادي الذي يلعب له ومع مدرب المنتخب اجلسته على ( مصاطب الاحتياط ) في بعض مباريات البطولة .
في النهاية لا بد من التأكيد على ان ميسي ورونالدو اصبحا خارج حسابات الزمن والمدربين وعلى انصارهما الامتثال لذلك ودفعهما إلى خانة الذكريات الجميلة مع التأكيد على أن كرة القدم ولادة وسنأتي بأكثر من ميسي وأكثر من رونالدو وما علينا إلا الانتظار وظهور من يضعهما في زوايا الذاكرة.