نقلب أيام دنيانا بصفحاتها المزدحمة بالحوادث والمتغيرات الضاحكة منها والباكية لقطات من سجل واقع البشر المتعدد في صخبه وهدوئه ، فكل شيء في هذه الدنيا لا يمر بسهولة.
بعد رحلة طويلة مع سنين عجاف والعمرالذي مر بدات الحياة تهرب منا بعيدا وتفلت قيم ما نرغب من أيدينا ، انهتنا وأنهكتنا العسكرية في قبضنا على السلاح وعيوننا شاخصة ومسمرة نحو وهم أعداء الوطن ، صنعها من خدعنا بالوطنية الملوثة وقناع العروبة المزيف ، ترسخت في عقول ساذجة وانطلت على البسطاء ومحدودي الثقافة والعلم وشرائح المجتمع الاقل وعيا بإعلام خادع ومغيب للحقائق لبطولات وهمية .
لم نركن الى هدوء الدنيا في أغلبت المراحل التي مرت على وطن متعدد الطوائف والأعراق ، ومتطلبات العيش كأفراد فيه أغرقتنا (الدنيا) في تعب وارهاق ولم نحسن الاعتناء بالصحة ولم ننتبه الا الإفاقة على أنين خافت ضيق على صدورنا وكتم على انفاسنا بصبر طال أمده ، وتمنياتنا لم تنجز في زمن عسير حرمنا فيه ألكثير وسعدنا مع الممل اليسير . الحياة قيدت بحبالها القاسية الرغبات والامنيات في طوق غرف مظلمة ، حدثت مع كثرة غالبة فيما مضى وستحدث مع آخرين فيما بعد. وفي أغلب الاحيان عندما يركن المرء في خانة التقاعد بعد فقدان الوظيفة ، تهدم عواطفه وتقل حيلته حين ترسم ألشيخوخة تجاعيد وخطوط على ملامح الوجه وإنحناء الظهر وتعب مزمن في عد مهلة العمرالمتبقية بأيد مرتعشة ، فمن أين يأتي بالقوة والروحية التي تساعده على تحمل اعباء البيت من طعام وملابس والمعالجة الصحية ودفع الايجار وتكاليف الدراسة للأبناء أمام قيود الراتب المتدني والمكبل .
في تقدم العمرووصوله ستين او سبعين سنة وفي العراق العمر أقل من ذلك المستوى بسبب الفقر وسوء التغذية ، يستمرالمسكين المتعب بالعطاء ولا يأخذ سوى تشتت الذهن والوهن والبحث عن ما مضى ، وأين يفرغ انفعالاته لايام تهبط ولاترتقي في نهاية سيره بطرقات أيام وليالي متعددة تصعد حينها الروح مرغمة لتطفأ شعلة الحياة أويبقى أسير خطابات لا تغني ولا تسمن وأخرى عقيمة أوهام منبرية غير قادرة على التغير كما حصل لدينا من زمرة غارقة بالفساد.