17 نوفمبر، 2024 11:13 ص
Search
Close this search box.

لطف من الله

الطالبة (سما ) المتميزة في الخلق والاخلاق والتفوق الدراسي في اغلب الدروس خاصة (اللغة العربية) فأني كمدرسة توسمت فيها ان تكون ذات شأن ادبي في مستقبل الايام ولذا رشحتها لدورة في الخطابة وقد نالت اعجاب جميع المشاركين وحصلت على اعلى الدرجات وفي الاحتفالية النهائية نودي عليها لتلقي خطابها الذي بدأته بأبيات من الشعر للشاعر ابو القاسم الشابي:-
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجــــــــلي ولا بد للقيد ان ينكسر
ومن لم يعانقه شوق الحياة تبخر في جوها واندثر
فويل لمن لم تشقه الحياة تبخر في جوها واندثر
كذلك قالت لي الكائنات وحدثني روحها المستتر
………….
وطني ترابي الاول, وكينونة نفسي وهو الحياة والدنيا.
اي شيء في الوجود الا وله وطن ,حتى الطير الذي يطير في الفضاء او الحيتان في اعماق البحار أو الفراشات الزاهية في الصباحات الندية تعانق الزهور بل وحتى ديدان الارض بين الصخور لها وطن , الوطن هو الحياة, هو الوجود.
آه…وطني…كم تعاقبت عليك فصول الدهور ,احاطتك ظلما ألف سور من الخديعة والجريمة والعناوين الزائفة فهناك من يدفع الثمن لينال الغنيمة.
وطني يا بسمة بفجر الوجود تغنت بها الدنيا تزين وجه الارض وردا وتشع عليه نورا وتشرق جمالا والق ,ياصوت مزمار داود والجبال توؤب اياه في ازمنة الايمان والتقى.
يا كلمة هي (المحبة) وهل يدوم الوجود او تبعث الحياة وتزدهر الا بها.
وطني خارطتك النور يزدهي بالجمال إذ انت توأم الحضارة.
وطني توأم الخلود رغم الجراح, يظل شمس لا تغيب إذ هو المقدس وهو يضم تراب الانبياء والائمة الطاهرين ,ارض تراب حيدرة الامين ومرقد الحسين الشهيد سيد الشهداء الابرار الذين هم احياء عند ربهم يرزقون .
هذا وطن الشهداء, الشهداء الاكرم منا جميعا بما قدموا من تضحيات وبما كتبوا بتضحياتهم صفحات مجد للوطن.
كانوا مشاعل نور تزيل الظلام وبمشاعل ايمانها فقئت عيون الظالمين. لأجل بسمة تعود لهذا الوطن.
كم تظافرت جهود الطيبين لاجل ان تعود بسمة لهذا الوطن.
يا لائمي في حب وطني ما اراك الا فردا بلا هوية وكائنا بلا وجود وجاهلا او متجاهلا حقيقة ان (حب الاوطان من الايمان) وتستبدلها بعبارة اخرى هي (ان حب الانسان للأوطان اكذوبة وحرام).
……………….
تعالى تصفيق الحاضرين وانحنت الطالبة سما انحناء شكر لهم وانسلت الى حيث كان مقعدها ووجيب قلبها يشتد ويكاد صوت تدفق دمائها يسمع كأنه خرير مياه تهبط من علياء القمم الى الارض الندية ..
………………..
كان مقعدي بجوار مقعد أم الطالبة سما ولذا رحت اثني على ابنتها وفتحت باب الحوار من خلال تلك الكلمات .بدت لي ام سما امرأة على قدر كبير من الثقافة من خلال حديثها الذي لمست فيه حرصا بالغا على ان تواصل ابنتها طريقها لتحقيق اهدافها وهي بحسب قولها مستعدة على بذل اقصى ما يمكنها بذله للنجاح ولن تعرضها الى ما عانت حين كانت بعمر ابنتها من اعباء وصعوبات.
هتفت لها بنبرة اعجاب قائلة:
الذي يراك وابنتك يظن انك اختها ولست امها واظن ان علاقتكما لا تقتصر على علاقة ام بالبنت بل علاقة صداقة وحوار واهداف مشتركة .
الكلمات التي تحدثت بها لم تكن بعيدة عن الواقع ذلك لان الأم تبدو في ريعان الشباب الغض وتبدو اصغر من ان تكون اما لفتاة شابة .
ابتسمت لي بحياء واكدت انها وابنتها حقا تربطهما علاقة صداقة وتحرص على تفهم امانيها وتطلعاتها وتمسك بيدها لتعبر الى بر الامان .
بعد ذلك تأوهت وهي تشرد بنظرها نحو الافق وكأنها تستعيد حوادث مضت
وتركت في اعماقها جروحا مؤلمة ترتجف لها نفسها كلما استعادت ذكرياتها لكنها سرعان ما استعادت ابتسامتها ثم رفعت لله تعالى وجهها وعيناها مخضلتان بالدموع كأنها ترفع اليه كلمات شكرها اليه وتطلب اليه ان يمدها بعونه لتكمل المسير.
هل من خطب … ؟
القيت عليها تساؤلي فتطلعت اليَّ كمن يستفيق من حلم او تصور او خيال وقالت :
اسفة على ما بدر مني فقد اخذتني ذكرى معينة ؤ بعد لحظة من الصمت بادرتها السؤال:
وهل لتلك الذكرى علاقة بهذه المناسبة….؟
اجل هي كانت البداية ولولا ذلك الحدث لما استمرت حياتي …!!!

تساءلت مع نفسي عن تلك البداية التي تعاود ذكرياتها وهل يمكن ان تحدثني عنها…..؟؟؟؟

 

ذلك ما سنعلمه في لقاء آخر….

أحدث المقالات