سؤال يستحق البحث والدراسة , فالحضارات السابقة إندثرت لأسباب تفاعلت فيها وإنقضت عليها فأنهتها , فالقوة الخارجية مهما تعاظمت لا تستطيع إفناء غيرها بالكامل.
عبر العصور برزت حضارات وغارت في غياهب المجهول , وما عاد لها سوى الأثر , والعلة أن الحضارة عندما تنطلق تُراكم أسباب القضاء عليها من داخلها , وبموجب هذا السلوك العدواني اللاواعي على جوهرها تنسحق وتغيب والأمثلة متعددة.
وما تواجهه المسيرة البشرية المعاصرة , كأنها تسعى للإنتحار بكامل وعيها وإرادتها , وفقا لأوهام وأضاليل ذات نوازع هيمنة وإستحواذعلى مصير وثروات الآخرين.
والمشكلة أن سلوكها الإنتحاري لن يكون فرديا , وهو يشبه الذي يقتل عشرات الأشخاص ويقتل نفسه.
أو كالذي يفجر نفسه وسط جمع من البشر.
إنها بإختصار تترجم المثل الدارج ” عليه وعلى أعدائي” , وتلك نكبة أرضية مروعة.
فالعديد من الدول تمتلك قدرات تدمير غيرها , وإن بدأت دولة ما بالهجوم , فستُمحق بلمح البصر من فوق التراب.
ومن المرعب أن مراكز القوى الفتاكة لا ترعوي , ولا تثوب إلى رشدها , وإنما تؤجج المواقف وتزيد من إلتهاب التفاعلات , وإنطلاق البواعث العدوانية الخطيرة.
ويُخشى إذا أميط اللثام عن أسلحة الدمار المطلقة للوجود الأرضي , سيتحول ما فوق التراب إلى كومة رماد.
فهل ستنتحر البشرية وتقتل أمّها الأرض؟!!