أطلعت مؤخرا” على التقرير الموسوم (دليل الطالب للقبول في الجمعات والكليات الاهلية للسنة الدراسية 2023/2022 ) الصادر عن وزارة التعليم العالي
وأود ان ابين هنا بعض ما يمكن استنتاجه عن واقع حال جانب من مؤسسات التعليم الجامعي الذي اصبح توسعه غير المنضبط سببا للقلق على المستوى العلمي للمتخرج وفقدان الرصانة العلميه بسبب ضعف اجراءات التأسيس و اختيار التخصصات وشروط قبول الطلبة فيها
فيما يلي بعض المؤشرات المستخلصة من التقرير وساترك للقارئ استنتاجاته
يوجد في العراق (70) جامعة او كلية أهلية ، منها جامعة واحدة لها (7) فروع في المحافظات
وجامعة أخرى لها فرعين في المحافظات ليبلغ العدد الكلي (79) جامعة و كلية
تأسست منها (10) جامعات خلال السنوات (1988-2000)
وتأسست منها (60) جامعة خلال السنوات (2004-2022)
يلاحظ كثافة منح أجازات التأسيس في بعض السنوات بشكل غير مبرر مطلقا أذ كان يفترض التحقق بدقة عاليه من جدوى فتح هذا العدد الكبير لكل سنة وتقنين الموافقات للجهات المقتدرة علميا و اكاديميا فقط
سنة 2010 تأسست (8) جامعات منها واحدة في قضاء بلد
سنة 2013 تأسست (11) جامعة
سنة 2014 تأسست (6) جامعات
سنة 2015 تأسست (5) جامعات
سنة 2017 تأسست (9) جامعات
سنة 2020 تأسست (6) جامعات
تضمن التقرير في شروط التقديم و القبول في الجامعات و الكليات الاهليه ما يلي
جعل الحدود الدنيا للتقديم بفارق كبير عما يحدد للجامعات والكليات الرسمية في تخصصات
مهمة كالطب و طب الاسنان و الصيدلة ، والوزارة لا تجهل ان المستلزمات التعليمية في الجامعات الاهلية هي أضعف بكثير عن الجامعات الرسمية كما سينعكس في مستوى كفاءة الخريج
يلاحظ ان الحدود الدنيا للتقديم للدراسات الصباحية هي أعلى منها للدراسات المسائيه ، وهذا اقرار واضح بتباين المستوى مع ان شهادة التخرج من نفس الجامعة والقسم والاختصاص ، وهذا سيعطي انطباعات و مواقف سلبيه عند الطلبة المقبولين و لادارات هذه الجمعات من حيث ضعف الاداء وغياب الرصانة
يلاحظ كثرت الموافقات علي فتح الدراسات المسائيه في هذه الجامعات واغلبها حديثة التاسيس و خصوصا في تخصصات تحتاج للتطيق العملي كالتمريض و تقنيات التخدير و تقنيات الاشعة والمختبرات الطبية و العلاج الطبيعي وغير ذلك ، وايضا الوزارة لا تجهل ان الدراسات المسائية لا توفر ذلك
تباين اجور الدراسات المسائية عنها في الدراسات الصباحية لنفس الاختصاص في نفس القسم والجامعة ، وهذا أقرار أخر بتباين المستوى بين الاثنين وبالتاكيد ان السبب تجاريا ، و الغريب ان بعضها كان معكوسا فأجور الدراسات المسائية اعلى من الصباحية
هذه بعض الحقائق من هذا التقرير وتفاصيل الواقع الفعلي فيه الكثير ، ومن الواضح ان التسارع الذي اقدمت عليه الوزارة في منح اجارات التأسيس شكل سببا رئيسيا في غلبة الاغراض التجارية للتأسيس دون الاهتمام بالاهداف العلميه علما ان بداية منح اجازات تأسيس الجامعات الاهلية في عام 1988 ( الرافدين ، المنصور ، التراث ) كانت للجمعيات العلمية لضمان الرصانة والمهنية وليس كما هو الحال للمستثمر الذى هدفه الرئيسي هو الربح فقط ولن يكون هدفه خدمة المجتمع
دعوتي لوزارة التعليم العالي بأهمية المراجعة السريعة لهذا الواقع وتصحيحه بسرعة بما يتطلب من قرارات جريئة حماية لمستقبل العراق وهو أمانة في اعناقكم