تزامناً مع تأكيد منظمات طبية وانسانية محلية ودولية ،أن اليمن شهدت تفشي ثلاثة وثلاثين وباءا خلال أعوام 2020- 2021-2022 وسط نقص مراكز العزل ومتطلبات تجهيزها وشح الأدوية في ظل الحرب والحصار ،جاءت بالتزامن تقارير اخرى لتؤكد وجود عشرات الالاف من حالات إلاصابة واشتباه الاصابة سجلتها وزارة الصحة اليمنية لمرضى الحصبة والحصبة الألمانية توفي منها المئات لعدم قدرتهم على الوصول إلى المشافي والمراكز الصحية نتيجة تدهور أوضاعهم المعيشية إضافة إلى انهيار يشهده القطاع الطبي منذ بداية الحرب والحصار في اليمن ، جراء الحرب السعودية المستمرة منذ ما يقارب من السبعة أعوام على اليمن ، والتي مازالت ايضاً اصدائها و نتائجها وتداعياتها على اليمن تأخذ أبعادها المحلية والإقليمية والدولية.
وهنا ،وبهذه المرحلة يبدو واضحاً، أن تداعيات الحرب على وفي اليمن بدأت تلقي بظلالها على الوضع المأساوي والمعيشي بالداخل اليمني، فاليوم جاء المشهد اليمني ليلقي بكل ظلاله وتجلياته المأساوية واقعا جديدا على واقع الشعب اليمني ، فيظهر إلى جانب هذا المشهد المضطرب واقع المشهد اليمني بكل تجلياته المؤلمة والمأساوية، والتي ما زالت حاضرة منذ اندلاع الحرب على الشعب اليمني قبل ما يقارب من السبعة أعوام ، وفي آخر تطورات هذا المشهد استمرار فصول هذه الحرب على الأرض، تاركه خلفها عشرات آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى ودمارا واضحاً وبطريقة ممنهجة لكل البنى التحتية في الدولة اليمنية.
الأهم اليوم ،هو إنّ ندرك إنّ هذه المرحلة وما سيتبعها من مراحل دقيقة من تداعيات الحرب، تستدعي بكلّ تطوراتها وأحداثها من الجميع أن يقفوا وقفة حق مع ضمائرهم، وأن لا يكونوا شركاء في مشروع التدمير والتمزيق والإجهاز على اليمن العربي، فالحدث الجلل وأستمرار الحرب على اليمن يستدعي حالة من الصحوة الذهنية والتاريخية عند كلّ العرب والمسلمين وشرفاء العالم ، فالمرحلة لم تعد تحتمل وجود مزيد من الانقسام والتفتيت والتمزيق لهذه الأمة جغرافياً وديمغرافياً.
ختاماً، وبالتزامن مع استمرار هذه الحرب الشعواء على وفي اليمن الذي “يعاني أكثر من 90 في المئة من أهله من فقر وضنك الحياة، ومع كلّ هذا وذاك ما زالت كرامة وعزة الشعب اليمني مضرب مثل لكلّ من عرف هذا الشعب”، فقد لاحظ جميع المتابعين كيف أطلّ علينا في الفترة الأخيرة بعض من يدّعون أنهم فلاسفة الإعلام ومنظرو التحليل الفوقي ويدّعون أيضاً أنهم مثقفون عرب وما هم إلا أصحاب عقول وأفكار ضحلة، هؤلاء الذين يقرأون الواقع وفق ما يشتهون ووفق ما يرسمون في مخيّلاتهم لكسب شهرة أو لبيع ذمة، فهؤلاء عندما يروّجون لاستمرار الحرب على اليمن ألا يعلمون أنّ نتائج ومكاسب هذه الحرب ستكون على حساب دماء الأبرياء وجثث الأطفال ودموع الثكالى، وهذا إنْ دلّ على شيء فهو لا يدلّ إلا على غباء وحمق يعيشه بعض هؤلاء، فما هكذا تورد الإبل يا حمقى الإعلام.
*كاتب وناشط سياسي – الأردن.
[email protected]