24 ديسمبر، 2024 2:03 ص

عين الأسد وشيوخ اللئام

عين الأسد وشيوخ اللئام

مرة اخرى تدخل ” قاعدة عين الاسد ” سجل العملاء والجبناء بصفحاته الملطخة بدم الشرفاء من ابناء الانبار وهم يقارعون فلول الاحتلال بعد ان جمعتهم من قبل على مائدة المجرم بوش ، لينثر على رؤوسهم حفنة من رزم الدولارات ،كما ينثر الزبانية اموالهم على رؤوس الغواني وبنات الملاهي في الليالي الحمراء ، اليوم يتكرر المشهد بنفس الوجوه او ربما زاد عليهم ثلة من المارقين الذين لم يكتبوا يوما في تاريخ حياتهم على مر الايام جملة او عبارة معصومة من الذل والمهانة ، علها تشفع لهم في دنياهم التي تسبق اخرتهم يوم يكون الحساب .
بعد مرور شهرين على لغة الرصاص الحكومي تجاه أبناء الانبار وفي تطور جديد على المشهد العراقي . تخلله صمت لاسلكي وحظر جزئي واغلاق للطرق التي تربط بغداد بالأنبار ، حطت طائرة رئيس الوزراء نوري المالكي العسكرية ادراجها في قاعدة الأسد الجوية . في خطوة علها تنقذ الحكومة من  مازقها التي وضعت نفسها فيه بعد ان زجت بقطعاتها العسكرية في معركة ظاهرها مقارعة الإرهاب في صحراء الانبار وباطنها قصف عشوائي بالمدفعية والطائرات لمدينتي الفلوجة والرمادي ، كان نتاجها العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى في معركة حولت الأبناء الى أعداء والرابح فيها خسران ،
تبختر المالكي امام قواته التي تحيط به من كل صوب ، ملوحاً بيده في إشارة تعيد للناظر صورة ترسخت في ذاكرة العراقيين لا يمكن ان تتكرر لأي رجل اخر ، تنفس الرجل الصعداء وهو يرى حشد من الشيوخ التي تعتمر فوق رؤوسها ” العقال ” وتلف أجسادهم العباءة العربية فانتعشت سريرته وهم يمدون ايدهم الملطخة بدماء الاحرار ، مصافحين ومتذللين لسيدهم الذي سينعم عليهم في اخر المطاف بأموال تفوح منها رائحة لا تشمها الا الانوف الابية ، اما متلقيها الذين اعتادوا على رائحتها فيجدونها شبيهة برائحة أجسادهم التي تكتنز كل شيء الا ” عرق الحياء ” .
اكثر ما شدني هي الصورة التي جمعت ” وسام الحردان واحمد أبو ريشه ” اللذان ما كانا ليجتمعا يوما تحت سقف مشترك لو لا وجود سيدهم الأكبر ، هؤلاء اكثر الناس معرفة بالأخر ، لانهم يتسابقون في تقديم الولاء والطاعة واكثر الناس شهرة في تمثيل الأدوار وارتداء الأقنعة عندما يكلفهم ولي نعمتهم بتنفيذ أوامره والانصياع لرغباته التي ينفرون لها خفافا
الأول وشى بالثاني بانه هو من ادخل ” داعش ” الى الانبار وجعل من مزارعة ملاذاً امناً لهم ، حيث كان فرحاً ومتحمساً في زف البشرى والخبر الى ” اولي الامر ” عله يغدق عليه بحلاوة الخبر ، متناسياً بغبائه المفرط ان هذا الخبر او السر الكبير والخطير هو من صناعة الممسكين بزمام الأمور في المنطقة الخضراء الذين أعطوا ضوئهم الأخضر الى أبو ريشه ان يشرع بتنفيذ الصفحة الأولى من التآمر على ارض الاخيار .. الانبار .
السلام ثم السلام ثم السلام على الرجال الذين اوفوا بوعودهم وعهودهم ، فازدادوا رفعة واباءا ولا سلام على الذين تبرئت منهم الديار والاخيار وقبلهم تبرأ البشر والشجر والحجر .