السماء تتفاعل مع الأرض , وعلاقتهما متينة , ولا يمكن فصل سلوك السماء عما يجري فوق الأرض , فكيف تكون الحالة القائمة تحت السماء تتحدد آليات تواصلها معها.
ويبدو أنه قانون كوني نغفله ونتجاهل عواقبه , ومعطياته الفاعلة في وجودنا على مر العصور , فالسماء تستجيب لما يحصل في الواقع الأرضي وليس العكس.
وإستجابات السماء منظورة وخفية , وإرادتها فعل واضح ومؤثر أو مستتر ومدمر.
فإذا حَسُنَت أعمال أهل الأرض كافأتهم السماء بعطاء يناسبها , ويعزز تواصلها وتنميتها , وإذا ساءت أعمال أهل الأرض عاقبتهم السماء بما يؤدبهم ويوقظهم من طيشهم.
فالعلاقة تكافلية لا تطفلية بحتة.
والأمثلة على هذه العلاقة كثيرة لكنها لا تبرز بوضوح ولا يتأملها الناس , ولا تخطر على بالهم , وهي فاعلة فيهم كل يوم.
فعندما نهتم بزراعة الأشجار ونكسي التراب حلة خضراء , تتعاطف السماء مع السلوك الإيجابي وترسل الأمطار مدرارا.
وعندما ينتشر السوء والظلم والعدوان بين البشر ويتحقق العداء لأسباب الحياة , فالسماء ترسل جيوش غضبها وتمحق أسباب التفاعل السلبي فوق التراب.
وجيوش السماء لا تعد ولا تحصى , وتفد بأساليب تتناسب والسلوك السيئ المتحقق بيننا.
وهذا ليس بتخريف أو إعتقاد بوهم , وإنما كشف لقوانين لا ندريها.
فهل لنا أن نرعوي ونرى صورتنا بوضوح في السماء , ونعمل على تحسينها وتجميلها بالفعل الطيب , والعمل الصالح الذي يمنحنا السعادة والطمأنينة والأخوة والوئام؟
تساؤل بحاجة لمجاهدة وإنتصار على النفس الأمارة بالسوء!!