“إيران واير” : لماذا تلا “خامنئي” على ميليشيا “الباسيج” الآية “139” من سورة آل عمران ؟

“إيران واير” : لماذا تلا “خامنئي” على ميليشيا “الباسيج” الآية “139” من سورة آل عمران ؟

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

تلا المرشد الإيراني؛ “علي خامنئي”، خلال لقاء أعضاء ميليشيا “الباسيج”؛ (في بداية الأسبوع الحادي عشر على إنطلاق الاحتجاجات الإيرانية)، الآية (139) من سورة آل عمران، وطلب إليهم المحافظة على معنوياتهم واستعدادهم، فما معنى هذه الآية ومغزى خطاب “خامنئي” ؟.. بحسب “فرامرز داور”؛ في تقرير نشره موقع (إيران واير).

تحفيز ضد الهزيمة..

وكان “خامنئي” قد امتدح؛ في خطابه الذي استغرق مدة ساعة، للعديد من قيادات وأفراد ميليشيا (الباسيج) بمقر بيت المرشد، واختم الحديث بقوله: وصيتي إليكم هي قوله تعالى: (وَلَا تَهِنُواْ وَلَا تَحْزَنُواْ وَأَنتُمُ ٱلْأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) الآية (139) من سورة آل عمران.

وقد روى “أبو جعفر محمد بن حسن الطوسي”؛ من فقهاء الشيعة في القرن الرابع الهجري، أن هذه الآية نزلت في مواساة المسلمين بسبب عدد القتلى والمصابين في غزة “أُحد”، إذ اراد الحق سبحانه وتعالى ارعاب الكفار، ولذلك أمر المسلمين بتتبع المشركين، ونهاهم على سبيل التحفيز عن الحزن وأن يتمسكوا بالله إذا كانوا بالفعل يؤمنون.

وكان رسول الإسلام (ﷺ) قد شهد غزوة “أُحد”، حيث تعرض جيش المسلمين للهزيمة، والسبب بحسب الروايات والمعتقدات الإسلامية؛ هو “عدم طاعة القائد”، ولذلك فقد تركت الهزيمة ثأثيرها على معنويات المسلمين.

يقول المفسرون في شرح الآية (139) من سورة آل عمران، إنها نُزلت لخطاب أتباع الرسول (ﷺ) بضرورة المحافظة على المعنويات عند التعرض للهزيمة لا قدر الله، حينها سيكون النصر حليفهم.

العنف في وجه الاحتجاجات..

و”خامنئي”؛ يعتبر نفسه الولي الفقيه لـ”الجمهورية الإيرانية”، ووارث الأئمة الشيعة في ظل غيبة الإمام الثاني عشر؛ الذي هو خليفة رسول الله (ﷺ)، وفق المعتقدات الشيعية.

وهو يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، وتخضع ميليشيات (الباسيج) والجيش و(الحرس الثوري) والشرطة لقيادته. وخلال الأسابيع العشرة الأخيرة انتشرت الاحتجاجات في عموم “إيران”، وهتف المتظاهرون ضد “خامنئي”، بشكلٍ مباشر وقواته المسلحة.

وجاءت إجابة المرشد الإيراني بإنكار وجود متظاهرين، في حين اتخذت إجابة القوات المسلحة شكل القمع الوحشي والدامي للمتظاهرين، مع هذا مازال المتظاهرون يقامون بصمود أمام عمليات القمع.

ولا تقتصر المقاومة على الجانب الفيزيائي فقط، وإنما ردد المتظاهرون شعارات ضد “خامنئي” وقواته المسلحة، دون رفض استخدام الإهانات التي لطالما خاطب بها المرشد الشعب الإيراني. وحتى في المظاهرات، يصطدم المواطنون مع القوات المسلحة رغم احتمالات الموت، ودافعوا عن أنفسهم ضد هجمات القوات المسلحة المميتة عليهم.

ورغم ذلك؛ ماتزال الاحتجاجات مستمرة حتى الآن؛ حيث تنشغل قيادات (الباسيج) بقمع المواطنين والاعتداء عليهم بالتعاون مع القوات المسلحة ورجال الأمن في الزي المدني، لكن لم تُعد هناك إمكانية للعودة إلى مرحلة ما قبل اندلاع الاحتجاجات إثر مقتل “مهسا أميني”.

وحتى في حال نجحت الحكومة من خلال العنف وارتفاع معدل الخسائر البشرية في صرف المواطنين عن الاحتجاج مؤقتًا، فإن “خامنئي” يعلم جيدًا، وكذلك القوات التي تخضع لإمرته، طبيعة موقف المواطن الإيراني والمجتمع العالمي، وإنهيار شرعيتهم وشعبيتهم حتى بين أنصار النظام.

لذلك ينصح المرشد الإيراني وقاداته العسكرية أنفسهم وقواتهم بعد إنتهاء الاحتجاجات والفشل في كسب الشعب، بالمحافظة على معنوياتهم وعدم الحزن والضعف، إذ من المحتمل أن يحتاج إلى الاستفادة منهم في القمع لفترة طويلة.

لكن قد يكون لخطاب “خامنئي” معنى آخر، وهو أنه للمرة الأولى يصدر إشارات واضحة على الضعف والحزن مع عدم وضوح مقدار هذا الضعف بين أفراد آلته القمعية؛ وهي رؤية وإن كانت غير مسبوقة حتى اليوم، فهي على الأقل نادرة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة