19 ديسمبر، 2024 2:02 ص

الأقلام التي تتناول أحوال الأمة تميل للتعميم والتعتيم والتصميم (من الصمم) , والتضخيم , فتتناول حالة في دولة من دولها (22) , وتعممها على الأمة , فكأنها متمثلة بتلك الدولة أو بغيرها لوحدها , وهذا إقتراب تعسفي سلبي بعيد عن الموضوعية والعلمية.
فتقرأ مقالات لمفكرين وتجدها منسوجة على ذات المنوال الداعم لجلد الذات , وخلاصتها : الأمة في أتعس أحوالها , ويدب فيها التمزق والإنقراض.
إن أمة مؤلفة من (22) دولة لا تتحطم , وإن أصيبت دولة فيها بأذى وتخريب وتدمرت , وفعل فيها الطامعون ما فعلوا , فأن دولا أخرى ستنهض لتعيد دورها وقيمتها.
في التأريخ عندما سقطت بغداد (1258) , إنطلقت من مصر إرادة الأمة , وقضت على المعتدين في معركة (عين جالوت) (1260) , وفي الزمن المعاصر سقطت بغداد ونهضت عواصم أخرى في دول عربية , فصار لها شأن في مسيرة الحياة.
المغرب العربي ينهض , مصر تنهض , دول الخليج تتناهض , العقول العربية في دول الأمة تبدع وتتفاعل.
إن هذه الأمة الكانزة لمواصفات حضارية متميزة ونادرة , لا تنهار بسبب دولة تهاوت هنا وأخرى هناك , فطاقاتها تتكاتف وتتآلف وتفصح عن جوهرها.
فبرغم ما يُقال فأبناؤها يفرضون إرادتهم , ويساهمون بأدوارهم , ويتفاعلون مع العقول في ميادين الحياة كافة.
فالأمة بخير وستشق طريقها المعبّر عن قدراتها , فشبابها الصاعد الطامح يمثل مستقبلها الوضاء المجيد , وستكون بهم , وسيعبّدون دروب تأكيد ذاتهم الحقيقية , رغم المصدات والصعاب.
أمتنا حية لا تعرف الأفول والجمود والإستكانة , وإن كبت فنهوضها حتمي قريب!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات