17 نوفمبر، 2024 4:45 م
Search
Close this search box.

الإدارة الامريكية و زهايمر السياسة

الإدارة الامريكية و زهايمر السياسة

لا ندري لماذا كل هذا الاستخفاف الأمريكي بالراي العام العالمي، وتصرفات الإدارات الامريكية المتعاقبة على السلطة، وآخرها إدارة العجوز ” الخرف ” جو بايدن ، الذي بات اليوم أضحوكة للعالم ، وجميع خطواتها وتآمرها على العالم أصبحت مكشوفة ، وفي آخر فضيحة له حادث ، اثبت العجوز الأمريكي بانه مصاب ” بالزهايمر ” ، وانه لم يعد يفرق ما بين ” الفلوجة و خيرسون ” ، وفي ذات الوقت ، تؤكد إدارة بايدن جميعها بأنها قد أصيبت هي الأخرى ” بالخرف ” ، ولم تعد تعرف ما تصرح به أمس ، لتعود في اليوم الاخر، بتصريحات جديدة تنفي ما سبقها .
وآخر فضائح الإدارة الامريكية، هو ما أعلنته وزارة خارجيتها، بأن واشنطن تنتظر إشارات حول استعداد روسيا لإجراء محادثات جادّة بشأن أوكرانيا ، وأعتبر المتحدث باسم الخارجية نيد برايس، أن “روسيا تتحمل مسؤولية أن تثبت ليس فقط بالأقوال وإنما بالأفعال أنها مستعدة للمفاوضات، وهو ما سمعه العالم بوضوح من أوكرانيا”.
التصريح الأمريكي يناقض نفسه بنفسه ، فالكريملين ما فتأ في القول مرارا وتكرارا ، بأن روسيا منفتحة على المفاوضات مع أوكرانيا، إلا أنه ليس هناك فرصة لمواصلة هذه المفاوضات حتى الآن ، وبحسب المتحدث بأسمه ديميتري بيسكوف ، فإن الجانب الروسي يظل منفتحا لتحقيق أهدافه من المفاوضات، لافتا انتباه الجميع ، أكثر من مرة ، إلى حقيقة أن روسيا في الوقت الراهن لا ترى مثل هذا الاحتمال، حيث تم إغلاق هذا الملف من قبل كييف، وتحول إلى قانون عدم استمرار أي مفاوضات مع الجانب الروسي .
والموقف الروسي تعزز أيضا بتصريح نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو ، بأن روسيا ليس لديها شروط مسبقة لإجراء مفاوضات مع أوكرانيا، باستثناء الشرط الرئيسي، “أن تظهر أوكرانيا حسن النية” ، ونعتقد والحالة هذه ، لا يوجد اكثر من هذين الجوابين صراحة للموقف الروسي ، ولكن يبدو ان الخارجية الامريكية تحاول ” الاستخفاف ” بعقول المتلقين ، من خلال رسم صورة مغايرة عن حقيقة ان روسيا تريد المفاوضات ، ولكن اذا ما توفرت ” النوايا الحسنة ” الأوكرانية والأمريكية على حد سواء ، وبالتالي فإن واشنطن ” تتغافل عن عمد ” ، وتتهرب عن الإجابة على الرد الروسي .
أما الرئيس الأمريكي وحده حكاية غريبة ، لذلك يأخذ النصيب الأكبر من هذه الفضائح ، حتى ان المحيطين به يحثونه دائما الى عدم التصريح والالتزام بتعليماتهم التي يسلمونها إياه قبل أي مناسبة ، و لا تقصر ” زلاته اللسانية والفكرية ” على ما يخص الشأن الاوكراني فحسب ، بل في كل مناسبة ومكان يتواجد فيه ، فهو نفسه القائل بأن ادارته لا تتدخل في رأي السلطات الأوكرانية ” ومهرجها ” زيزو ، وان العودة للمفاوضات متروك للحكومة الأوكرانية ، ولا دخل للولايات المتحدة في ذلك ، وان واشنطن لا تعطي صكوك بيضاء لأوكرانيا ، لكنه يعود بالتصريح في مناسبة أخرى ، على عكس ما قاله سابقا ، ليخرج علينا بتصريح يقول فيه ” إنه لا يرى سبلا لحل الصراع في أوكرانيا دون انسحاب القوات الروسية من هناك ” ، وبذلك ينصب نفسه بانه صاحب الامر الناهي في الازمة ، ونسى انه استبق تصريحاته هذه بتصريحات أخرى ، تناقض الأخير بالشكل والمضمون.
ومستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي جيك سوليفان، رغم صغر سنه بالمقارنة مع رئيسه ” الخرف ” ، لكن على ما يبدو ، انه قد تلقى عدوى ” الزهايمر ” من رئيسه ، ففي كل لحظة له ” نبرة ” ، ولكي يدافع عن ” عجوزه ” ، وبحسب المثل القائل ” جاء يكحلها عماها ” ، فانه يردد أن واشنطن لا تمارس ضغوطا على كييف بشأن مسألة المفاوضات مع موسكو، لكنها تقدم المشورة كشركاء وإظهار “دعمنا” إلى كييف ، ليكشف مصدر أمريكي وهو مستشار سابق للبنتاغون، إن جيك سوليفان طلب من زيلينسكي أن يكون لطيفا وأن “يعطي الانطباع الواهم ” ، بأن كييف تريد الدخول في مفاوضات سلام مع موسكو، حتى لو لم ينفع ذلك” ، وذكر العقيد دوغلاس ماكغريغور في مقابلة مع قناة Judging Freedom على “يوتيوب”، أن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان وفلاديمير زيلينسكي اتفقا على التظاهر بوجود رغبة عند كييف لإجراء مفاوضات سلام مع روسيا ، وأن سوليفان أكد للرئيس الأوكراني أن واشنطن ستفشل أية مفاوضات بين موسكو وكييف ، وإن سوليفان أوصاه بعدم القلق حتى وإن استجابت موسكو لأي مبادرة لعقد مفاوضات، لأن واشنطن ستعمد بطريقة أو بأخرى لإفشال أي مفاوضات بين الطرفين ، والإشارة إلى أن الرئيس جو بايدن قد يرسل قوات أمريكية إلى أوكرانيا .
ان الدوافع الامريكية تجاه الازمة الأوكرانية ، تتكشف يوما بعد يوم ، وإن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” ، لا يؤمنون بقرب بدأ مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا ، وإن مفاوضات السلام الجادة بين أوكرانيا وروسيا غير مرجحة في المستقبل القريب ، لذلك ووفقا لما أشارت اليه صحيفة “واشنطن بوست”، فأن إدارة الرئيس جو بايدن تطلب بشكل خاص من القيادة الأوكرانية إظهار الانفتاح على المفاوضات مع روسيا.
وبتنسيق جاد ، يواكب ما تطرحه الإدارة الامريكية ، يزعم الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أنه “لم يغلق الباب” أمام المحادثات مع موسكو، وأعلن أنه لا يستبعد إجراء محادثات سلام مع السلطات الروسية وقال “أنا لم أغلق الباب، قلت إننا مستعدون للتحدث مع روسيا، لكن مع روسيا مختلفة، جاهز للسلام ” ، والملاحظ ان تصريحات الرئيس ” المهرج ” جاءت بعد ساعات ، من اعلان الإدارة الامريكية ، ضرورة ان الإعلان الظاهري من قبل ” زيزو ” ، رغبته في العودة الى المفاوضات التي رفضها قبل ذلك جملة وتفصيلا ، وأكد في أكتوبر الماضي ، إن كييف مستعدة للتفاوض مع موسكو، لكن إذا كان هناك رئيس آخر في روسيا، واتضح بعد ذلك ، ” نفاق ” الادارتين الامريكية والاوكرانية بذلك .
واتضح فيما بعد إن الولايات المتحدة هي من طلبت من زيلينسكي أن ” يوهم ” العالم وروسيا ، باستعداد كييف للمفاوضات مع موسكو، لأن الدول الغربية بدأت تتعب من أوكرانيا ، وكتبت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، نقلا عن مصادر، أن التغيير في موقف الرئيس الأوكراني حدث بعد أيام قليلة من زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إلى أوكرانيا.
ومن وجهة النظر الروسية ، فبالإضافة الى الموقف الأمريكي المنحاز لأوكرانيا ، فأن حلف الناتو هو الاخر ، يعيق التوصل لحل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية ، وأن بعض البلدان الغربية التي تحرك نظام كييف كيفما تشاء، ليست معنية بإيجاد حل دبلوماسي للأزمة في أوكرانيا، وأنه ليس من قبيل الصدفة، أن تعمد دول الناتو على إغراق نظام كييف بالأسلحة، وتزويد قواته التي لا تمتلك كفاءات عالية بمعدات تتطلب فرقا من الخبراء ليتمكنوا من استخدامها، ولا تكف عن إرسال المرتزقة الأجانب لمساندته ، وأن أهداف الغرب في أوكرانيا لا تنحصر في نطاق مساندة نظام كييف في معاداة روسيا وحسب، بقدر ما تهدف لاختبار معداتها العسكرية ومعايير المواجهة مع روسيا، ومع ذلك ، يؤكد نائب ممثل روسيا في منظمة الأمن والتعاون الأوروبية مكسيم بوياكيفيتش ، ان أوروبا تشهد تصاعدا ملحوظا في وتيرة الأصوات الأكثر عقلانية من منطق إدراكها أن ثمن الروسوفوبيا باهظ جدا.
إن روسيا ترى في لعبة ” المهرج زيزو ” وشروطه للمفاوضات مع روسيا بانها ” سخيفة ” ، وسيمثل زيلينسكي نفسه بشكل جيد في مسرح العبث ، وكتب رئيس لجنة مجلس الاتحاد الروسي للدفاع والأمن فيكتور بونداريف ، في قناته على “تلغرام” ، “سيكون من الرائع أن يكون زيلينسكي ممثلا في مسرح العبث.. وهل المطالب التي طرحها اليوم كشروط للمفاوضات مع روسيا ليست عبثية؟” ، والاشارة الى أن عودة مناطق دونباس و خيرسون وزابوروجيه إلى روسيا هي استعادة لوحدة أراضيها، لأن هذه الأراضي روسية في الأصل ولم يتم عزلها بشكل غير قانوني إلا في تسعينيات القرن الماضي .

وبناء على ما تقدم ، يبدو انه من السابق لأوانه الحديث عن اتجاه ثابت نحو تسوية دبلوماسية ، كما يؤكد فيودور لوكيانوف ، عالم السياسة ورئيس تحرير مجلة روسيا في الشؤون العالمية ، لأن الولايات المتحدة تدرك جيدا أن زيلينسكي سيطرح شروطاً غير مقبولة على الإطلاق لروسي وبالتالي ستفشل مبادرات السلام – وستكون لواشنطن يد طليقة في تقديم المزيد من الإمدادات العسكرية ، بالإضافة إلى ذلك ، سيكون هناك ضغط إضافي على الاتحاد الأوروبي ، حيث يتزايد الاستياء من اللاجئين وجميع المطالب الجديدة لكييف.
كما أن مثل هذا الطلب من قبل الولايات المتحدة لا يرتبط على الإطلاق بالرغبة في إجبار أوكرانيا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات ، ولكن بمحاولة لمنع الانقسام بين الحلفاء ، بسبب مخاوف من صراع طويل الأمد و إن الاستياء من العواقب الاجتماعية والاقتصادية للأعمال العدائية ينضج في عدد من الدول الغربية ، وهذا هو السبب وراء سماع تصريحات من أجزاء مختلفة من العالم بشكل متزايد بأن المهمة الرئيسية للمجتمع الدولي الآن هي جلب روسيا وأوكرانيا إلى طاولة المفاوضات ، لكن رفض كييف العلني للحوار مع موسكو أثار بالفعل القلق في أجزاء من أوروبا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية ، خاصة ، حيث تكون عواقب الصراع في ارتفاع أسعار الغذاء والوقود والسلع والخدمات الأخرى محسوسة بشدة.
وخلاصة القول هو أن مركز صنع القرار ليس في “لجنة واشنطن الإقليمية” ، ولكن في الشركات التي تنتج الأسلحة والذخيرة ، والتي تعتبر مساعدة نظام زيلينسكي النازي بمثابة كريمة لاذعة للقطط ، ولا تزال الكثير من الأموال المخصصة لكييف في أمريكا في أيدي مجمعها الصناعي العسكري (MIC) ، والذي تم عرض أهم 100 شركة في تقرير أفضل 100 مقاول ، وخصوصية المجمع الصناعي العسكري الأمريكي هو أنه مرتبط بشدة بإدارة الرئيس الحالي – فبعض الشركات تنتمي بغباء إلى الزوجين كلينتون ، والنقطة أيضًا هي أن أساس الطاقة الإنتاجية يتكون من مصانع تم بناؤها بالكامل بأموال الدولة وتحويلها إلى اهتمامات للإدارة حتى في ظل بيل وباراك ، ومثل هذا النهج يجعل من الممكن توسيع إنتاج الأسلحة في وقت قصير وعمليًا دون أي تكاليف أثناء صعود الوضع العسكري ، وفي نفس الوقت يلغي الحاجة إلى إعادة بناء المصانع على نفقتها الخاصة عند التحول إلى أنواع جديدة من أسلحة.

أحدث المقالات