المنطقة بدولها الإقليمية والعربية ذات أهمية كبيرة وفيها ثروات عظيمة , والمشكلة أن دولها لا تستطيع الإستثمار في قدراتها , وتعودت التعادي والتنافر والصراعات الدامية , والسلوكيات الساعية لإنهاك بعضها.
ومن القوة لو أنها تفاعلت بإيجابية , وأقامت تحالفاتها التي تضمن مصالحها , وتؤسس لموانع ضد الطامعين بها , غير أنها تواصلت في تفاعلاتها السلبية , وتعاونها مع أعدائها , وتآمر بعضها على البعض الآخر , ولا تزال تدور في ذات الدوامة القاسية المنهكة , التي آذت الأجيال وحرمتهم من فرص العطاء الأصيل , والتفاعل السامي النبيل.
والموجع حقا , أن الدول الإقليمية تعادي دول الأمة , وتأتي في مقدمتها إيران التي تفكر بمطامع إمبراطورية عفا عليها الزمن , وفعلت ما فعلته في عدد من الدول , وتغلغلت في مراكز قياداتها , وأوجدت فيها مجاميع تدين بالولاء لها , ولا يعنيها المصالح الوطنية والإنسانية , فالمهم فرض الهيمنة وتأكيد الإرادة العقائدية مهما كان الثمن , وكأنها في جزيرة معزولة عن الدنيا , وكأن العقيدة هي الوسيلة التي ستصنع أحلامها بموجبها.
ونحن في القرن الحادي والعشرين الذي تهاوت فيه العقائد بأنواعها , وتراجعت الأحزاب وأنظمة الحكم المتوهمة بالقدرة على القبض على مصير الآخرين , وفقا لما تمليه المصالح والتطلعات الخفية والعلنية.
فهل هذا سلوك يتوافق مع العصر؟
إن عقليات ورؤى وتصورات القرن العشرين , أصبحت فاسدة في القرن الحادي والعشرين , فلن يدوم ما كان فاعلا قبل بضعة عقود , فالربع الأول من القرن الحادي والعشرين أوجد مسلمات , ووضع سكة المسيرة التي ستسير عليها الأجيال فيما تبقى من عقوده.
وما يحصل في إيران , أن عقلية القرون الغابرة مهيمنة , بعقائدها المتعنتة المشبعة بالأوهام والأضاليل والخرافات والسرابات.
وهذا السلوك لا يتوافق مع العصر المتسارع الخطوات , والتغييرات اللازمة لتحقيق البقاء والتمكن المطلوب , وكأي نظام عقائدي متمترس في ذاته وموضوعه , سينتهي إلى أباديد , والأمثلة متكررة وقريبة من حولنا , فالعصر الهدّار سيقضي على المتكبر الممعنبالإصرار على الإندثار , ففي زمن التفاعلات التواصلية الخاطفة , تعرَّت الحياة , وإتضحت حقوق الإنسان في كل مكان , وما عادت العقائد ذات شأن!!
فهل من قدرة على صناعة تحالف إقليمي مفيد؟!!