18 ديسمبر، 2024 11:41 م

أضواء على كتاب الإجتهاد والتقليد( 30 )

أضواء على كتاب الإجتهاد والتقليد( 30 )

(مسألة 6) يشترط فيمن تقلده ما يلي :

أولاً ـ الإسلام.

ثانياً ـ الإيمان .

ثالثاً ـ العدالة.

رابعاً ـ الذكورة .

خامساًـ طهارة المولد .

سادساً ـ التكليف بمعنى أن يكون بالغاً عاقلاً .

سابعاًـ الحياة للتقليد ابتداءاً .

ثامناًـ الاجتهاد .

تاسعاًـ الأعلمية على الاحوط وجوباً.

عاشراً ـ عدم السفه وأضرابه من العيوب الذهنية والنفسية.

ومع التساوي يتخير والأحوط أن يعمل بأحوط القولين.

———————————————————

سابعاً: الحياة للتقليد ابتداءاً.

—————————-

قلنا فيما سبق أن هذا الشرط خاص بالتقليد الابتدائي، وبحسب ما ذكرته فيما سبق في شرح مسألة (4) هو تقليد المكلّف المجتهد لأول مرة ، ومن هنا بَحَثَ الفقهاء مسألة جواز تقليد الميت ابتداءاً؟ وقد اختلف الفقهاء في ذلك، فالقائل بجواز تقليد الميت ابتداءاً لا يشترط الحياة في التقليد الابتدائي.

أمّا القائل بعدم الجواز، فإن فتوى عدم الجواز ناشئة من الحكم الوضعي الشرعي، وهو شرطية الحياة للتقليد الابتدائي.

والسيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) يشترط الحياة في التقليد الابتدائي، بمعنى أنه يُفتي بعدم جواز تقليد الميت ابتداءاً.

وهذه المسألة من المسائل المهمّة، وبالرغم من كونها مسألة خلافية، إلا أننا نسمع من الكثير من أنصاف المتعلمين وطلاب العلم وعلى حد تعبير السيد محمد الصدر (قدس سره) في أحد دروسه ((مِن أنصاف الفضلاء))، نسمع العجيب الغريب منهم بخصوص مسألة تقليد الميت ابتداءاً، حيث أنهم يشنون حرباً ضروساً وشعواءاً على كل مَنْ يقلّد الميت ابتداءاً، وكان المفروض عليهم أن يتفقهوا جيداً قبل أن ينطقوا حرفاً واحداً.

وقد كتبت بخصوص هذا الموضوع أكثر من ثمانية بحوث، شرحت من خلاله هذه البحوث مسألة الجواز وعدم الجواز، لأنها مسألة خلافية وليست إجماعية!

إن من الواضح من خلال هذا الشرط أن السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) لا يجوّز تقليد الميت ابتداءاً ، ولكن هل يجوز العمل بهذه الفتوى حتى بعد استشهاده (قدس سره) ، أم إن فعليّة هذه الفتوى مقيّدة بحياته الشريفة؟ لاشك أن فعلّية هذه الفتوى في حياته الشريفة هو القَدَر المتيقن، ولكن هل تستمر فعلّية هذه الفتوى بعد وفاته؟

الجواب هو استحالة العمل بهذه الفتوى بعد استشهاده (قدس سره)؛ وسبب الاستحالة هو أن الفرد في وقتنا الحالي إذا امتنع عن تقليد الميت ابتداءاً اعتماداً على فتوى السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره)، فإنه قد قلّد الميت ابتداءاً ، لأنه قد عمل اعتماداً على فتوى السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) وهذا مصداقاً واضحاً لتقليد الميت إبتداءاً!

والغريب العجيب أننا نسمع من بعض الشيوخ! وطلبة العلم أنهم يشنون الحرب الشعواء على كل فرد يُقلّد السيد الشهيد محمد الصدر(قدس سره) إبتداءاً؛ ودليلهم هو أن السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) لا يجوّز تقليد الميت ابتداءاً!
وهم لم يلتفتوا ولم يُدركوا أنَّ دليلهم غير تام، بل ومستحيل، ويلزم منه تقليد الميت ابتداءاً، بمعنى أنَّ هذا الدليل يتوقف على تقليد الميت ابتداءاً، من أجل عدم تقليد الميت ابتداءاً. وهذا من قبيل اجتماع النقيضين وهو مستحيل.فهل أنتم ملتفتون؟
وسيأتي إن شاء الله في شرح مسألة (7) بيان بعض المسائل التي تكون فعلّيتها فقط في حال حياة المجتهد، بمعنى انتفائها في حال موت المجتهد، وهذه المسألة منها؛ من خلال استحالة وتعذر العمل بهذه الفتوى (شرطيّة الحياة في التقليد الابتدائي) إعتمادا على المجتهد الميت فيكون القول الفصل في هذه المسألة الخلافية (تقليد الميت إبتداءا) هو قول الحي الجامع للشرائط .

إنَّ هذا الشرط يكون ساري المفعول في حياة السيد الشهيد محمد الصدر (قدس سره) وقد انتفى بموته؛ لأن العمل به مستحيل ويلزم منه الدَور واجتماع النقيضين على حد سواء.
وقد قتُ فيما سبق أن شرائط التقليد الابتدائي عددها عشرة، بينما شرائط التقليد البقائي عددها تسعة؛ لأن الحياة ليست شرطاً للتقليد البقائي.

وللحديث بقية اذا بقيت الحياة….