موسكو لم تقم ولم تتخذ ايّ اجراءٍ او سلوكٍ يمثّل ايّ خطرٍ على الجيوش الأوربية او يهدد أمنها القومي , منذ بدء الحرب الأوكرانية – الروسية في شباط \ فيبراير الماضي وحتى ما قبلها .. الأبعد من ذلك وفي أبعادهِ الأخريات , فمنذ انهيار الإتحاد السوفيتي السابق وتفكّك حلف وارشو في 26 \ 12 \ 1991 ومن ثَمَّ انفصال واستقلال الغالبية العظمى من دول المعسكر الإشتراكي , فلَمْ يعد من خطرٍ ما مفترض من موسكو على هذه الدول المنفصلة ولا على الدول الأوربية الأخرى لا في مدياتٍ قصيرةٍ ولا بعيدة .. وإذ النزاع والصراع الأوكراني – الروسي له موجباته او مسوّغاته المبررة محصوراً بين كلتا الدولتين , لكنّ اندفاع وانهماك معظم دول القارة الأوربية ” المسمّاة في الجيوبوليتيك بالقارّة العجوز ” في ارسال وتزويد حكومة زيلينسكي بأحدث الأسلحة وتقنياتها المتطورة مجّاناً بغية قتل اكبر عدد من الجنود الروس , فإنّه يصطدمُ ” وبعنفٍ ” بعلائم استفهامٍ مجسّمة وكأنّها مضخّمة ومدبّبة ! , فلا مبرراتٍ للإندفاع والإنبطاح أمام الإدارة الأمريكية الحاليّة لبذخ اموال وتكاليف زجّ هذه الأسلحة بدءاً من الصواريخ المضادة للدروع وللطائرات , وكذلك صنوف المدفعية الذاتية الحركة وسواها من من منوّعات السلاح الأخرى , ولعلّ ما يوازي ذلك في تسخير كلّ تقنيات الرصد والمراقبة الفضائية والجوية وآليّات التجسس الأخرى , فهذه التكاليف والمصاريف الملياريّة المجانية ” دونما مقابل ” كأنها قد تزامنت وتناغمت بعمدٍ او بدونه , او بصورةٍ غير مباشرة لمضاعفات الحرب الدائرة , في انخفاض معدلات استهلاك الطاقة عالمياً , ومع ما يترتّب عن ذلك من من انبثاق أزمة الغاز والوقود في هذهنّ الدول الأوربية , ويتجسّدُ ذلك اكثر فأكثر بتزامنٍ آخرٍ كأنّه متواؤم ” بالجملة وليس بالمفرد ! ” في الإضرابات الأقتصادية في هذه الدول والتي تصاحبها اضرابات العمّال في مجالاتٍ شتى سيما في نطاق قّطاعات النقل المختلفة ومحطات الوقود وما الى ذلك من مرادفات .! , والنقطة المجهولة في ذلك تتمحور حولَ كم ستستمرّ هذه الحالة الإجتماعية – السياسية الأوربية .؟ والى ايّ مدىً ! وهل سينعكس ذلك على وقف إمداد اوكرانيا بالأسلحة والذخيرة وسُبُل ومتطلبات الآلة العسكرية للجيش الأوكراني .!
يؤخذ بالإعتبار ايضاً الإنتخابات النصفية للكونغرس الأمريكي في مطلع تشرين الثاني \ نوفمبر مع احتمالاتٍ مفترضة لفوز الحزب الجمهوري , وانعكاسات ذلك على توجّهات الإدارة الأمريكية في موقفها من حكومة ” كييف ” مع استبعادٍ اوليٍّ للتغيير الجذري .. والى ذلك كذلك فإنّ موقفامين عام الأمم المتحدة الأستاذ انطونيو غوتيريش ما انفكّ وما فتئَ يلفّه الغموض الشديد الوضوح في وعبر صمتهِ المُدوّي للأبعاد القانونية لهذه الحرب المشتعلة , وانحيازه البائن للأمريكان < أملاً في التجديد لإعادة انتخابه كأمينٍ ” غير أمين ” للأمم المتحدة .!
تجاه كلّ ذلك وسواه ايضاً , < ونوّهنا خلال اليومين الماضيين < بأنّ وسائل الإعلام العالمية – وعبر تسريبات – فإنّها تُبشّر بإندلاع معركةٍ كبرى بين الروسّ والأوكرانيين , وأقلّ نتائجها هو قتل آلافٍ مؤلّفة من الجنود والضباط الأوكرانيين والروس , وبنسبٍ متفاوتةٍ , لكنّها ستفرض الى حدٍ ما اعتباراتٍ سياسيةٍ جديدةٍ لكنها لن تغدو المُطلقة وليس ” المُطَلّقة ” .! , بيدَ انها ليست الأخيرة والفاصلة , فعلى الأقلّ فإنّ الشركات الأمريكية المُصنّعة للأسلحة لها دورها البارز في توجيه دفّة وبوصلة السياسة الأمريكية لكلّ حكوماتها واداراتها المختلفة .! لكنما وبمتغيّرات الوضع الدولي الأخيرة , فإنَّ الدَور الذي يرسمه الكرملين ” دونما مؤثرات اخرى ” فيبدو ويترآى كأنّه الذي سيتحكّم بإدارة الأزمة الى حدٍ ما , مهما كانت نسبته .!