يبدو ان مارثون تشكيل الحكومة العراقية الجديدة قد وصل الى نهايته وسط نظرات حسرة على وجوه بعض ممن لم يتمكنوا من دخول السابق بسبب قلة خبرة في إدارة الازمة , فيما لم يتمكن اخرون من انهائه وهم معذورون فان سباق المسافات الطويلة ليس متيسر لكل من هب ودب ,لكن ما اود التحدث عنه هو أسماء بعض الوزارات التي رُشح لها اكثر من اسم حتى شهدت حرق عدد كبير من الأسماء وما يدل عليه هذا الأسلوب العراقي بامتياز , وكانت وزارة النفط هي المصداق الأكبر لعملية الحرق الوزاري حيث تناوب على الترشح لها أسماء كثيرة بعضهم من داخل الوزارة وبعضهم من خارجها لكن للأمانة فان اغلب الأسماء التي طرحت جيدة ولا بأس بها إلا أن الانتماء الحزبي جعلهم غير مرغوب بهم وأنا أؤيد الاستبعاد على خلفية حزبية لأننا نريد ولو لمرة واحدة أن نتحرر من قيد التحزب , أخيرا رست السفينة و استقر المقام بنا على خبير نفطي كبير وهو الأستاذ حيان عبد الغني السواد والرجل كبير في كل شيء حيث شغل مناصب عدة في شركة نفط البصرة حتى صار مديرا عاما لها ثم مدير عام شركة غاز الجنوب ولولا سوء وضعه الصحي لكان وزيرا قبل سنتين بدل الوزير الحالي , الجميل في سيرة حيان عبد الغني انه من أنزه من انجبتهم وزارة النفط فلم يتم تسجيل أي قضية في النزاهة ضده برغم كثرة المسؤوليات التي تولاها وهي إدارة شركتين كما اسلفنا وهذا انما يدل على نزاهة مفقودة في كثير ممن تم استيزارهم وهي في الوقت ذاته نقطة قوة تجعله قادر على إدارة الوزارة بحريه دون ان يكون اسيرا للضغوطات الحزبية والفئوية , امنياتنا للسيد حيان عبد الغني بالتوفيق اون يضع حدا لعمل الوزارة لحساب هذا الطرف او ذاك فضلا عن املنا ان يتدخل بقوة في ملف التراخيص الذي صار حكرا على طرف دون اخر فمثلا ان لجان الإدارة المشتركة هي هي بنفس الشخوص منذ عهد (ادم عليه السلام )لا يجرؤ احد على تغييرها في حين ان كثير من كوادر نفط البصرة تريد ان تحظى بفرصة العمل في هذه الملف لذا نتمنى ان نرى تغيير لجان التشغيل على يديه بالإضافة الى إعادة النظر بكثير من قيادات النفط بالخط الأول والثاني والذي نعتقد ان الأستاذ حيان على معرفة بهم ودراية بحكم عمله السابق وختاما املنا كبير بالوزير حيان عبد الغني ان تشهد وزارة النفط على يديه تغيير حقيقي نحو الأفضل اننا نعتقد ان تشجيع النماذج الطيبة والكفوءة واجب وطني ومسؤولية كبيرة لا يجب التغاضي عنها والا فاننا سوف نجعلهم رهن الإرادة الحزبية التي عاثت بالعراق فسادا .