ليس هنالك افضل من اوقات الدعاء الى الله عز وجل وحتى لو كانت بكلمات ينطق بها العبد مما يجول في خاطره وان كانت باللهجة العامية فطالما انها تنبعث من قلب مؤمن محتسب الى الله عز وجل فان الاستجابة مضمونة وان اختلف شكلها .
والدعاء يكون بصوت خافت وهو الافضل كما ذكر القران والرسول فيقول الله عز وجل ((إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا)) ، روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: خير الدعاء الخفي، وخير الرزق ما يكفي ومر بقوم رفعوا أصواتهم بالدعاء، فقال: إنكم لا تدعون أصم، ولا غائبا، وإنما تدعون سميعا قريبا!!
لو قلت لمن يمسك بمكبر الصوت وهو يقرا الدعاء لو خفضت صوتك افضل الى الله عز وجل ورسوله ، فهل تعتقدون سيتقبل نصيحتي ؟
لنكن واقعيين واعيد قولي ليس هنالك اجمل من وقت الاتصال مع الله عز وجل ولكن الاسلوب مهم ،وكم من موقف مر بي بقراءة الدعاء بصوت عال وها انا ذكرت لكم حديثا لرسول الله صلى الله عليه واله .
الجانب الاخر نص الدعاء فقد سمعت بعض ممن يقرا بعض الادعية يضيف عليها بعض العبارات وهو يعلم انه يضيف ومن يستمع بعضهم يعلم وبعضهم لا يعلم ، وانا قرات ان البعض يقولون لا باس في ذلك طالما فيه ذكر لله عز وجل ، وانا لا اتفق معهم ومع من يؤيدهم جملة وتفصيلا لان الاضافة يعني اضافة على النص هذا اولا وثانيا بعض الادعية فيها مفاهيم فقهية وتاريخية فالاضافة تغير المعنى وتستحدث معنى اخر .
هذه الرواية تاكيدا لما قلت ، قال الإمام أبو عبدالله الصادق (عليه الصلاة والسلام) وهو يتحدث الى احد اصحابه : ستصيبكم شبهة فتبقون بلا عَلَمٍ يُرى، ولا إمام هدى، ولا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق، قال له كيف دعاء الغريق؟ قال تقول: (يا الله يا رحمان يا رحيم، يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك)
فقلت: يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على دينك؟
قال: إن الله عز وجل مقلب القلوب والأبصار، ولكن قل ما أقول لك: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ( المصدر:أعلام الورى: ص432، ومنتخب الأنوار المضيئة: ص80 الفصل السادس) .
انه دعاء ومستحب ورفض الامام الصادق عليه السلام اية اضافة او تغيير علما ان التغيير هو صحيح لكن الامام عليه السلام يعلمنا ان ننقل النص مهما كان حتى ولو كان دعاءً
وقد اطلعت كثيرا عندما ينتقد او ينكر ممن ليس هو شيعي هذه الادعية فالرد عليه اما الاثبات بالدليل او تركه ، ولكن لو ان شيعيا استفسر عنها وطلب الدليل عليها فانه سوف يتلقى اجابات قد تكون قاسية ونظرات حادة.
الامر الاخر وهو مهم جدا ان المستحب لا يخصص له وقت بل يكون لهجا في السننا ونحن نقوم بمستلزمات الحياة اي عند الصلاة والعمل وفي الطريق والقيام ببعض الواجبات والطعام فيكون لساننا لهجا بذكر الله عز وجل فانه يعمر القلوب ، وجمال الدعاء عندما يكون دندنة بين العبد والله عز وجل.
عن رسول الله (ص): “إذا أضَرّت النّوافل بالفریضة فارفُضُوها”، و عن أمير المؤمنين (ع): “لا قُربة بالنّوافل إذا أضرّت بالفرائض”، وعنه (ع) أيضاً: “إذا أضرّت النوافل بالفرائض فارفضوها”.
هنالك من يتصدق كثيرا ولا يعطي الخمس فهل تبرأ ذمته عند الله عز وجل؟ .