(ليس بالبرق الخاطف مستمتع لمن يسير في الظلمة)
السلام عليك يا أمير المؤمنين ،وأنت تريد منا أن نرسم مشاريعنا بطرق إستراتيجية وليس آنية.
فمن يسير في الظلمة لا يمكن أن ينير طريقه بريق خاطف للحظة ثم يعود عليه الظلام ،أذن ليس هناك متعة خاطفة لا تدوم. الإنسان يحتاج إلى النور على طول الطريق.
الحديث الساخن اليوم عن مسيرة الكرة العراقية ، وحالت الشد بين طرفي الصراع اتحاد الكرة ومدربه الكابتن حكيم شاكر وبعض وسائل الأعلام والصحفيين ،يؤشر إلى غياب الرؤية والفهم فالناس (يجمعهم العقل ويفرقهم الفهم).
قلنا وبمناسبة إعلامية من على شاشة القناة العراقية الرياضية في رد على دور الأعلام في دعم الكرة العراقية؟ (أن الأعلام الحالي نتاج ترسبات مرحلة سابقة،وهو منقسم مع أو ضد!، لذلك متى ما وفرت بيئة رياضية نظيفة عند ذاك سنشهد انعكاساً ايجابياً على الكرة والرياضة العراقية بشكل عام).
اعتقد أن الأعلام الرياضي الحالي يتحمل الجزء الأكبر من التراجع الذي تشهده الرياضة العراقية بشكل عام، والكرة العراقية بشكل خاص.لأنه استغل ولم يستثمر فسحة الحرية التي منحتها التجربة الديمقراطية العراقية بشكل مهني ومسئول ،فالأعلام المسئول هو من يصحح المسارات ويجعل عربة المشاريع تسير بسكتها الصحيحة،لا أن ينشغل بصراع المحاور والإرادات.
الاتحاد العراقي أصبح بين فوهتين فوهة الانجاز وفوهة الأعلام فألغى بذلك المنطقة الوسطى،فهو أدرك حاجة الأعلام الرياضي، وهي تحقيق الانجاز بشتى الوسائل حتى لو لم تكن مشروعة ليتقي شر نقده الهدام !.
بطبيعة الحال مثل هكذا بيئة ملوثة لا تنتج خيارات صحيحة ،بل أفرزت لنا فريقين متناحرين يتربص احدهما الآخر فصاحب الانجاز يطل علينا من على شاشات التلفاز كـ “طاووس” أصابته الخيلاء ،ويتحدث بلغة خارجة عن مساحة الرياضة يغلب عليها طابع الاتهام والتشكيك ببعض الإعلاميين والقنوات الفضائية ،بالمقابل ينبري له الخصوم على قاعدة (لكل فعل ردة فعل)،لتعلو غبرة الصراع ،ويضيع المشهد الحقيقي على الشارع الرياضي والنتيجة تدفع الرياضة والكرة العراقية ثمن ذلك التنافس المحموم.
الإعلامي حيدر زكي دعا أطراف النزاع (بعض الإعلاميين والكابتن حكيم شاكر)إلى الحضور لحلقة يتم فيها الصلح بين الجميع ،بذريعة أننا أمام استحقاق مفصلي في حياة الكرة العراقية وهو مواجهة المنتخب الصيني!!.الزميل “حسين علي حسين” وضع قنبلة شريطة اللقاء ،وهي دعوة الدكتور العذاري ليكون شاهداً على كلام تفوه به الكابتن “حكيم شاكر” بلحظة غضب ليس من المسئولية الأخلاقية والمهنية نقله إلى الشارع الرياضي ،كوننا بشر أولا وليسو معصومين من الخطأ، وتالية أن المجالس أمانات (فيما يتعلق بمشاعر الناس).
اعتقد أن دعوة مثل هذه (كلمة حق يفوح منها رائحة الباطل)،فهناك طرق شتى لترطيب الأجواء الرياضية أذا كنا جادين بذلك وقناة البغدادية لها حضور في أوساط الرأي العام الرياضي و العراقي ،ويمكنها أن تلعب دور كبير بذلك.
الحقيقة التي يريد البعض تغييبها هي أن الكرة العراقية تشهد ظلام كبير لا يمكن لبريق الانجاز الأخير أن ينير طريقها فهو عبارة عن فلاش سرعان ما يذهب نوره في أول نكسة ليعود الظلام مرة أخرى! (مع شكرنا وتقديرنا للاتحاد والكابتن شاكر لتحقيقه).
نحن بحاجة إلى رسم إستراتيجية رياضية شاملة يترجمها للواقع أعلام مسئول وليس محمول تحركه رياح المصالح تخرجنا من البرق الخاطف الذي نعيشه إلى الشمس التي تنير لنا الطريق.
[email protected]