26 نوفمبر، 2024 4:40 م
Search
Close this search box.

المرجعية والشعب

من المبادئ الإسلامية الأولى هي قيادة المجتمع ورعايته من قبل اناس اكفاء اهلاً لهذه المهمة يراعون كل فئآت المجتمع ويطلعون على صغريات الامور فضلاً عن كبراتها عاملين حاضرين في الميدان مواكبين لجميع الاحداث ليبرزوا علمهم في كل وقت لينقذوا الناس من ظلالة الفتن حيث قال النبي محمد (ص) حيث قال (العلماء ورثة الانبياء) وإذا اطلعنا على حياة الانبياء سنجدهم كلهم ساعين بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر ينزلون الى الناس لتوجيههم والعناية بأمورهم ولا يقتصر دورهم على الاحكام الفقهية فحسب .
ومن هذا المبدأ انطلق المرجع اليعقوبي عاملاً على الاصلاح مواجهاً لجبروت الطغاة حيث قام باصدار فتاوى تواجه ظلم المقبور صدام في زمانه الذي خرست فيه الالسن وغلقت الابواب بدعوى (التقية) وحين اقتصر عمل المراجع آنذاك على الأحكام الفقهية من طهارة ونجاسة وحلال وحرام دون التدخل بأمور السياسة والتصدي لما يهدد المجتمع من خطر فمواقف الشيخ اليعقوبي معروفة منذ ذاك الزمان ومن ارادا ان يراجع فالتاريخ موجود يحفظ الحوادث والمواقف .
وبعد سقوط الطاغية رأى المرجع اليعقوبي في هذا السقوط فرصة واسعة لتتخذ الحوزة دورها في اصلاح المجتمع والحفاظ على الموروث الاسلامي وتصحيح ما تم افساده من قبل الحكومات فدعم واسس للعديد من المشاريع والمؤسسات  الخدمية  لسنا بصدد ذكرها الان ومن اراد الاطلاع فالعمل على ارض الواقع موجود وكذلك الفتواوى وخطابات المرحلة .
وحين طرح الشيخ العقوبي مشروعي الاحوال الشخصية الجعفري والقضاء الجعفري من خلال وزير العدل (حسن الشمري) كانت هذه خطوة ناجحة لانصاف المكون الاكبر من المجتمع العراقي حيث ان القانون النافذ لا يقضي بما يؤمن به المتعبد بالمذهب الجعفري كما ان هذا القانون لا يلزم احد على اللجوء له ولا يؤثر على القوانين الاخرى وفي هذه الحال يكون المرجع اليعقوبي قدم مشروع قانون إسلامي ديمقراطي … فما الضير في هذا ؟ .
وقد وافقت جميع المرجعيات على هذا القانون الا مرجعية واحدة لم تظهر رأيها بوضوح وحين طرح القانون لم يصوت عليه بسبب ما تبين لاحقاً ان تلك المرجعية غير موافقة عليه وهنا تكلم المرجع اليعقوبي بحرقة والم بسبب ذلك الموقف السلبي وبين للناس ما هو حق وقد بين كل هذا بالادلة والآيات القرآنية والاحاديث النبوية الشريفة واحاديث الائمة المعصومين (ع) وكما ذكرنا هو واجبه كرجل دين عارف متابع مهتم لامور الرعية بأن يبين للناس دينهم وما أوصاهم به الله ورسوله وآل بيته (ص) .
ومن الضروري ان يعرف المجتمع انه لا يوجد شخص فوق الحق فكل البشر واولهم المتصدين لقادة المجتمع يخضعون لميزان الحق فقد قال المعصومون (ع) (يعرف الرجال بالحق) وهنا نقول (نحن ابناء الدليل اين ما مال نميل) والى الان لم يردنا جواب مقنع ولا رد منطقي على ما تكلم به المرجع اليعقوبي ولم نسمع غير كلام كلاسيكي وشتم ونحن نعلم بأن الفاشل يلجأ الى الشتائم.

أحدث المقالات