“اعتماد ملي” الإيرانية ترصد .. طلاب المدارس في دائرة العنف غير المرغوب !

“اعتماد ملي” الإيرانية ترصد .. طلاب المدارس في دائرة العنف غير المرغوب !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

“لا يمكن مقارنة طلاب المدارس الابتدائية والإعدادية حاليًا بالأجيال السابقة”.. تلك الجملة التي تكررت بشكلٍ كبير على لسان الأسر الإيرانية؛ خلال السنوات الماضية. والحقيقة المريرة عن شباب هذه الأيام وصناع المستقبل الإيراني من منظور أولياء أمور الأمس، أن سوء الخلق والتمرد أبرز صفاتهم. وهي سلوكيات تشكو منها حتى المدارس والمعلمين؛ بحسب “حميد رضا خالدي”، في تقريره الذي نشرته صحيفة (اعتماد ملي) الإيرانية.

فقد ساهم إبتعاد التلاميذ عن المدرسة مدة عامين؛ في بروز التشوهات السلوكية بشكلٍ أوضح. الآن وبعد عامين من تعطيل الدراسة بسبب (كورونا)، فقد نسى طلبة المدارس الابتدائية والإعدادية أجواء الفصول الحضورية في المدارس.

وقد كانت هذه المدراس تتعرض للنقد الكثير نتيجة افتقارها إلى نظام تعليمي فعال. تلك المدراس التي أثبتت إمكانية القيام بأي شيء لقاء تقديم تجربة مثيرة؛ بداية من الشجارات ومضايقات أولياء الأمور والمعلمين وحتى المشاركة في التجمعات الاحتجاجية.

مدرسة في شرق طهران – شارع البستان..

الشارع مغلق نسبيًا. تصطف السيارات في صفين أو ثلاثة في انتظار الركاب. تقود النساء هذه السيارات. أمهات حضرن لإقلال أبنائهن في نهاية اليوم الدراسي.

ركبت التاكسي مع إثنين آخرين، وكان السائق عصبيًا جدًا وضرب البوق عدة مرات ربما يُفتح الطريق، لكن لم يحدث شيء، فإزداد السائق عصبية وقال: “مغلق مجددًا ونحن مضطرون للبدء مجددًا !”، تدخل الشخص الذي كان يجلس بالمقعد الخلفي بصحبة شاب نحيف في الحوار، وقال: “كل ذلك بسبب أمهات هذه الأيام. هن غير مستعدات بالسماح للأطفال بالعودة من المدرسة إلى المنزل بمفردهم. وأطفالهن يفتقرون إلى الأدب والتربية؛ بحيث لم يُعد بإمكانهن السيطرة عليهم”.

واتخذت المرأة الشابة التي كانت تجلس بالمقعد الأمامي إلى جوار النافذة، مقام الدفاع عن الأمهات؛ وقالت: “لا سيدي المسألة ليست على هذا النحو ! على كل حال لم يذهب الأطفال إلى المدرسة مدة عامين؛ وهم غرباء على أجواء الدراسة والمدرسة. لذلك تسعى الأمهات إلى تقبل أطفالهن هكذا أجواء بشكل أكثر راحة”.

لم يتراجع الرجل وقال: “يعني ألا تعتقدين أن أطفال اليوم يفتقرون إلى الأدب بسبب سلوكيات أولياء الأمور ؟”. المرأة التي كانت تصارع إشكالية هل تقول الحقيقة أم ما يدور في صدرها؛ قالت: “ماذا أقول، بالله أنا نفسي لدى ابن في الصف الرابع. وأنا ووالده نبذل قصارى جهدنا في تربيته. ولكن لا أعلم لماذا كل ما نفعل مع طفلنا ليس فقط خاطيء وإنما تزداد أخلاقه سوءً كل يوم ؟”.

وأضافت: “لو تُريد الحقيقة لا يمكن مقارنة الكثير من أطفال اليوم مع أجيالنا. كلما دار بيني وبين ابني البالغ من العمر 12 عامًا حديث يقول عادةً لا علاقة لك بالموضوع”.

يتدخل السائق الذي بدأ في التحرك بعدما فُتح الشارع؛ ويقول: “أطفال اليوم كلهم كذلك. حفيدي أيضًا عنيد جدًا. لم يبلغ السادسة؛ لكن لا يمكن السيطرة عليه. وأنا بالعادة أتهم ابني بالتقصير لأنه يُلبي كل طلبات حفيدي. والمقطوع به حين تنعدم القيود ويفعل كل ما يحلو له، فأي نوع من الأطفال سيكون !”.

شجار الفتيات..

عدة فتيات بالشارع تتراوح أعمارهن بين: الـ (12 – 13 عامًا) يتشاجرن، يشددن شعور بعضهن !.. وهناك بعض الفتيان المتجمعون حول الفتيات يشاهدون. ومن المعلوم أنه تجمع الفتيات والفتيان علاقة صداقة.

يتبادلن الشتائم والعبارات الركيكة والمؤكد أن سبب الشجار تافه. كانت هناك سيدتان مسنتان تقريبًا يقفن في طابور الخبز ويشاهدن الموقف، وقد وجدتا في هذا المشهد مثار للكلام. قالت إحداهن للأخرى: “حقًا إنها القيامة ! كم يجب أن تكون الفتاة وقحة بحيث تتشاجر على هذا النحو في الشوارع والأزقة ؟”، تقول المرأة الأخرى وقد بدت آسفة: “لما تكن الفتاة تملك الجراة أصلًا على التجول في الشوارع طالما لم تتزوج”.

لكن المرأة الأولى كانت تمتلك سببًا بسيطًا يبرر وقاحة الفتيات كما تقول؛ وهو: “حين كنا صغارًا كانت الأسر تمتلك أكثر من طفل، ولم تكن هناك فرصة أساسًا لتدليل هؤلاء الأطفال. لا فرصة ولا مال. فإذا ما تكلم الطفل ضرب على رأسه وحُبس في غرفة. لكن حاليًا معظم الأسر تمتلك طفلًا واحدًا. لذلك يتحكم في والديه وأسرته. ويقدمون له كل ما يريد. أضف إلى ذلك انشغال الكثير من الأباء والأمهات بالعمل ولم يُعد لديهم فرصة لتربية الأبناء الذين يكبر معظهم في كنف الأجداد أو المربيات. وحين يجتمع هؤلاء الأطفال في المدرسة تحدث عجائب !”.

تؤيد المرأة الثانية الكلام وتقول: “مدارس اليوم عبارة عن فصول لتعليم كل أنواع المخالفات للأطفال ! التدخين والتزين، وتبادل الفيديوهات، والبذاءة وغيرها والمعلم لا يستطيع استخدام القوة. ويكفي أن يتعامل بشدة نسبيًا من التلاميذ أو يقوم بتعنيف بعضهم، ستجد أولياء الأمور يذهبون لشكايته على الفور ويذهب عمل المدرس أدراج الرياح !”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة