26 نوفمبر، 2024 5:39 م
Search
Close this search box.

مَن حوّل العمليات الفدائية العربية والاسلامية في فلسطين  الى عمليات انتحارية في الدول العربية !؟

مَن حوّل العمليات الفدائية العربية والاسلامية في فلسطين  الى عمليات انتحارية في الدول العربية !؟

قبل عقود او سنوات كان العرب والمسلمون يبتهجون حينما يشاهدون عملية ( فدائية) مثل عملية “آيات الاخرس” ضد الاسرائيلين في فلسطين المحتلة , اذ كان الفلسطيني او العربي او المسلم يفجّر نفسه او يفجر قنبلة في جمع من الجنود  او حتى المستوطنين الاسرائيلين . يومها كانت اسرائيل تعيش ذعرا وخوفا ورعبا يوميا , تسبب بولود فكرة الهجرة  المعاكسة لدى اسرائيليين بعودة المستوطنين الى الدول الامهات التي وفدوا منها  , هذه الحال درسها الاسرائيليون وبحثوها بعمق طوال سنوات , وكانت نتيجة الدرس والبحث ان خرجوا برؤية وخطة ستراتيجية ويرامج لتحويل سلاح (الفداء) والتفجيرات في فلسطين الى سلاح (الانتحار) والمفخخات واخراجه من فلسطين المحتلة ( اسرائيل) الى الدول العربية والاسلامية , لا بل استخدمو هذا السلاح  وفق الرؤية والخطط والاهداف التي رسموها ليكون ضد كل شعوب العالم . نجح الاسرائليون بتحقيق رؤيتهم وخططهم واهدافهم بنقل معركة استهدافهم بالتفجيرات الفدائية والعادية الى العالم كافة وامريكا واوروبا خاصة , كان ذلك عندما استطاعوا اختراق المجتمع العربي والاسلامي المتخلف , وخلقوا له عدوا آخر , عدوا غير محصن او في غفلة من امره , مما سهل على الارهاب الاسلامي العربي الوصول الى اهدافه في امريكا واوروبا وبقية العالم , الامر الذي حقق هدفين في وقت واحد , الهدف الاول تخفيف الضغط (الفدائي) عن اسرائيل وكيانها الذي بدأ يتحصّن بشكل افضل , والهدف الثاني ان كسبت اسرائيل حلفاء لها ضد العرب المسلمين . بعد ان ذاق هؤلاء الحلفاء هول وقسوة الارهاب عليهم . فصار العالم ينظر الى اي عمل ( فدائي) في فلسطين المحتلة بعين وشعور الاسرائيلين وليس بعين الفلسطيني الذي سُلبت ارضه وهُجّر وقُتل واعتقل .  لم يكتفِ الاسرائيليون بهذا النتائج , والاهداف التي حقوقها , بل كانت رؤيتهم وخططهم واهدافهم قد نجحت نجاحا باهرا ومثيرا . حين نقلت ” الفداء” الذي حولته الى “انتحار” الى عقر دار العرب والمسلمين . اليوم يتحدث العرب والمسلمون بمرارة والم شديدين عن الارهاب الذي يضرب الشعوب العربية . ففي العراق كان الاشد والاقسى وقد  تحول الى ابادة جماعية  ضد العراقيين والحال لا يختلف كثيرا في سوريا ولبنان ومصر تونس واليمن . بعد نجاح الاسرائيلسن بتحويل الفداء في فلسطين المحتلة الى انتحار باحزمة ناسفة وسيارات مفخخة وعبوات ناسفة داخل الدول العربية والاسلامية , اصبحنا نرى  مئات الآلاف من الابرياء يحصدهم الارهاب ومستمر بحصد المزيد منهم , بينما المستوطنون والجنود الاسرائيليون ينعمون بالامن والامان . وبينما كان العرب والمسلمون يتحدثون عن حرب ضد اسرائيل لاستعادة فلسطين نراهم اليوم يعيشون بخوف وحذر ورعب من الارهاب الذي كان قبل سنوات خلت ( فداء) بل ويحشدون ويستخدمون كل طاقاتهم المادية والسياسية والاقتصادية والامنية والاجتماعية والدينية في سبيل مواجهة هذا الارهاب . بينما الاسرائليون يقضمون فلسطين بشهية وهم آمنين , يضربون كائن من يكون من العرب والمسلمين وفي اي مكان يُريدون . اليوم ردّ الاسرائيليون سلاح العرب الى نحور العرب , وهو ينحرهم بشكل فضيع ومرعب . لا اعتقد ان بمقدور العرب استرجاع سلاحهم ( الفداء) لانه تحول الى ارهاب وقد اغرقهم بدماء الابرياء من الرجال والنساء والاطفال . ولا اعتقد ان العرب قادرون على قلب الطاولة على الاسرائيليين , لانهم هم انفسهم صاروا يرون ” الفداء, الارهاب, ” بعيون الاسرائليين ناهيك عن بقية شعوب العالم . فحزب الله ” مثلا” العدو اللدود لاسرائيل بات اليوم عدوا لدودا للعرب قبل الاسرائليين , ولا يملك العرب قوة سياسية ترغم اسرائيل على اعادة حق الشعب الفلسطيني . العرب اليوم وبفعل العقل الصهيوني الخبيث الوفي لمعتقده اصبحوا ليس اكثر من اعراب همج بدائيين , يتوجب على العالم ان يضعهم في محمية طبيعية ليعشوا كقطعان جواميس تقتات عليها المفترسات من الضباع الاسرائيلية .  

أحدث المقالات