19 ديسمبر، 2024 1:55 ص

 الدوافع الكامنة وغير الكامنة التي تشجّع وتحفّز للتطرّق او ولوج مغزى وأبعاد هذا ” العنوان ” , هو ما تتناقله وتؤكّده وكالات الأنباء العالمية والقنوات الفضائية العربية عن قيام السلطات الإيرانية بقطع شبكة الإنترنيت عن العديد من المحافظات والمدن التيي تشهد تظاهراتٍ واسعة النطاق ضدّ السلطة , وإذ ننآى عن الإشارة الى تفاصيل ذلك , فهو شأنٌ داخليٌ ايرانيٌ بحت , ولمْ يدخل ذلك في اجندتنا في الإعلام لسببٍ او لآخرٍ !

لكنّ ما يثير ويستثير الذاكرة والذكريات والرؤى , هو ما طالَ ونالَ الشعب العراقي منه أزاء قيام عادل عبد المهدي – رئيس وزراءٍ اسبق بقطع شبكة النت بل وتقطيع اوصالها ببرمجةٍ مبرمجة ولئيمة إبّان اندلاع تظاهرات تشرين في عام 2019 التي كان اساسها وعنوانها الرئيسي المجسّم هو تسديد واطلاق قذائف الغاز المسيل للدموع بشكلٍ مباشر على رؤوس وجماجم المتظاهرين , بدلاً من توجيهها على مسافاتٍ بعيدةٍ جداً ليغدو تأثيراً على إنزال الدموع فقط .! والتي افرزت عن سقوط اكثر من 600 شهيد وبريء بجانب القنّاصة!

الذين لم يجر وقفهم عند حدّهم ولو بشكلٍ مؤقت او عبر استراحةٍ زمنية .! , وهذا الإسترسال الذي ربما ليس في توقيته الآني , لكنّ مؤدّاه هو التحسّب الإستباقي لما قد تؤول اليه الأحداث مستقبلاً < بقدر تعلّق الأمر بالنت ! > مع اجواءٍ سياسيةٍ غاضبة ومهيّأة لتظاهرات واحتجاجات اوسع , مع إشارةٍ مهمّة بأنّ كل الإحتجاجات والتظاهرات التي حدثت اثناء وخلال حكومة الكاظمي لم تشهد بما شهدته حكومة عبد المهدي من تراجيديا الشجن والقتل .

والى ابعد من ذلك وأبعاده , ومن خلال مسؤلية الإعلام فإنّها دعوة ساخنة لتتبنى هيأة الأمم المتحدة لفرض اتفاقيةٍ مُلزمة التوقيع على كافة اعضائها من الدول بالتعهّد الخطّي بعدم قطع ايٍ من وسائل التواصل الإجتماعي المرتبطة بالشبكة العنكبوتية عن شعوبها وتحت ايّ اسبابٍ سياسيةٍ او سواها , وأن يُرفق ذلك ببندٍ او فقرةٍ تُعرّض الحكومة المخالفة لذلك لعقوباتٍ اقتصاديةٍ وسياسيةٍ تفوق تفاصيل البند السابع واشدّ منها ايضاً , وهذا الأمر لابدّ ان يحظى بتأييدٍ جماهيريٍ عالميٍ وبمباركةٍ مباركة من منظمات المجتمع المدني .    

أحدث المقالات

أحدث المقالات