تغيرت اساليب الحياة ووسائل التعبير عن الحب والولاء للاديان والرسل وللمقدسات والاولياء والصالحين والقديسين واصبح هذا التعبير يتم باشكال شتى وعبر اوجه عمل الخير ومن تبرعات اهل الخير لبناء المساكن وحفر الابار المائية وتشييد المدارس والمستشفيات وتقديم وجبات الطعام وكسوة الملابس الى المحتاجين من الفقراء والمعدمين من بني البشر، المهم انها تترك اثراً كبيرًا في نفوس الناس وتخلق منفعة دائمة لهم.
احببت في مقالي هذا تسليط الضوء على قضية وطريقة تأبين ورثاء استشهاد الحسين بن علي بن ابي طالب عليه وعلى ابيه وجده الرسول محمد افضل الصلاة واتم التسليم علها تجد أذانًا صاغية وكيف ان الامور اخذت تنحو منحى مختلف ومكلف في نفس الوقت واذا ما استمر الامر على ما هو عليه سيتطلب الامر تشكيل وزارة للزيارة ولها طواقم ادارية ومهنية بل وحتى امنية لان الملايين من الزوار تحتاج الطعام والمبيت والعلاج والحماية واعتقد انها ستكلف نفقات ليست بالقليلة قد تصل الى. ما يقارب المليار دولار سنويًا وفي كل محرم، ان هذا المبلغ بعد مبلغًا جيدًا لانفاقه في المشاريع الخيرية لاسكان الفقراء وانشاء مصانع لتشغيل الشباب العاطل عن العمل وكذلك بناء دور للايتام او مستشفيات تقدم خدمات علاجية مجانية …الخ وقد يقول قائل انها مسؤولية الدولة صحيح ولكن الدولة عاجزة في الوقت الحالي بسبب نفقات الحروب السابقة وهدر المال العام بسبب كوارث الفساد والسرقات المليونية.
اننا لسنا بحاجة الى كل هذه الوسائل والنفقات المكلفة والمرهقة للتعبير عن حبنا وولاءنا لال بيت الرسول ص وللحسين ع فيكيفينا اعتبار عاشوراء يوم عطلة رسمية ولمدة ٣ ايام تبدأ من التاسع وتنتهي في الحادي عشر من محرم الحرام يتخللها مهرجان تأبين ورثاء مركزي كبير في كربلاء المقدسة تلقى فيه القصائد والمرثيات والمواعظ والدروس من الثورة الحسينية ويدعى له الشخصيات الدينية العالمية المعروفة والشعراء والرواة المشهورين فنجعلها مناسبة عالمية حضارية بعيدًا عن مشاهد اللطم والتطبير والدماء والمبالغات التي ما انزل الله بها من سلطان ويتزامل مع ذلك الامر اصدار كراس يعّرف بالثورة الحسينية واهدافها ومبادئها يوزع على ضيوف العراق ويتم توزيع الاطعمة والمشروبات الخاصة بهذه المناسبة وهكذا تتم الامور سنوياً وباختصار في الوقت والجهد والكلفة فــ ٣ ايام هي ليس كما ٤٠ يومًا.
العراقيون في حاجة ماسة للكثير من احتياجات الحياة من فرص عمل وسكن ودواء ونفقات المواطن تزداد يومًا بعد يوم وما زال البعض ياكل من القمامة ويبحث فيها عما بسد حاجته فمن الاولى والأفضل ان تذهب هذه النفقات الى هؤلاء المحتاجين وهذا نداء يوجه الى المرجعية العليا الرشيدة في النجف الاشرف ان تدرس تلك الافكار والله من وراء القصد.