نعم هي هكذا ، فيبدوا أن معركة الصدر مع خصومه الأطاريين والتي بدأت منذ ظهور نتائج الأنتخابات الأخيرة التي جرت في 10/10/2021، قد أنتهت فعليا على أبواب ومداخل المنطقة الخضراء وقاعات البرلمان وشوارع القصر الجمهوري ومكاتب رئاسة الوزراء ، حيث راح ضحيتها أكثر من 30 عراقي وضعفهم من الجرحى وأنسحاب التيار الصدري وأعتزال زعيمهم العمل السياسي!0 أن أتباع التيار الصدري يرون ما حدث في المواجهة مع خصومهم أخوة المذهب ، هي قريبة الشبه بما حدث للأمام علي (ع) ، في معركة صفين! حيث جاء التحكيم بين جيش الأمام علي وجيش معاوية ليوقف زخم النصر الذي كان قاب قوسين وأدنى من جيش الأمام علي ، فأتباع التيار الصدري يشبهون ذلك برسالة السيد (الحائري) ، التي كبّلت قائدهم السيد الصدر وشلت تفكيره وبالتالي أوقفت زحفهم صوب القناة الاخبارية العراقية وأحتلالها وأعلان بيان رقم واحد! حسب ماكان مخطط ، وتشكيل حكومة الأغلبية السياسية ، والتي يبدوا أنها كانت حلما داعب مخيلة وعيون الزعيم الصدر وأتباعه وستبقى هكذا! 0 فمن ملامح أجواء المعركة السياسية ، يتضح أن حلفاء الصدر من (البرزانيين والحلابسة) ، لم يلبوا طلبه ويحذوا حذوه بمقاطعة العملية السياسية والأنسحاب منها كما كان يريد الصدر ويتوقع ! ، حيث أنهم تعاملوا من خلال مفهوم السياسة التي ليس فيها عداوات ولا صداقات دائمة بل فيها مصالح دائمة ، ولا لوم عليهم في ذلك ! ، أليست هي لعبة سياسية ؟ والشاطر من يعرف كيف يلعبها ويكسبها؟ ، وهذا هو منطق السياسة ومفهومها فالسياسة ليس فيها عواطف ! ممكن أن تكون فيها بعض المجاملات والدبلوماسيات ولكن عندما تصل الأمور للمصالح فالأخ لا يعرف أخاه لا سيما ونحن نتكلم عن سياسيين عراقييين!!0 أن الأطار التنسيقي يسارع الزمن وهوالأكثر تلهفا لأنتهاء مراسيم زيارة أربعينية الأمام الحسين (ع) ، التي كانت الهدنة بين طرفي النزاع حيث تم تأجيل بقية المعركة بتفاصيلها السياسية الى ما بعد انتهاء الزيارة الأربعينية!0 ومن الواضح أن زعامات الأطار التنسيقي ينقلون قطعهم على رقعة اللعبة بذكاء وفطنة للوصول الى نهايتها ، وذلك من خلال أعلانهم وأصرارهم على عقد جلسة البرلمان بعد أنتهاء المراسيم الحسينية فورا ، والتي سيتم فيها أنتخاب رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ومن ثم تشكيل الحكومة التي يريدونها، ويبدوا انهم أكملوا كل الترتيبات بذلك! وخاصة بعد أن أمنوا جانب البرزانيين والحلابسة في ذلك! ، وبعد أن أغلقوا كل الأبواب بوجه الزعيم الصدر وآخرها باب المحكة الأتحادية الذي كان يراهن عليه السيد الصدر، ولكن جواب رئيس المحكمة السيد (فائق زيدان) ، جاء على غير ما يشتهي السيد مقتدى! ، عندما نأى بنفسه جانبا حيث كان جوابه قانونيا ومنطقيا عندما أوضح بعدم وجود نص دستوري يحل بموجبه البرلمان! ، لأن البرلمان هو أصلا متجاوز لكل المدد الدستورية ، وعليه أن يحل نفسه بنفسه بعيدا عن القضاء!0 الأطار التنسيقي والحلابسة والبرزانيين ومعهم المستقلين وبقية النواب يبدوا أنهم سوف يصمون آذانهم! عما قاله السيد (زيدان) وسيمضون قدما لعقد أجتماعهم البرلماني وأكمال بقية فصول المشهد وتشكيل الحكومة! 0 الذي أريد ان أقوله بأعتباري متابع للمشهد السياسي أن على السيد الصدر أن لا يلوم أحد بذلك ألا نفسه! ، فخصومه السياسيين كانوا أذكياء بأستغلال هفوته عندما أنسحب من البرلمان والذي كان أنتحارا سياسيا ورصاصة الرحمة التي أطلقها على نفسه وعلى التيار! ، حيث قدم الفوز لخصومه على طبق من الشهد! ، فسرعان ما أكملوا العدد المنسحب من التيار من أتباعهم ومريدهم!0 أرى ومن وجهة نظري أن السيد الصدر قد خسر المعركة تماما وخاصة بعد موقف حلفائه البرزانيين والحلابسة وبعد جواب السيد زيدان له ، وعليه ان يعترف بذلك!0 والسؤال هو: هل سيقتنع ويعترف الزعيم الصدر وأتباعه بأنتصار خصومه عليه؟ أم سيذهب الى الشارع والى التظاهرات والأعتصامات وهذه هي الأكثر توقعا؟ أم أنه سينأى بنفسه بعيدا عن كل هذا الوجع والصداع والقيل والقال لاسيما وأنه أعلن أعتزاله العمل السياسي بعد أستلامه رسالة الحائري؟ ، ومن يدري لربما سيأخذ بنصيحة المفكر (حسن العلوي) ، الذي نصحه بترك السياسة والذهاب الى سوريا وأن يقضي بقية حياته هناك!! ، وذلك عبر الرسالة التي تناقلتها مواقع التواصل الأجتماعي قبل أيام؟0 أخيرا نقول : أن الأسابيع القادمة حقيقة ستكون مفصلية ليس في صورة المشهد السياسي فحسب بل في صورة المشهد العراقي بكل عمومياته وتفاصيله ، فنحن مقبلون على أحداث لا تسر! ، لاسيما وأن التفكير بمحاولة تكرار أقتحام المنطقة الخضراء من قبل انصار التيار الصدري ، أصبحت شبه مستحيلة بعد الأجراءات التي أتخذت لتحصينها أكثر عسكريا ولوجستيا!!0 ومن يضحك أخيرا يضحك كثيرا!!0