18 ديسمبر، 2024 10:44 م

عن المدّ القومي مرّةً اخرى!

عن المدّ القومي مرّةً اخرى!

اطلاقاً لا يتعلق الأمر بإعادة او إعادة انتاج ما جرى تناوله وتعاطيه عن تراجع المد القومي منذ عقدين من الزمن او اكثر من ذلك أمام صعود او تسلّق احزاب الإسلام السياسي كظاهرة عمّت المجتمعات العربية ونجحت في إحداث الفوضى وقلقلة الأمن في معظم الأقطار العربية . ثُمَّ وبعد ان تكشّف للعيان وللأعيُن ارتباط تلكم الأحزاب الدينية في الوطن العربي بالإرهاب الفاضح وبأجهزة مخابرات دولية ” وانّ بريطانيا هي التي تتسيّد وتتبنّى تراث هذا الملف منذ منتصف القرن الماضي او قبل ذلك , وما جرى من تطوراتٍ في التكنيك والتكتيك بغية متطلبات التحديث , وبالرغم ايضا من احتراق اوراق تلكُنّ الأحزاب على كلا الصعيدين السياسي والأجتماعي , لكنّه وبإشارةٍ الى موجة او رياح التطبيع التي سادت عدداً من الأقطار العربية وسيّما الخليجية ” وبدرجاتٍ متفاوتة ومتقاربة ” والتي ايضاً لها اسبابها ومسبباتها المباشرة وغير المباشرة .! , وهذا ما ينعكس جليّاً وربما عكسيّاً على حركة او تحرّك تيارات المدّ القومي على امتداد الوطن العربي , حيث دول او انظمة التطبيع لها مسحةً مزدوجة بين المبررات والمسوغات المتضادة لذلك , للإصفاف أمام التمدد والنفوذ الأيراني في عددٍ من الأقطار العربية المعروفة وايجاده لأرضياتٍ رخوةٍ فيها عبر ” ميليشياتٍ عربيةٍ تابعة .! ” , وحيث أنّ البوصلة السياسية لاتشير ولا تؤشّر الى ايٍّ او معظم وسائل وامكانيات المواجهة الآنية لمقاومة التطبيع او التمييع في الظرف الحالي , لكنّه كذلك فإنّ قيادات المدّ القومي المحاطة بأسلاك علائم الإستفهام والإبهام , فإنّها مُتّهمة بعدم إعادة رصّ الصفوف وترميم الخلل القومي القائم في الضغط على الأنظمة العربية وتحريك الشارع السياسي العربي عن التخلّي الخائن ! عن الشعب اللبناني الذي يعاني الأمرَّ من الأمرّين في وضعه الأقتصادي القاتل , ونشير هنا أنّ معناة الأشقّاء اللبنانيين يفوق ويتفوّق على معاناة العراقيين على مدى 13 عاماً من الحصار الإقتصادي الذي بدأت لتمهيده 33 دولة في الهجوم المتوحش على العراق في سنة 1991 , لكنّه لم يبلغ ما بلغت له اوضاع الأشقّاء اللبنانيين .!

قيادات تيّار القومي العربي إمّا أن تُشعل الحرائق السياسية في الساحة العربية , او أن تترك مواقعها وتفرّ الى جهةٍ مجهولة وغير مسجّلة في الخارطة القومية العربية .!