يقول التاريخ في احدى رواياته.. كانت هناك عصابة تقوم بسرقة المنازل وفي احد الايام قاموا بسرقه منزل امام المسجد وعندما فتحوا صرة المال وجدوا مكتوب فوقها امانة الله ورسوله فقام رئيس العصابة بأمر اللصوص بإعادتها الى صاحبها… وعندما سألوه عن السبب قال نحن نسرق المال ولا نسرق العقيدة فعندما يرى امام المسجد ان امواله قد سرقت سوف يشك في عقيدته وعليه لابد من ارجاع المبلغ الى نفس مكانه السابق. وفعلا هذا ما حصل وللحكاية كما يقول المثل العربي رباط…. ورباط حكايتنا اليوم عن وضعنا الحالي وعن رئيس العصابة وثقته بالعقيدة رغم انه لص سارق..
لقد اصبحنا اليوم نتمنى ان يحكمنا هكذا شخص حتى وان كان لص محترف ويكون مسؤول عن رعيتنا وسوف نقوم بتعديل الدستور ونكتب فقرة رسميه لرئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء والمسؤولين الربع من اموال مبيعاتنا من ثرواتنا الطبيعية والربع الاخر يمنح لكل من يدافع عن ارض العراق او يشارك في استتباب الامن فيه ويبقى النصف فهو حلالا زلالا لأبناء هذا الشعب لأننا سوف نعيش عيشة رغيده ونعرف كيف يحصل الساده المسؤولين عن مصادر الدخل الموجودة لديهم عكس ما نعيشه اليوم من مآساة لا يمكن لأي رجل عاقل استيعابها فهل يعقل سادتي الافاضل ان موازنة البلاد تصل الى 100 مليار دولار في حين يعيش اكثر من أربعة ملايين عائلة على راتب رعاية اجتماعيه قدره اقل من 100$ واين المساواة والعدالة في بيع الثروات النفطية التي منحها الله لهذا الشعب هبة منه لا جزاء ولا شكورا.. فاستغلها مع الاسف الشديد من استغلها وسرقها من سرقها واغلبهم سرقوها باسم العقيدة والدين والمذهب.. وبقي الشعب بأغلبيته الساحقة وهو يحمل بيده فايل وفيه طلب الى السيد المسؤول يطلب فيها اما التعيين او راتب رعاية اجتماعية له ولعائلته وبقت مؤسساتنا الصحية والتعليمية تنزل مستوياتها الى ما دون الصفر اننا اليوم نطالب رئيس العصابة الذي سرق منزل امام المسجد ان يعلن عن نفسه حتى نضعه امام المسؤولية ونسلمه جميع الامور في هذا البلد الذي لم يقدم له احد من المسؤولين شيء ولم تهتم الطبقة السياسية بالاعمار او توفير وسائل العيش لإخوانهم وابنائهم من الشعب العراقي على العكس زاد الويلات ويلات فيا ترى هل يبقى حال الشعب على ما يعيشه…
فاما ساحة حرب او جوع لايرحم في ظل حصار جائر او حالة رعب وخوف في حرب طائفية اودولة محاصصة وفساد والمواطن لا يستطيع ان يحصل على ابسط حقوق المواطنة فيها….
والى متى نبقى بهذه الحالة وانا اعيد ذكرياتي الى المقولة التي قرأناها في الصف الاول الابتدائي في القراءة الخلدونيه ((الى متى يبقى البعير على التل))؟؟؟؟
وها نحن سوف ندخل في الستين من اعمارنا ومازال البعير على التل وربما قد فقد اهله نهائيا..
نعم ايها الأخوة نتكلم احيانا عن اللصوص الذين يسرقون قنينه غاز او اطار سيارة ونقدم عليهم الشكوى ويحكمهم القضاء العادل وفق القانون ولكننا ننسى ونتناسى ان هناك من سرق معمل الغاز بأكمله او الشركة العامة للسيارات او حتى ان الأغلبية منهم اصبحت بأسمائهم ومن ضمن املاكهم طائرات خاصه فاين انت يا رئيس العصابة منا اليوم فإننا اصبحنا نخاف على انفسنا ولقد كتبتا على ابواب منشآتنا النفطية امانة الله ورسوله ولكننا عصابتنا ليس شأنها مثل شأن عصابتك فانهم يسرقون اموالنا ولايحترمون عقيدتنا….نعم انهم لصوص المال والعقيدة!!!!!