19 ديسمبر، 2024 12:13 ص

قبل الاجابة على هذا السؤال علينا الاجابة على :
هل نحن في الطريق لنهاية الازمة ؟
كل المؤشرات تدل على اننا نسير في طريق ازمة جديدة هي استنساخ للازمة الحالية التي يسمونها الاستعصاء السياسي ، الازمة التي حوّلت المنطقة الخضراء الى منطقة حمراء !
فالاطار التنسيقي لم يقرأ رسالة السيد الصدر ايجابياً وصدر بيانان من دولة القانون ومن الاطار يقرأ فيهما عناصر الاستفزاز القديم ـ الجديد في الذهاب الى عقد جلسة برلمانية بهدف تشكيل الحكومة مع تحميل ضمني للصدر مسؤولية ما جرى ليلة الدم !
واستباقا لقرار المحكمة الاتحادية في حل البرلمان من عدمه تقول المؤشرات الى ان المحكمة الاتحادية لن تؤجل النظر في صلاحياتها بحل البرلمان وستذهب الى رمي الكرة في ملعب مجلس النواب الذي هو الآخر لن يأخذ قراراً بحل نفسه ، وسيذهب باتجاه انتخاب رئيساً للجمهورية ، سواء بمرشح واحد للكرد أو بأكثر من مرشح ، والارجح سيتفق الحزبان الكرديان ( الديمقراطي والاتحاد) على مرشح تسوية ، الذي سيكلف السوداني بمهمة تشكيل الحكومة بعد تمسك الاطار به مرشحا وحيداً.
التحليل المنطقي لهذا السيناريو يراد منه ان يكون الصدر وتياره في الملعب الهامشي للعملية السياسية ، وبذلك سيضطر التيار الى اللجوء الى الشارع مرّة أخرى ليعود الوضع السياسي برمته الى نقطة الصفر ، لان التيار لن يقبل بموقعه الجديد كلاعب هامشي تخلى عن قوته البرلمانية الكبيرة التي كان بامكانه بحصافة سياسية او بصفقة تكتيكية ان يشكّل الحكومة بالمرشح الذي يريده .
ورغم ان السيد الصدر اعلن شرعيا اعتزاله السياسة بعد انسحاب السيد الحائري من المرجعية وتوجيهها نحو السيد على خامنئي ، وهي الحركة التي اغضبت الصدر ، الا انه لم يعلن موقفاً واضحاً منها ،وغير معلوم حتى الآن رد الفعل الحقيقي على انسحاب الحائري ، غير ان مطلعين بشؤون الفقه الشيعي يرون ان قرار الحائري كان ضربة ايرانية موجعة للصدر !
كل هذه المعطيات تشير الى اننا مازلنا في عمق الازمة ودائرتها ومربعها الاول ، وان ماسيجري لاحقا قد يكون نسخاً من ليلة الدم في الخضراء لاعادة رسم سيناريو جديد يكون السيد الصدر في قلب ملعبه .
صحيح ان السيد الصدر اثبت للجميع ان قرار الحرب والسلم بين يديه ، لكن لااحد يستطيع القول ان هذا الاثبات بامكانه ان يكون ابديا مع تطورات المشهد السياسي وتداخلاته !
ماذا يحدث غداً ؟
بكل بساطة نقول ان التعامل مع الازمة البنيوية للنظام السياسي في البلاد بالطريقة ، التي ادت الى احداث المنطقة الخضراء وامتداداتها على جغرافية واسعة من العراق ، سيعيد مشاهد الفوضى والرعب بأشكال مختلفة وسيناريوهات متعددة ونتائج متباينة ، مع استمرار العقلية نفسها التي لاترى الازمة في قلب العملية السياسية وبنيتها التفصيلية والقواعد التي قامت عليها بوجود دولة هشة تتفرج على السلاح المنفلت وهو يستعرض الموت امام مشاغلها الامنية والسيادية ويضع مستقبل العراق على اكف المجانين !!