27 ديسمبر، 2024 4:06 ص

شارع المتنبي : واليوم اليوم العالمي للمراحيض

شارع المتنبي : واليوم اليوم العالمي للمراحيض

ما دفعني الى كتابة هذه المقالة هو اهتمام العالم المتحضر بهذه المشكلة وإيجاد الحلول لها والاحتفاء بها وتخصيص يوم عالمي للمرحاض, وتوجيه أمينها العام السيد بان كي مون رسالة الى العالم بهذه المناسبة, في الوقت الذي مازلنا نخجل نحن العراقيين وعلى مستوى مثقفين الكتابة والنقد  ونعتبرها من الأشياء الدونية ولا نعرف أهميتها الا أذا إصابتنا(المكروهه) وحصرتنا في الزاوية الميتة لتضيف ألينا  معاناة فوق معاناتنا,يومها نبدأ بالبحث عن ملاذ يمكن ان ينقذنا من ثقل كبير نحمله في داخلنا ,ثقل يجعلنا نستهين وننسى كل المهمات والمواعيد الا بعد  تفرغ  هذه السموم,ونعتذر عن تأخرنا في بعض الأحيان بحجة ان بعض الفضائيات تلاحقنا للأجراء لقاء او توجهت لنا دعوة للإلقاء كلمة,وبقدرة قادر هربنا من هذه الفضائيات , وما دفعني ايضا” المعاناة التي قرأتها في عيون الناس والانتقادات التي سمعتها في باحة مراحيض شارع المتني التي ما عادت تتناسب وحجم رواد هذا المكان الحيوي والذي  يمثل رئة الثقافة في بغداد, ومعلم سياحي تاريخي ونهري ,فلا يوجد الا مرحاض واحد في المركز الثقافي يتيمة(عمت عيني عليها) تعاني من سوء الخدمات,تتكون من” ثلاث مرافقات صغيرة,الوسطية معفية من الخدمة لتعرضها الى كسر في المقعد(نتيجة الهجوم الذي تعرضت له القوات العثمانية التي بنت المكان ابان احتلال العراق) وتعاني من تخمة(فياضة) مستمرة رائحتها تزكم الأنوف , ومغسلتين  خليتين من المنظفات إحداهما تعاني من انسداد في المسالك المائية, زميلتها الموجودة في باب القشلة الذي أصبح لدخول فقط ,”وهذه خطوة جيدة من السادة المشرفين لفك الاختناق بالإضافة الى الخدمات الجيدة التي يقدمونها في توفير الحماية والتعامل الجيد” (واحد هم يخلي الله بين عيونة ويحجي الحق),  خجولة ولا تكشف عن عورتها الا لموظفي المكان,احد الزملاء الذي يعاني من  مرض السكري دخل مراحيض المركز  ولم يجد صابون,غتسل بالماء ودمدم بعض الكلمات لا اعرف ماذا قال,ولكني اعرف بان لسانه سليط,  بعدها دعاني لتناول السميط  ليتملص من كبة السراي( نهاية شهر),وأثناء الأكل شعر بروائح غريبة دخلة جوفه عرفنا انها نتيجة عدم غسل اليدين بالصابون وتحولت المعاناة الى ضحك وتصنيف مكانكم خالي, وقررنا ان نصطحب مع القلم والكتيب صابونه في الجمعة القادمة  , المشكلة الأهم هو تواجد بعض الساسة هذه الأيام في شارع المتنبي ليس حبا” بالثقافة  وإنما بسبب قرب الانتخابات هؤلاء السادة اذا تعرضوا الى ما تعرض له صاحبنا ماذا سيفعلون, (ترى فشله بنص العالم وريحته تعط),للتفضل بالموافقة على تصليح الإعطاب وتوفير الصابون(عمي اثنين بربع) وفتح مرحاض القشلة….مع التقدير