22 نوفمبر، 2024 9:04 م
Search
Close this search box.

علاقة امريكا مع تايوان: استغلال ام شراكة

علاقة امريكا مع تايوان: استغلال ام شراكة

تعمل الولايات المتحدة جاهدة، وبجميع الوسائل والطرق المتاحة لاستفزاز الصين، لجرها الى معارك لا تريد الصين التورط فيها، على الاقل في الوقت الحاضر، وربما للسنوات المقبلة. الولايات المتحدة استخدمت مؤخرا، تايوان لاستفزاز الصين، ومن ثم محاولة دفع الاخيرة؛ لمهاجمة تايوان؛ لاستنزافها وتشتيت جهدها الاقتصادي والتجاري والمالي في الداخل الصيني وفي العالم، و التأثير على جهدها في مراكمة وتقوية قدراتها العسكرية. ان الصين تريد ان تتجنب اي نزاع او حرب، حتى وان كانت من اجل استعادة سيطرتها على تايوان، أو اعادة ضمها الى البر الصيني. لأنها لا تريد ان تقع في هذا الفخ من جانب، اما من الجانب الثاني؛ فأنها سوف تعمل، وهي قد عملت على عسكرة وتطويق الجزيرة، واستباحة اجواءها بأسراب من الطائرات المقاتلة، كما هو قد حدث في الاسابيع القليلة الماضية. ولأن الجزيرة، جزء من الصين الواحدة، لذا لا تشكل تحركات الصين سواء في سواحل الجزيرة او في اجواءها؛ خرقا للقانون الدولي؛ أو خرقا لدولة ذات سيادة. اضافة الى العقوبات الاقتصادية والتجارية. اعتماد الجزيرة على الدعم الامريكي، وعلى الادانة الامريكية لتحركات الصين، وعلى التدريب والتسليح الامريكي لجيش تايوان، وعلى الاساطيل الامريكية الجوية والبحرية التي تحوم في اجواء المنطقة وتبحر على سطح بحر ومحيط المنطقة؛ لهي لعبة خاسرة من البداية وللسنوات القليلة المقبلة. أن زعامات هذه الجزيرة، لم يتصرفوا بحنكة وبرغماتية في ادارة صراعهم مع البر الصيني الام، فصاروا اداة بيد الولايات المتحدة في صراعها مع الصين لأهدافها( امريكا) هي ليس لسواد عيون التايوانيين في اقلاق الصين ومشاغلتها، ليس في تايوان فقط، بل في بحر الصين الجنوبي والشرقي، وفي المنطقة بصورة عامة. الولايات المتحدة تستخدم تايوان لاستفزاز الصين، عبر التسليح والسياسة والدبلوماسية والاقتصاد والتجارة. زيارة نانسي بيلوسي، رئيسة البرلمان الامريكي، وزيارة وفد الكونجرس لاحقا بعد ايام من زيارة بيلوسي، والتفاوض مؤخرا مع الزعامة التايوانية؛ لأبرام اتفاقية للتجارة مع الجزيرة، لتدفع تايوان على اتباع سياسة تسبب الكثير من القلق للصين، ومن ثم دفع الصين على العمل؛ لضم تايوان بالقوة. ان هذا الامر يتناقض تماما مع سياسة الصين الخارجية، وتايوان لا تخرج عن مخارج هذه السياسة، على الرغم من ان تايوان التي تمتع بالحكم الذاتي، جزء من الصين رسميا، وليس لجهة للواقع على الارض. أن المحاولة الامريكية لمشاغلة الصين واستنزافها باستخدام تايوان، التي تمتع بالحكم الذاتي، أو ابعد كثيرا جدا من الحكم الذاتي، اي دولة مستقلة من الناحية الواقعية، إنما غير معترف بها من الامم المتحدة؛ محاولة فاشلة في مواجهة ذكاء وحنكة القيادة الصينية. الامم المتحدة وحتى الولايات المتحدة الامريكية لا تزالان تقران وتعترفان بالصين الواحدة. هذا عامل مهم يجعل الصين لا تستعجل ضم تايوان بالقوة العسكرية، اضافة الى الكلفة الباهظة لأي عملية عسكرية صينية لضم الجزيرة بالقوة. إنما سوف تضمها بالقوة العسكرية في حالة واحدة، عندما تعلن استقلالها واعتراف الولايات المتحدة بها كدولة مستقلة، وهذا الامر مستبعد على الاقل في الوقت الحاضر من قبل الولايات المتحدة. لكن امريكا سوف تستمر في استفزاز الصين؛ باستخدام تايوان، من خلال الدعم العسكري، والاقتصادي، وارسال رسائل الى حكومة تايوان، مفادها هو الاستعداد الامريكي بحمايتها؛ باستخدام اسطولها البحري والجوي في المنطقة، هذا الاستعداد الامريكي، لا يتعدى؛ رسائل للطمأنة ليس الا. اذا من المستبعد جدا؛ ان تقوم الولايات المتحدة في حماية الجزيرة بمواجهة عسكرية مع الصين، ان لم اقل ان هذا الامر مستحيلا؛ عندما تعمل الصين على ضمها بالقوة. الغرض من المحاولة الامريكية هذه؛ هو دفع الزعامة التايوانية التي لها عزم للانفصال او الاستقلال عن الصين، في تركيز هذا العزم وتعميقه، وبالذات في الاحزاب التي ترفع راية الاستقلال عن الصين ومنها الحزب الحاكم في تايوان الذي يشكل هو وحزبان اخران ما يطلق عليه مجموعة الخضر في مواجهة مجموعة الزرق والتي هي الاخرى تضم ثلاث احزاب؛ ترفع راية الانضمام الي البر الصيني. في النهاية اقول؛ من المستبعد جدا ان تقدم الصين في الظروف الحالية على عمل عسكري لضم مضيق تايوان( مضيق فرموزا)؛ لأن الزمن يعمل لصالحها اي لصالح الصين..

أحدث المقالات