23 نوفمبر، 2024 4:45 ص
Search
Close this search box.

الذئب والسياسة

في يوم من الأيام هجم ذئب على قرية ، وسكان تلك القرية يقال عنهم “غنامة ” اي يملكون الغنم، لذلك هرعت كلاب القرية تجري وراء الذئب إلى أن تعبت ورجعت، إلا كلب واحد ظل يطارد الذئب ولما تعب الذئب … وقف وقال له : هل أنت صاحب الغنم ؟ رد الكلب : كلا ، فقال الذئب : أنت شيخ القرية؟ فرد الكلب : كلا ثم عاد الذئب بالسؤال : أنت كلب الشيخ؟ فرد الكلب: كلا .. فقال الذئب : إذاً لماذا تستمر في الجري خلفي ؟ فرد عليه : أنا كلب الحايچ . فقال له : وهل الحايچ عنده غنم ؟ ، فرد له : كلا .. ولا حتى صخلة أي “نعجة” ، فقال الذئب : طيب أصحاب الغنم عندما يذبحون يعطونك لحماً أو عظماً ؟ فقال له : كلا أبداً ، يعطون لكلابهم فقط ! فقال له : ( اليوم اسويك عبرة الديرة صارلك ساعة تركض وراي، والحايچ حتى صخلة ماعنده وانت كلشي مامحصل منهم ) !؟ .
إن هذه الحالة تنطبق على بعض الناس عندما يدافعون عن شخص ما وكأنه مَلك عادل أو شخصية تأريخية مهمة أو فيلسوفاً ذكياً !! ، وهذا تساؤل يُطرح لكل هؤلاء الذين يفتحون حرباً إلكترونية ليدافعوا عن جهةٍ ما ، ويظللون على سمعتها الملوَّثة المعروفة لدى الناس ! ، والأكثر عجباً عِلمهم بأن هذه الجهة أو تلك الشخصية فاسدة لاتقدم شيئاً نافعاً للمجتمع ! ، ومايُثير عجبي أكثر أن هنالك من يناصر و يدافع عن إتجاه لايعلم عن حقيقته شيئاً أو يلهث في الجري دون أن يدري لماذا يجري؟ !.. وهذا ينطبق أيضاً على (حالة الفساد السياسي الذي كثيراً ما نجد كُتل بشرية تدافع عنه وتهلّلُّ له دون سبب حقيقي يستحق التهليل والتبجيل ) ، جميعنا نلاحظ في صفحات التواصل الإجتماعي ردة فعل بعض الناس بالهجوم مستخدمين السب والإهانة والألفاظ البذيئة إزاء مجرد رأي يتعلق بشخصية سياسية ، رغم أن هذه الشخصية لم تقدِّم له شيئاً جيداً على الإطلاق .. وأقول هنا نقطة مهمة علينا أن نتساءل بغض النظر عن العنصرية والطائفية والنفعية ، ( مالذي حققه لنا المسؤولين )؟ و ( لماذا ندافع عنهم أحياناً لدرجة مبالغ فيها ) ؟ رغم أن المسؤول يعيش حياة الرفاهية من حصص النفط والتمر والمنافذ والإستثمار وغيرها ، حتى بات يعيش في خير المواطن والأخير يعاني من شره .. إن المسؤولون يرتدون أثمن البدلات ويتَنقَّلون بأغلى السيارات ويشترون أراض بمئات الدونمات ويبنون المجمعات السكنية والمولات ويستحصلون الإستثمارات ويتاجرون بالعقارات ويسافرون إلى أجمل المدن والقارات ويخزِّنون الأموال والثروات.. لكن في الحوارات لا تأخذ منهم حق ولا باطل سوى الخرافات .
نحن لانحتاج طاولة تجمع الكتل لتتحاور فيما بينهما ثم يخرجوا متفقين دون تغيير في واقع الشعب ، مثل ما صرَّح بعض النوّاب والباحثين بالشأن السياسي ، إنما نحتاج رجل دولة و مسؤولون يعرفون حجم مسؤوليتهم لرعاية حقوق المواطن ، لذا من الضروري أن ننظر لكل مسؤول غير مسؤول أياً كان توجهه أو تبعيته.. بأنه فاسد .. وجميع من مثله يسرقون حصة المواطن ويعطونه آمالاً طويلة ووعود مخدرة لكسب الوقت وما أن يمُّر الوقت نجد أنفسنا في وطن دون حقوق و خدمات ، واقرب مثال ملف الكهرباء المستعصي ، فمنذ ٢٠٠٣ وقضية الكهرباء يتعامل المسؤولون معها وكأنها قضية القدس التي حلول لها ، و الأدهى من ذلك تتجرأ وزارة الكهرباء كل عام بحجج لايقبلها العقل ، وتصرَّح تصريحات غريبة وكأنها بريئة !! ، والعجب ( أنهم يرفضون تسليط الضوء على تقصيرهم وفشلهم ، بل ويَردُّون على حقيقة غياب الكهرباء منذ أعوام طويلة دون حل بالأكاذيب ) ذلك لأن وزاراتنا دورها تُفسد لا تُصلح وتَسرق لا تَخدم ، فكثير من الملفات والقضايا المهمة مثل الكهرباء ، الماء ، الإعمار ، البنى التحتية والنازحون … الخ قضايا لم تجد حلول حقيقية ، بسبب الفاسدين الذين كثروا في ساحة الحكم ، لكن رغم فسادهم يجدون بعض الجيوش الألكترونية التي تتصارع للدفاع عنهم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات