وكالات – كتابات :

نشر موقع “المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية”؛ تقريرًا للكاتبين: “هينا جو”؛ محلل شؤون الدفاع والتحليل العسكري، و”توم والدوين”؛ الباحث المشارك في مشتريات الدفاع، بعنوان: “بصمة في وارسو: مسيرة صناعة الدفاع الكورية الجنوبية”.

ويتناول التقرير أبعاد ودلالات توقيع صفقة عسكرية كبرى بين “كوريا الجنوبية” و”بولندا”؛ لتصدير معدات دفاعية – وهي الصفقة التي ستكون الأكبر في تاريخ “سيول” حال تنفيذها بالكامل – بما يؤكد الأثر المتنامي لقطاع الصناعات الدفاعية لـ”كوريا الجنوبية”؛ في ساحات التصدير الدولية.

صناعة متطورة..

بحسب التقرير كشفت الصفقة عددًا من الدلالات المهمة؛ فيما يتعلق بتطور الصناعات الدفاعية؛ ومن ثم الصادرات الدفاعية لـ”كوريا الجنوبية”، وهو ما يمكن استعراضه على النحو الآتي:

01 – توقيع صفقة عسكرية ضخمة بين “كوريا الجنوبية” و”بولندا”..

بحسب التقرير، وقعت “كوريا الجنوبية” اتفاقًا إطاريًا لتصدير معدات دفاعية إلى “بولندا”، في 22 تموز/يوليو 2022، قد تصل قيمتها إلى: 15 مليار دولار في حال تنفيذ الحزمة المقترحة كاملة، التي تتضمن تصدير ما يصل إلى: 1000 دبابة قتال رئيسة من نوع (Hyundai Rotem K2 Black Panther)، و672 مدفعًا من طراز (Hanwha Defense K9 Thunder) ذاتية الدفع عيار: 155 ملم، و48 طائرة من طراز (Korea Aerospace Industries (KAI) FA–50 Fighting Eagle)، وهي طائرات هجوم أرضي مقاتلة خفيفة سيتم تسليمها على مراحل، على أن تبدأ عمليات التسليم هذا العام حتى 2026.

02 – تنامي الصادرات الدفاعية الكورية على الساحة الدولية..

وفقًا لما يسّوقه التقرير؛ فإن الحزمة البولندية قد تُمثل أكبر صفقة للقطاع الصناعي الدفاعي في “كوريا الجنوبية”، بما يؤكد الأثر المتنامي للقطاع في ساحات التصدير الدولية، بما يشمل قارة “أوروبا”؛ التي تُعَد من أهم المناطق الجغرافية فيما يتعلق بالصناعات الدفاعية حول العالم.

03 – تميُّز الصادرات الكورية في الجودة والتسليم ومشاركة الإنتاج..

أوضح وزير الدفاع البولندي؛ “ماريوس بوشاشتاك”، دوافع “وارسو” لاستيراد السلاح من “كوريا الجنوبية”، مشيرًا إلى ثلاثة عوامل: الجودة، وسرعة التسليم، ومشاركة الإنتاج؛ حيث من المؤكد أن الأنظمة الكورية الجنوبية تزداد قدرتها التنافسية، مع فوز كل من (K9) و(T–50) البديل التدريبي لـ (FA–50)، بصفقات شراء تنافسية في مقابل صناعات أوروبية وروسية؛ وذلك بجانب القدرة على التسليم السريع؛ إذ من الواضح أن الحرب الأوكرانية زادت قلق “بولندا” بشأن وضعها الأمني، وجعلت إعادة رسملة المعدات أكثر إلحاحًا، مع الأخذ في الاعتبار كذلك بعدم ممانعة “سيول” – عادةً – مشاركة تكنولوجيا التصنيع مع الدول المستوردة للسلاح.

04 – استمرار اعتماد صناعة الدفاع الكورية على أنظمة خارجية..

لفت التقرير إلى أنه على الرغم من التقدم الذي أحرزته صناعة الدفاع في “كوريا الجنوبية”، فإن هناك تحديات عدة تُحيط بتلك الصناعة المتطورة؛ حيث لا يزال يتم استيراد العديد من الأنظمة الفرعية الرئيسة من الخارج.

على سبيل المثال، تشتمل أنظمة الدفع في كل من (K2) و(K9) على تصميمات ألمانية، وتستخدم (FA–50) محركات “جنرال إلكتريك” المروحية (F404)، كما يتم إنتاج: 05 مكونات رئيسة بتلك الطائرة في “المملكة المتحدة”.

قلق كوري..

وختامًا، ذهب التقرير إلى أنه حتى في إطار الصفقة مع “بولندا”، وفيما يعمل كلا الجانبين الآن من أجل تنفيذ عقود الصفقة الأولية، فقد يكون من أسباب القلق المحتمل لـ”كوريا الجنوبية”، مدى قدرة “بولندا” على تحمل التكلفة ضمن ملف إنفاقها الحالي، مع الأخذ في الاعتبار بحجم الصفقة، وطموحات التسليم السريع، وإلتزامات المشتريات الأخرى لـ”بولندا”.