لا أدري لماذا أتوجس خيفة وريبة وتأخذني كل الشكوك من عمل ( جنين بلاسخارت) ، ممثلة الأمم المتحدة بالعراق! ، وأسأل نفسي ولربما يسأل الكثير من العراقيين ذلك أيضا وهو : ماذا قدمت هذه المرأة للعراق منذ توليها منصبها كممثلة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق نهاية شهر آب من عام 2018؟ ، وهل عملها يقتصر على رفع تقارير للأمم المتحدة عن الوضع العراقي بكل تفاصيله وأزماته ، أشبه بتقارير مراقبة؟ ، أم أن عملها يقتضي أيضا تقديم النصيحة للحكومة ولقادة الأحزاب السياسية بالعراق عند حدوث أية أزمة ؟0 أعتقد أن العراق ومن بعد الغزو الأمريكي الغاشم له أصبح مادة دسمة قوية للأعلام المحلي والعربي والأقليمي والدولي ، ولم تعد ثمة أسرار لا يعرفها العالم عن الشأن العراقي! ، فكل شيء مباح وكل شيء معروف لأن أمريكا جعلت العالم كله يتدخل بالشأن العراقي ! ، وحتى الجزء الكبير من جبل الجليد الغاطس والمقصود فيه الأسرار، لم يعد له أية وجود وأهمية! 0 أما أذا كان عملها يشمل على تقديم النصيحة عند حدوث أية أزمة كانت سياسية ، أقتصادية ، أجتماعية ، دينية ، مذهبية ، فأعتقد ومن مجريات الأمور والأحداث في العراق منذ 20 عاما ولحد الآن ، أن العراق ضائع تائه لا يعرف أين تتجه بوصلته وأين سيحل به المصير، ويبدوا أنه لم يجد من ينصحه بحب وقلب سليم أن كانت (بلاسخارت) أو غيرها من الذين سبقوها كممثلين للأمم المتحدة في العراق؟ ، وأن كانت هناك ثمة نصيحة ، فأعتقد أنها أقرب الى الخدعة منها الى المشورة والنصح!0 وحقيقة أن الشكوك حول عمل السيدة (بلاسخارت) ، التي لا أقرأ في وجهها وعينيها ألاّ المكر والدهاء والخداع لم يأت من فراغ! ، فقد أنكشفت بشكل واضح وفاضح وكبير أثناء أنتفاضة تشرين الباسلة عام 2019! ، والتي أستشهد فيها قرابة 1000 شاب عراقي ، وجرح وتعوق أكثر من 12000، وكانت أحداث الأنتفاضة بيومياتها وبسالة شبابها وأستشهادهم تجري أمام مرأى ومسمع السيدة (بلاسخارت)! ، التي شاهدت وسمعت ورأت بعينيها كيف كان يسقط شهداء الأنتفاضة وهم رافعي العلم العراقي ويصرخون بأسم العراق! ، كما أنها ألتقت بالكثير من الثوار في ساحة التحرير وسمعت منهم مطالبهم المشروعة الأنسانية والوطنية وهي عودة العراق للعراقيين وتخليصه من كل أحتلال ! ، وتأّمل العراقيين وثوار الأنتفاضة خيرا منها ، وظنوا أنها ستقلب الدنيا ولم تقعدها وليس الأمم المتحدة فحسب! ، ولكنها خيبت ظنونهم وأكتفت بالشجب والأدانة وأستنكار لما وقع من قتل واغتيال وأختطاف للثوار!؟ ، بل تفاجأ العراقيين بأن العالم كله قابل الأنتفاضة بالصمت والتسويف وعدم الأهتمام! ، وهذا ما كشفه الأعلامي المعروف (( أحمد البشير، في برنامجه البشير شو ، حيث صادف أن أرسل الى أمريكا في (دورة صيفية أعلامية) ، وكانت الأنتفاضة في أسابيعها الأولى والعراق يغلي كالبركان وأن عدد الشهداء أكثر من 200 شهيد ، حيث يقول الاعلامي أحمد البشير ، لكني تفاجأت بأن الأعلام الأمريكي لم يأت على ذكر الأنتفاضة في الصحف ولا في وسائل الأعلام! ، بل كان هناك تعتيم مقصود على الأنتفاضة التي كانت تحمل في جوهرها تخليص العراق من الأحتلال الأجنبي ومن الطبقة السياسية الفاسدة التي جاء بها))!0 أن أزمة العراق السياسية الآن ومظاهرات الأخوة الأعداء! ( التيار الصدري والأطار التنسيقي) ، تحبس أنفاس العراقيين الذين يخافون من قادم الأيام! ، فالتصعيد موجود وكلا الطرفين يستعرض قوته بجماهيره التي يعتصم بها! ، وقد طغى ومع الأسف ، صوت التصعيد والتسقيط والتشويه بين الأطراف المتخاصمة على صوت العقل والحكمة! 0 حقيقة أن هذا ما يريده أعداء العراق وأولهم أمريكا التي هي من أججت كل مشاعر الفرقة والأحقاد والضغائن في النسيج الأجتماعي والديني العراقي وزرعت الفتن حتى بين الأصدقاء وبين أخوة الدم والعقيدة والمذهب الواحد!0 الماكرة ( بلاسخارت) أكتفت كما عملت اثناء انتفاضة تشرين الباسلة! بزيارة ولقاء بعض الزعامات السياسية من هذا الطرف وذاك! ( ألتقت مع السيد الصدر والحاج هادي العامري) ، والغريب أننا لم نلمس بعد لقائها بالزعامات المتخاصمة أية تهدئة ، بقدر ما لمسنا التصعيد !؟0 ولا أدري ماذا سيكون تقريرها للأمم المتحدة عن الوضع العراقي ، القابل للأنفجار بلحظة! ، وهل هناك محاولة لتهدأة الأوضاع من قبلها باعتبارها ممثلة للأمين العام للأمم المتحدة ، ولو بالأجبار وبلغة قوية صادرة من أعلى منبر ومنظمة دولية بالعالم! وبأعتبار أن العراق لازال يخضع لعقوبات البند السابع! ، وبالتالي يعتبر هو تحت الوصاية الدولية! سواء أكان لمجلس الأمن أم للأمم المتحدة!!؟ ، أم ستعمل (بلاسخارت) على زيادة أشعال الفتنة بأكثر من طريقة وطريقة! ، وبالتالي الوقوف موقف المتفرج المتشفي بما سيحدث! ، لاسيما وأن الكثير من المحللين السياسيين الدوليين والمراقبين للشأن العراقي أشاروا في أكثر من تقرير وفي أكثر من لقاء الى أحتمال نشوب حرب ( شيعية شيعية)!0أخيرا نقول ، نتمنى من الأخوة الأعداء وأخوة العقيدة والمذهب أن لا ينصتوا الى أية أصوات خارجية مهما كانت وتظاهرت بالود والمحبة! ، فما حك جلدك مثل ظفرك! ، وأن يجعلوا من لغة العقل والصوت العراقي النقي الوطني هو الفيصل والحكم بينهم! ، ولتذهب (بلاسخارت) ومن ورائها ومن أرسلها الى الجحيم ، فهي ليست مبعوثة سلام ومحبة للعراق وشعبه بل هي مشعل نار لحرق العراق!0 اللهم أحفظ العراق وشعبه من كيد الحاقدين عليه0